محللون: اتفاق تفادي "الهاوية المالية" بالولايات المتحدة مجرد انفراجة قصيرة الأمد

واشنطن 2 يناير 2013/شهدت أسواق المال عبر العالم حالة من التعافي يوم الأربعاء بعدما تفادى الكونغرس الأمريكي "الهاوية المالية"، ولكن الاتفاق لم يعالج مسألة الإنفاق الضخم التي تهدد محرك النمو العالمي، حسبما قال محللون.

توجهت أبصار العالم تجاه واشنطن وسط حالة من الترقب انتهت بتوصل الكونغرس إلى اتفاق استغرقت المناقشات بشأنه 11 ساعة لتفادي "الهاوية المالية"، وهي مزيج من الزيادة الضريبية وخفض الإنفاق، والتي يرى اقتصاديون أنها قد تثير حالة من الركود.

دفع الاتفاق أسواق المال إلى الارتفاع، إذ أغلق مؤشر بورصة هانغ سنغ في هونغ كونغ على زيادة 3 بالمائة، فيما سجل مؤشر بورصة لندن الارتفاع الأكبر في 18 شهرا، في حين شهدت بورصة نيويورك ارتفاعا في عدد كبير من الأسهم.

بيد أن هناك محللين يرون أن المشرعين الأمريكيين لم يقدموا حلا جذريا للمشكلة، كما أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أول يناير الجاري يضيف 4 تريليونات دولار أمريكي على مدار العقد القادم إلى الديون الفدرالية الضخمة فعليا، وفقا لمكتب الميزانية التابع للكونغرس الأمريكي ، وهو مؤسسة غير حزبية.

وفضلا عن هذا، ثمة معركة وشيكة في فبراير المقبل حين لابد للكونغرس الأمريكي المنقسم بشدة أن يتفق على سقف الديون. ويتوقع محللون مزيدا من الجمود.

وفي هذا السياق قال برنارد بومول، كبير الاقتصاديين بمجموعة ((إيكونوميك أوتلوك))، قال إنه "في هذه الآونة، هناك حالة من الارتياح ... ولكنني أظن أننا سوف نضطر حاليا إلى معالجة المرحلة الثانية من تلك الحبة المسمومة"، مشيرا إلى خفض الإنفاق الفدرالي والمحادثات المرتقبة بشأن سقف الديون.

وأضاف بومول قائلا "لقد قفزنا فوق المنحدر مؤقتا في أول يناير، ثم توصلنا إلى الاتفاق حول الضرائب، ولذا عدنا بسلامة على حافة المنحدر. ولكن ربما ننزلق إلى المنحدر مرة أخرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة الإنفاق".

وذكر بومول أن خفض الإنفاق قضية شائكة بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين، "إذ تمس لب الاختلاف الفلسفي بين الحزبين"، مضيفا أنه يتوقع جدلا محتدما على مدار الشهرين المقبلين بشأن هذه القضية.

وأكد المحلل اعتقاده بأنه سوف يكون هناك اتفاق في نهاية المطاف بين الكونغرس والبيت الأبيض.

ووصف آندى بوش، رئيس تحرير صحيفة ((بوش أبديت)) المالية ورئيس المؤسسة الصحفية، وصف اتفاق تفادي "الهاوية المالية" بأنه "إيجابي على الأمد القصير، وسلبي على الأمد البعيد".

ولفت بوش إلى أن النتائج الإيجابية للاتفاق تشمل تمديد الخفض الضريبي المفروض منذ عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش على الأسر التي يقل دخلها السنوي عن 450 ألف دولار، وأن كلا من عائدات رأس المال والمعدلات الضريبية على الإيرادات ارتفعت بواقع 5 بالمائة فقط، ما ساهم في حالة من التعافي بأسواق المال.

/مصدر: شينخوا/