تحقيق : ركود بسوق السيارات في مصر

القاهرة 22 يناير2013 (شينخوا) يعاني سوق السيارات فى مصر من حالة ركود فى حركة البيع والشراء، من المتوقع ان تستمر فترة فى ظل ارتفاع اسعارها جراء انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الامريكي، وفى ضوء انتشار ظاهرة سرقة السيارات ، وتوجه الحكومة الى رفع الدعم عن البنزين.

وقال حسني غرياني نائب رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة ان سوق السيارات يعانى ركودا بسبب الوضع الاقتصادي السيئ الذى ترتب عليه انخفاض الدخول ما دفع المواطنين الى عدم التفكير فى شراء سيارات.

وتشهد مصر وضعا اقتصاديا صعبا فى ظل انخفاض ايرادات السياحة ، وخروج الاستثمارات الاجنبية وتراجع الصادرات،وتقلص الاحتياطي النقدي.

وأوضح غرياني ، لوكالة انباء ((شينخوا)) ،ان اسعار السيارات زادت فى الايام الاخيرة بحوالي خمسة الى 20 الف جنيه بحسب نوعها بسبب ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري ، لاسيما انه يتم استيراد جميع انواع السيارات من الخارج وبعضها يتم تجميعه فقط فى مصر التى يوجد بها حوالي 13 مصنعا لهذا الغرض.

وتتعرض العملة المصرية منذ مطلع الشهر الحالي لهزة حيث انخفضت قيمتها امام الدولار الذى يعادل حاليا 6.58 جنيه فى البنوك، ما دفع البنك المركزي الى استخدام الية يتم بمقتضاها طرح مناقصات لبيع وشراء الدولار ، فى محاولة للحد من انخفاض العملة.

لكن غرياني اوضح ان حالة الركود فى سوق السيارات تخللها فى الايام الاخيرة تحسن في حركة الشراء خلال معرض القاهرة الدولي للسيارات "اوتوماك فورميلا".

وتم افتتاح المعرض فى 18 يناير الحالي ومن المقرر ان يستمر حتى 24 من نفس الشهر، بمشاركة شركات السيارات العاملة فى السوق المصري.

وتابع غرياني ان الايام الاولى لارتفاع الدولار شهدت ايضا حركة اقبال على الشراء حيث اسرع بعض الافراد فى شراء السيارات خوفا من استمرار الارتفاع فى قيمة الدولار وبالتالي زيادة اسعارها.

غير انه رأى ان حالة التحسن فى السوق وقتية وسوف تنتهى لان استمرار ارتفاع قيمة الدولار يدفع بسوق السيارات الى الركود.

من جهته قال وسام حبيب مدير قسم المبيعات بمعرض "هايمن" للسيارات بحى المعادى فى القاهرة ان المعرض يعاني عزوفا من جانب الزبائن بعد ان ارتفعت اسعار جميع السيارات بنسبة تتراوح بين 15 الى 20 فى المئة جراء ارتفاع قيمة الدولار.

واضاف حبيب ، لـ (شينخوا)، ان الامر وصل الى ان بعض الزبائن ألغوا طلبات شراء سيارات كان قد تم الاتفاق عليها بسبب ارتفاع الاسعار ، والخوف من رفع الدعم عن البنزين ، وانتشار ظاهرة سرقة السيارات.

وعد حالة الركود هذه بمثابة كارثة للعاملين فى معارض السيارات الذين يرتبطون بكوتة مبيعات اذا لم يحققوها سيتم تسريحهم ، لافتا الى ان هناك عددا كبيرا من معارض السيارات سرحت بالفعل بعض العاملين بها خلال الشهرين الاخيرين.

لكنه اشار فى المقابل الى وجود اقبال على شراء السيارات المستخدمة لرخصها وكونها لا تمثل اغراء لسارقى السيارات.

وانتقد انتشار سرقة السيارات التى اعتبرها ظاهرة ارجعها للانفلات الامني ، مشيرا الى ان سارقي السيارات يقومون بتفكيكها الى قطع وبيعها او مساومة صاحب السيارة لاخذ مبلغ من المال مقابل ارجاعها له.

بدورها سردت ايمان سالم قصة سرقة التاكسي الخاص بزوجها مؤخرا بعد معاناة من اجل توفير المال لشرائه.

وقالت ايمان التى تعمل موظفة باتحاد رياضي لـ (شينخوا) انها استطاعت مع زوجها توفير مبلغ من المال قامت قبل اربعة شهور بدفعه كمقدم لشراء تاكسي تم سرقته من امام المنزل.

واضافت ، وهى تبكي ، انها ذهبت مع زوجها الى قسم شرطة القناطر الخيرية للابلاغ عن سرقة التاكسي الذى مازالت هى وزوجها يسددان اقساطه ففوجئت بضابط الشرطة يبلغها ان هناك 124 بلاغا عن سرقة سيارات فى يوم واحد فقط.

واعتبر غرياني نسبة سرقة السيارات مرتفعة مشيرا الى ان صديقا له تعرضت سيارته المرسيدس للسرقة وقام سارقوها بالاتصال به طالبين مائة الف جنيه مقابل ارجاع السيارات.

وبينما اوضح ان صديقه انصاع بالفعل لسارقى السيارة ودفع الفدية لاستعادة سيارته ، رأى غرياني ان سرقة السيارات لا تؤثر على سوق السيارات اذ ان مشتري السيارة يمكنه اتخاذ مجموعة من الاحتياطات الامنية لمنع السرقة من بينها شراء اجهزة انذار وتتبع بسيارته.

فى حين عدد سائق تاكسي يدعى احمد خلال جولة مع مراسل (شينخوا) حالات سرقة السيارات التى تعرض لها اصدقاؤه.

وقال احمد ان ابن خالته الذى يعمل محاميا تم سرقة سيارته الملاكي من امام منزله لكن الشرطة استطاعت اعادتها، فى حين تعرض صديق له لسرقة التاكسي الخاص به فى منطقة البساتين بالقاهرة حيث خرج عليه بلطجية واجبروه على ترك السيارة لهم واخذوا منه رقم هاتفه الخلوي للاتصال به فيما بعد طلبا لفدية.

واشار احمد الى انه لا يمارس عمله كسائق تاكسي بعد الساعة السابعة مساء الا في الشوارع الرئيسية بمنطقته خوفا من تعرض سيارته للسرقة.

/مصدر: شينخوا/