مقالة : الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين يدخل عصرا جديدا من الاستخدام الواسع النطاق

بكين 27 أكتوبر 2025 (شينخوا) مع اندماج الذكاء الاصطناعي التوليدي في جميع جوانب الحياة الاجتماعية في البلاد بسرعة غير مسبوقة، سجل حجم مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين نموا كبيرا خلال الفترة الأخيرة.

وذكر تقرير أصدره المركز الصيني لمعلومات شبكة الإنترنت مؤخرا أن الصين سجلت إجمالي 515 مليون مستخدم للذكاء الاصطناعي التوليدي حتى شهر يونيو من العام الجاري، ما ضاعف قاعدة المستخدمين في غضون ستة أشهر.

وأضاف التقرير أن الرقم ارتفع بـ266 مليون شخص عن شهر ديسمبر من عام 2024، ما رفع معدل انتشار المستخدمين إلى 36.5 في المائة في الصين. ومن بين جميع المستخدمين، يشكل الشباب والمستخدمون في منتصف العمر الذين لديهم خلفيات تعليمية أعلى مجموعة أساسية.

واكتسبت أنماط الذكاء الاصطناعي التوليدي المطورة محليا في الصين شعبية واسعة لدى المستخدمين في البلاد، فيما تم تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل واسع في مجالات مثل البحث الذكي وإنشاء المحتوى والمساعدة المكتبية والأجهزة الذكية.

وقد بدأت حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الانتشار عبر الصناعات. فتستخدم بعض مؤسسات الخدمات المالية التكنولوجيا لمساعدة المستشارين الماليين على الاستفادة بشكل أفضل من النتائج المستخلصة من تقارير الأبحاث، بينما قامت فرق المبيعات بدمج التكنولوجيا في منصة إدارة علاقات العملاء الخاصة بها.

وفي الوقت نفسه، مدفوعة بالتقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبحت الروبوتات البشرية في الصين قادرة بشكل متزايد على التفاعل مع محيطها بطرق أكثر ذكاء وتكيفا.

ولم يزد تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين محليا فحسب، بل زاد أيضا تأثيره على المستوى الدولي. وحتى أبريل 2025، قدمت الصين 1.576 مليون طلب براءة اختراع ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، ما مثل 38.58 بالمائة من الإجمالي العالمي، وهي أعلى حصة لبلد واحد على الإطلاق، حسبما ذكر التقرير.

ويعتبر "ديب سيك" مثالا يبرز تقدم الصين ونفوذها في قطاع الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وخلال 20 يوما من إطلاقه، جمع النموذج مفتوح المصدر 30 مليون مستخدم نشط يوميا حول العالم، ما جعله تطبيق ذكاء اصطناعي توليدي يتمتع بأسرع معدل نمو للمستخدمين العالميين.

وقال ليو يوي لين، مدير المركز الصيني لمعلومات شبكة الإنترنت، إن الذكاء الاصطناعي قد تطور من مفهوم مختبري إلى خدمة ناضجة تدعم مئات الملايين من المستخدمين، مضيفا أن الزيادة في عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي تكشف عن الانتقال من الاستخدام التجريبي إلى التطبيق اليومي في جميع أنحاء البلاد.

ويشير الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى فئة من نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل "ديب سيك" الصيني، التي تحلل كميات كبيرة من البيانات وتولد محتوى جديدا، بما في ذلك النصوص والصور والتعليمات البرمجية، التي تعكس التعبير البشري، مما يعيد تعريف علاقتنا بالتكنولوجيا.