تغطية ميدانية:غزة تطلق حملة تطعيم للأطفال بعد عامين من تعطل الخدمات الصحية

غزة 9 نوفمبر 2025 (شينخوا) بدأت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم (الأحد) حملة تطعيم واسعة للأطفال دون سن الثالثة، في محاولة للحد من تفشي الأمراض المعدية بعد عامين من تعطل برامج التطعيم جراء الحرب.

وقالت الوزارة في بيان إن الحملة تنفذ في نحو 150 مركزاً صحياً في أنحاء القطاع بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية.

وأضاف البيان أن الحملة، التي تستمر عشرة أيام وتشمل ثلاث مراحل يفصل بينها شهر واحد، تهدف إلى تعويض الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات الروتينية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وقال سليم القرم، المدير الطبي لمستشفى السرايا - الهلال الأحمر الميداني في غزة، إن الحملة تمثل "خطوة حيوية لحماية آلاف الأطفال الذين حرموا من التطعيمات الأساسية خلال العامين الماضيين"، مشيراً إلى أن انقطاع برامج التطعيم "زاد من احتمالية تفشي أمراض معدية خطيرة".

وأوضح القرم أن نحو 45 ألف طفل في القطاع لم يحصلوا على التطعيمات الأساسية خلال تلك الفترة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي والجدري، مضيفا أن المئات من الأطفال توفوا نتيجة ضعف المناعة وسوء الأوضاع الصحية.

وأشار إلى أن "الوضع الصحي للأطفال في غزة سيئ للغاية بسبب نقص التطعيمات والغذاء وحليب الأطفال، إلى جانب تدهور الرعاية الصحية"، مؤكداً أن معظم الأطفال يعانون من فقر الدم وسوء التغذية.

وفي أحد مراكز التطعيم قرب مستشفى الهلال الأحمر في مدينة غزة، وقفت آية أبو عبيد حاملة طفلها البالغ من العمر عامين بانتظار دوره.

وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها "سارعت إلى الحضور فور سماعها ببدء الحملة، لأن طفلها لم يتلق أي جرعة منذ عامين"، مضيفة أن "التطعيمات ضرورية لحماية الأطفال من أمراض مثل الشلل والكبد الوبائي".

وفي وسط القطاع، قالت سمية أيوب إنها جاءت لتطعيم طفلها الأصغر، بعد أن أصيب شقيقه الأكبر بمرض الجدري أثناء النزوح إلى الجنوب.

وأضافت لـ ((شينخوا)) أن "بدء الحملة اليوم أعاد الأمل للأمهات في حماية أطفالهن من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة".

وقال سليم القرم إن الفرق الطبية بدأت بتطعيم الأطفال ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة والجدري والتهاب الكبد الوبائي، مشيراً إلى أن الإقبال "واسع رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة"، ودعا إلى استمرار الدعم الدولي لضمان وصول اللقاحات إلى جميع الأطفال المستهدفين.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد أعلن الأسبوع الماضي أن المنظمة ستبدأ بتقديم التطعيمات الروتينية وخدمات التغذية لنحو 44 ألف طفل في قطاع غزة، "انقطعوا عن الرعاية الصحية المنقذة للحياة لمدة عامين من الصراع|".

ويقول خبراء صحة إن الحملة تشكل "خط الدفاع الأول" ضد تفشي الأمراض في بيئة تعاني من تلوث المياه وانهيار البنية التحتية الصحية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80 % من سكان قطاع غزة، يعيشون في ظروف إنسانية قاسية نتيجة تدمير المرافق الصحية خلال الحرب.

وقال القرم إن "إطلاق حملة التطعيم خطوة أساسية لإعادة الثقة بالنظام الصحي في غزة وحماية جيل كامل من الأمراض التي يمكن الوقاية منها"، داعياً إلى استمرار التنسيق والدعم لضمان استكمال جميع مراحل الحملة بنجاح.