اختتمت بالأمس الأحد/23 مارس الحالي/ فعاليات المعرض الثقافي المصري – الصيني، طريق الحرير 2014، الذي يبرز أهمية العلاقات الثقافية والودية بين حضارتين من أقدم حضارات العالم، إن لم تكونا الأقدم علي الإطلاق، الحضارة المصرية والحضارة المصرية. فمصر والصين هما طرفا طريق الحرير القديم وهما الآن أيضاً طرفا الطريق الحديث الذي دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إقامته من أجل دفع علاقات التعاون السلمي والمصالح المتبادلة التي تتبناها الصين. لقد كان هذا الطريق في الماضي بوابة التبادلات الثقافية والتجارية بين حضارات الشرق والغرب، سار فيه التجار العرب والصينيون كما سار فيه الرحالة والمستكشفون من أمثال شيان تسونج وابن بطوطة وماركو بولو.
ويلقي هذا المعرض الضوء علي ثراء الحضارتين المصرية والصينية اللتان تضربان بجذورهما في أعماق التاريخ. وتضمن المعرض جناحين أحدهما لعرض جوانب من الحضارة المصرية، الفرعونية والإسلامية، مثل التحف ذات الزخارف الإسلامية المرصعة بالصدف ونماذج التماثيل الفرعونية ذات اللون الذهبي والآنية والأدوات المصنوعة من الفضة الخالصة، والمنسوجات والمقاعد الخشبية التي يستخدم فيها فن الآرابيسك. وفي الجناح الآخر كانت هناك منتجات الحضارة الصينية مثل لوحات فن الخط الصيني، وصور حيوان الباندا والفن التبتي والفازات الصينية بألوانها المبهرة وعروض تقديم الشاي الصيني التقليدية. وفي المنتصف باحة واسعة يلتقي فيها الزوار للتعارف وتبادل الحديث واحتساء الشاي الصيني.
وكان الحضور خلال أيام المعرض الثلاثة كثيفاً، حيث رحب السفير المصري مجدي عامر بالمبعوث الصيني إلي الشرق الأوسط وو سي كه، الذي عبر عن إعجابه بالمعروضات وبفكرة المعرض التي تعكس رغبة البلدين في تقوية أواصر التعاون التبادلات الثقافية والفنية والتجارية بينهما.
وكان من بين الضيوف أيضاً السفير غانم الشبلي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية، وقو بين مينغ، نائب رئيس جمعية الصداقة الدولية التابعة لوزارة الخارجية الصينية، وتشانغ مينغ، رئيس جمعية طريق الحرير الثقافية الصينية، ولويه تشو، رئيسة قسم الإعلام بجمعية ثقافة طريق الحرير، وعدد كبير من أعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والمصريين المقيمين في بكين.
وفي اليوم الأخير للمعرض كان هناك حفل للجالية المصرية علي هامش المعرض، وقد حرص المصريون علي إصطحاب أصدقائهم من الصينيين انطلاقاً من فكرة المعرض وهي تدعيم أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين وإيماناً من منظمي المعرض بأهمية التبادلات الشعبية والدبلوماسية غير الرسمية في تنمية العلاقات بين الدول. كما تم توزيع الشهادات التقديرية على الرسامين والفنانين الصينية وكذلك نخبة من المصريين والصينيين الذي قاموا على تنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير تقديرا على الخدمات التي قدموها من ترشيح مصر لاستضافة هذا الحدث بدار السفارة المصرية إلى التنسيق و الترجمة لخدمة وتطوير العلاقات الصينية المصرية.
.
وهذه الفعاليات الاحتفاليات بمناسبة الذكري الثامنة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية تؤكد حرص الدولتين علي تدعيم تلك العلاقات وتنميتها. كما يعكس حرص مصر، وهي تتجه الآن بخطوات ثابتة نحو الاستقرار والعودة إلي دورها الريادي علي الانفتاح علي العالم شرقه وغربه، وإدراكها لأهمية الصين، الصديق القديم والدولة التي تمضي بثبات لكي تصبح من القوي العظمي، وتحرص في الوقت نفسه علي إعلاء قيم السلام والعدالة والمصالح المتبادلة، ومحاربة قوي الشر والتطرف والإرهاب. ولهذا فإن الاحتفالات بالذكري الثامنة والخمسين لإقامة العلاقات بين البلدين لن تكون مجرد احتفال واحد بل ستكون مجموعة من الفعاليات الممتدة في أماكن مختلفة، وسيتم الإعلان عنها تباعاً، مما سيعطي الفرصة لكي يتعرف كل من الشعبين علي ثقافة الآخر أكثر وأكثر، والمزيد من توثيق العلاقات بينهما لما فيه مصلحة الجميع.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn