الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

شي يجري محادثات مع ماكرون، داعيا إلى توسيع التعاون في العديد من المجالات

/مصدر: شينخوا/   2025:12:05.08:55
شي يجري محادثات مع ماكرون، داعيا إلى توسيع التعاون في العديد من المجالات

بكين 4 ديسمبر 2025 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال إجرائه محادثات مع الرئيس الفرنسي الزائر إيمانويل ماكرون في بكين اليوم (الخميس)، إنه ينبغي على الصين وفرنسا اغتنام الفرص وتوسيع نطاق التعاون.

وأضاف شي أن الصين وفرنسا، بصفتهما دولتين كبيرتين مستقلتين تتحليان بالرؤية والمسؤولية، تمثلان قوى بنّاءة في دفع التعددية القطبية وتعزيز التضامن والتعاون بين البشرية.

وأشار شي إلى أنه في الوقت الراهن، ومع تسارع التغيرات التي لم نشهد لها مثيلا منذ قرن من الزمان، تقف البشرية مرة أخرى عند مفترق طرق، وتواجه خيارات حاسمة بشأن مسارها المستقبلي، مضيفا أنه ينبغي على الصين وفرنسا إظهار حسّ المسؤولية، والتمسك بالتعددية، والوقوف بثبات إلى الجانب الصحيح من التاريخ.

وأعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع فرنسا للانطلاق دائما من المصالح الأساسية للشعبين والمصالح طويلة الأمد للمجتمع الدولي مع التمسك بالحوار المتكافئ والتعاون المنفتح، لضمان استمرار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا في التقدم بشكل مطرد وضمان ازدهارها خلال الأعوام الستين المقبلة، وإظهار قيمتها الاستراتيجية بشكل كامل، وتقديم إسهامات جديدة في تعزيز عالم متعدد الأقطاب يتسم بالإنصاف والنظام فضلا عن عولمة اقتصادية مفيدة وشاملة على الصعيد العالمي.

وشدد شي على أنه بغض النظر عن التغيرات في البيئة الخارجية، ينبغي على الصين وفرنسا أن تُظهرا دائما الرؤية الاستراتيجية والاستقلالية باعتبارهما دولتين كبيرتين، وأن تتفهما وتدعما بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل طرف، وأن تصونا الأساس السياسي للعلاقات الثنائية.

ولفت شي إلى أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ناقشت واعتمدت التوصيات الخاصة بصياغة الخطة الخمسية الـ15، لترسم بذلك خطة لتنمية الصين خلال السنوات الخمس المقبلة وتقدم للعالم "قائمة من الفرص".

وقال إنه ينبغي على الصين وفرنسا اغتنام الفرص وتوسيع نطاق التعاون، من خلال ترسيخ التعاون في المجالات التقليدية مثل الطيران والفضاء والطاقة النووية، وفي الوقت نفسه استكشاف إمكانات التعاون في مجالات تشمل الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والصناعات الدوائية الحيوية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الجديدة.

وأضاف شي أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الفرنسية عالية الجودة، وترحب بالمزيد من الشركات الفرنسية للتطور في الصين، كما تأمل في أن توفر فرنسا بيئة نزيهة وظروفا مستقرة للشركات الصينية.

وفي معرض إشارته إلى أن الشعبين الصيني والفرنسي يتقاسمان إحساسا طبيعيا بالألفة، حثّ شي الجانبين على تعميق التبادلات والتعاون في مجالات مثل الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، وعلى المستويات دون الوطنية.

وشدد شي على أن العالم اليوم بعيد كل البعد عن الهدوء، حيث تندلع قضايا ساخنة معقدة وعصيّة على الحل في أماكن عديدة. وبصفتهما عضوين مؤسسين في الأمم المتحدة وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، ينبغي على الصين وفرنسا ممارسة التعددية الحقيقية، وحماية النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي.

وأضاف أن البلدين ينبغي أن يعززا التواصل والتنسيق بشأن التسوية السياسية للنزاعات وتعزيز السلام والاستقرار العالميين، وأن يدفعا معا إصلاح وتحسين الحوكمة العالمية.

وأشار شي إلى أن العالم يواجه حاليا العديد من أوجه الاختلال، مثل التفاوت في التنمية بين الشمال والجنوب، وضعف تمثيل الدول النامية في المؤسسات المالية الدولية، مؤكدا أنه يتعين على الدول أن تتحمل المسؤوليات معا، وأن تنسق الإجراءات، وأن تعمل سويا لجعل الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر نزاهة وعدلا وإنصافا.

وقال شي إن التبادلات والتعاون بين الصين وأوروبا خلال الـ50 عاما الماضية كانا ذا منفعة متبادلة، وأسهما في نجاح كل طرف.

وأضاف أن "سلاسل الصناعة والإمداد بين الدول مترابطة بعمق. فالانفتاح والتعاون يجلبان فرص التنمية، في حين أن فك الارتباط وقطع سلاسل الإمداد سيؤديان إلى العزلة". وتابع أن "الحمائية لا يمكن أن تحل المشكلات الناجمة عن إعادة الهيكلة الصناعية العالمية، بل لن تؤدي إلا إلى تفاقم البيئة الدولية للتجارة".

وقال شي إن الصين وأوروبا ينبغي أن تظلا ملتزمتين بالشراكة، وعليهما متابعة التعاون بعقل منفتح وضمان تطور العلاقات الصينية-الأوروبية على المسار الصحيح المتمثل في الاستقلال والتعاون ذي المنفعة المتبادلة.

من جانبه، قال ماكرون إن الصين وفرنسا حافظتا على تبادلات وثيقة رفيعة المستوى، وقد اتسمت علاقاتهما دائما بالثقة والاحترام المتبادلين.

وأضاف أن فرنسا تثمن علاقاتها مع الصين، وتتمسك بحزم بمبدأ صين واحدة، وهي على استعداد لمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فرنسا والصين.

وأعرب ماكرون عن سرور بلاده برؤية الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد الصيني إزاء تعزيز الانفتاح والتعاون وجلب المزيد من الفرص للعالم، مضيفا أن فرنسا مستعدة للعمل مع الصين لتعزيز الاستثمار المتبادل، وتقوية التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة المتجددة، وتعميق التبادلات الثقافية الودية.

وقال إن فرنسا ترحب بالمزيد من الاستثمارات الصينية، وستوفر بيئة أعمال نزيهة وغير تمييزية.

وأضاف أن فرنسا ملتزمة بتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين أوروبا والصين، وتؤمن بأن على أوروبا والصين التمسك بالحوار والتعاون، وأن تسعى أوروبا إلى تحقيق استقلالية استراتيجية.

وفي ظل حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي العالمي والتحديات التي تواجه النظام متعدد الأطراف، قال ماكرون إن التعاون بين فرنسا والصين بات أكثر أهمية ولا غنى عنه، مضيفا أن فرنسا تؤيد تماما آراء الرئيس شي بشأن إصلاح وتحسين الحوكمة العالمية وتعزيز اقتصاد عالمي أكثر توازنا.

وأكد أن فرنسا على استعداد للعمل مع الصين لتعزيز التنسيق، والاضطلاع المشترك بالمسؤوليات الواجبة على الدول الكبرى، والتمسك بالتعددية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل مواجهة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تحقيق السلام والازدهار على الصعيد العالمي.

وتبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال شي إن الصين تدعم جميع الجهود التي تسهم في تحقيق السلام، وستواصل الاضطلاع بدور بنّاء في التسوية السياسية للأزمة بطريقتها الخاصة. وأضاف أن الصين تدعم قيام الدول الأوروبية بدورها الواجب تجاه إقامة هيكل أمني أوروبي متوازن وفعّال ومستدام.

وعقب المحادثات، شهد رئيسا الدولتين بشكل مشترك توقيع عدد من وثائق التعاون في مجالات شملت الطاقة النووية، والأغذية الزراعية، والتعليم، والبيئة الإيكولوجية، وغيرها.

وقبل المحادثات، أقام شي وعقيلته بنغ لي يوان مراسم استقبال لـ ماكرون وعقيلته بريجيت ماكرون في قاعة الشعب الكبرى.

صور ساخنة