تعليق: الصين تنتظر تفسير أمريكي عن الحملة التي تشنها ضد هواواي

أشارت تقارير لوسائل إعلام أجنبية مؤخرا إلى أن الوثائق التي كشفها سنودن أظهرت إختراق مكتب الأمن القومي الأمريكي لسيرفر المقر الرئيسي لشركة هواواي، والتجسس على إتصالات المسؤولين رفيعي المستوى بالشركة.

هذا يستوجب يقظة كبيرة من الصين. لأن قدرات أمريكا على إختراق الصين والتجسس عليها ونطاق التغلغل فيها، قد يكون أكثر مما نتصور. وهواواي ليست إلا قمة جبل الجليد، إحدى ضحايا الإختراق الأمريكي العميق لمنظومة المعلومات الصينية. ووفقا لصحيفة "ديرشبيغل" الألمانية، فإن من بين الجهات التي يستهدفها مكتب الأمن القومي الأمريكي بعمليات التنصت، توجد كل من وزارة التجارة الصينية، المصارف الصينية، وشركات الإتصالات. وإذا لم تنجو شركات التكنولوجيا الفائقة، فكيف سيكون مصير الأقسام الحكومية والحزب والجيش والاتصالات والمالية والمواصلات والطاقة والاذاعة والتلفزيون؟

وجهت أمريكا في السابق مختلف الإتهامات إلى الصين، أما اليوم فقد ضبطت متلبسة. وفي هذا السياق سبق لنائب المدير العام لشركة هواواي في أمريكا الشمالية ويليام بلومير أن قال "كل ما يمارسونه تجاهنا هو بعينه ما تتهم به أمريكا للصين." وإذا كانت أمريكا قد إخترقت هواواي فلماذا لم تقدم حجة دامغة عن وجود مشكلة حقيقية داخل هواواي. إذ أن الجانب الآخر من التسريبات المتعلقة بعمليات الإختراق تبرهن على أن هواواي بريئة، رغم بشاعة هذه الطريقة في الإثبات.

كما تحدثت أمريكا أكثر من مرة عن أن عملياتها تهدف إلى ضمان الأمن القومي، لكن ما تفعله قد تجاوز نطاق مقاومة الإرهاب والأمن، ما جعل نفقاها أكثر إنكشافا. من جانب آخر، يطلق مكتب الأمن القومي الأمريكي على تحركاته ضد هواواي إسم "ضرب العملاق"، ما يدل على أن هذه التحركات ليست دفاعية وإنما هجومية، تهدف إلى "قتل" شركة هواوي -هذا العملاق الصيني الصاعد في مجال العلوم والتكنولوجيا-.

وأمام الإستراتيجية الهجومية لأمريكا، تقف الصين دون حتى إستراتيجية دفاعية، بل فاقدة أصلا للقدرة على مهاجمة أمريكا. في حين أن إفتقاد قدرات الهجوم والدفاع والإستعداد، يجعل حلم الدولة القوية في مجال الإنترنت مجرد أضغاث أحلام.

وفي ظل الإختراقات التي يقوم بها مكتب الأمن القومي الأمريكي، فإن هناك أولوية عاجلة لوضع أسس المراقبة والتحقيق وقدرات دفاعية فعالة. كما أن آساسيات الأمن الإلكتروني يجب أن تصبح على سلم أولويات فريق القادة المركزيين لأمن الإنترنت والمعلوماتية. ويجب الرد بفاعلية وبسرعة على المضايقات التي تستهدف أنظمة التحكم، الـ CPU، أجهزة التوجيه، قواعد البيانات، الحواسيب المركزية وغيرها من التقنيات الأساسية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/