معبد زي آن في الصين يطلق أنشطة مصائف قصيرة مجانية التسجيل والإقامة

معبد زي آن في مقاطعة جهجيانغ

أعلن معبد زي آن على موقعه الالكتروني الرسمي يوم 28 يونيو الماضي أنه سينطلق بداية من 15 يوليو الحالي في تنظيم أنشطة المصائف القصيرة، لتمكين الراغبين من فرصة تجريب العيش داخل المعابد. وأشار الإعلان إلى أن عمليات التسجيل لاتحتاج إلى أي نفقات، إلى جانب ضمان الإقامة والأكل المجاني. وقد إستقطب هذا الإعلان فور نشره إهتمام مستخدمي الإنترنت من مختلف أنحاء الصين، وتضاعف عدد الزيارات للموقع الرسمي للمعبد، ما أحدث تعطل في عمل الموقع عدة مرات. ووفقا لمعلومات مؤكدة من معبد زي آن، فقد بلغ عدد المسجلين في الموقع 200 شخص إلى حدود 3 يوليو الجاري، وهناك العديد من المسجلين الذي يواجهون مشاكل نفسية ويرغبون في زيارة المعبد للحصول على الإستقرار النفسي.

وذكر المعلم جي دو، مدير معبد زي آن أن المعبد ظل يستقبل المؤمنين بطريقة غير دورية منذ سنة 2006، وقال أن ذلك كان إستجابة للطلبات الملحة من جمهور المؤمنين. "شارك بعض المؤمنين في أنشطة المصائف القصيرة في ميانمار وغيرها من الدول البوذية، وطلبوا من معبد زي آن أن يوفر مثل هذه الأنشطة" على حد قول المعلم جي دو.

ومن بين الأنشطة التي يقوم بها المؤمنون خلال مشاركتهم في المصائف القصيرة نجد: تلاوات الصباح والمساء، الأنشطة البدنية، التمارين الروحية وغيرها. وقال مصدر من معبد زي آن أن المعبد قرر هذه المرة إطلاق 4 أنواع من الدروس القصيرة تمتد على 3 أشهر، 6 أشهر، سنة وسنتين. ويشترط المعبد على المسجلين أن تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات إلى 60 سنة بالنسبة للذكور، و18 سنة إلى 60 سنة بالنسبة للإناث، كما يطلب من المسجلين إحترام الديانة البوذية، التوق للتعرف على البوذية، إلى جانب صحة الجسم، وعدم احتواء أمراض معدية، وخلاء سيرته من الأعمال المخالفة للقانون.

كما يطلب من المشاركين احترام الوصايا البوذية، ويمكن للذكور اختيار حلق الشعر. لكن على المشاركين احترام الحدود الخمسة للبوذية وهي عدم قتل الكائنات الحية، عدم السرقة، عدم الزنا، عدم الكذب، وعدم شرب الخمر. وخلال فترة التدريب يتقيد المشاركون يوميا بتناول الأطعمة النباتية، وعدم الخروج بدون موجب، في حين يسمح لذويهم بزيارتهم.

وأحدث خبر "المصائف القصيرة" بعد نشره جدلا على الإنترنت، حيث هناك من يخشى أن تكون هذه المصائف "لعبة طفولية"، وهناك من أشار إلى أن دافع المشاركين في التسجيل هو "قضاء العطلة الصيفية".

وفي ذات السياق، قالت المسؤولة على أعمال التسجيل بمعبد زي آن الآنسة لين، أن المسجلين الذين سيأتون إلى المعبد، قد قاموا بإستعدادات نفسية كافية، وليس هناك من سيتعامل مع فترة تمتد إلى عدة أشهر أو سنوات بهذا المزاح. في البداية، سيكون هناك من يأتي للمشاركة بدافع حب التجربة، وهذا شيء واضح بالنسبة للشباب. "الحدود البوذية تبدو منفرة بالنسبة للعديد من سكان المدن، لكنها في ذات الوقت يمكن أن تساعد الناس على تربية عادات جيدة، والوصول إلى الطمأنينة النفسية والسلوك الجيد، وهناك الكثير من الأشخاص الذين غيروا أنفسهم."

وأشارت الآنسة لين إلى أن المشاركين بإمكانهم إختيار جلب هواتفهم وحواسيبهم ووسائل الإتصال حسب رغبتهم. "المصائف الروحية لا تعني الإنعزال عن العالم. وبإمكان المشاركين التواصل مع أصدقائهم من خلال وسائل الإتصال، كما يمكنهم إستعمال الإنترنت في مساعدة المعبد على تأليف وتدقيق الكتب الدينية، لكن المشاركون مطالبون بإستعمال وسائل الإتصال في أوقات محددة."

المصائف القصيرة متواجدة كثيرا في جنوب شرق آسيا خاصة في تايلند وميانمار، وهي تعد تجربة من الضروري أن يعيشها الذكور مرة على الأقل في حياتهم، وتختلف المصائف القصيرة عن المصائف الطويلة، في وقت آداء الشعائر. لكن تبقى المصائف القصيرة في الصين تعد مصطلحا جديدا. قبل ذلك، قام كل من معبد شي لينزن بشنغهاي، ومعبد قوانغ شياو بقوانغتشو، ومعبد تشوهايبو بتنظيم هذه الأنشطة في عدة فترات.

ويقع معبد زي آن في جبل تيانتهاي بمقاطعة تشوجيانغ، ويبعد 6 كلمترات على مدينة تايتشو، وقد ظل يستقبل المؤمنين منذ عصر أسرة هان.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/