الصين منزعجة من الاحتكاكات التجارية مع تزايد حجم تجارتها الخارجية

بكين 17 ابريل 2013 /شعرت الصين، بصفتها دولة تجارية ذات مكانة متنامية، بالانزعاج من تزايد الاحتكاكات التجارية في ظل توسع حجم صادراتها للخارج، وقد أصبحت الصين واحدة من أكثر الدول تعرضا للتحقيقات بشأن المعالجات التجارية في أنحاء العالم, بحسب أرقام صادرة عن وزارة التجارة الصينية مؤخرا.

وبحسب الإحصاء الصادر عن وزارة التجارة، في الفترة بين عامي 2002 و2012، واجهت الصين 842 قضية للتحقيقات بشأن المعالجات التجارية مثل مكافحة الإغراق ومكافحة الدعم وإجراءات الضمان, وبلغت قيمة هذه القضايا 73.6 مليار دولار أمريكي.

وفي عام 2012، واجهت الصين 77 تحقيقا بصدد المعالجات التجارية من 21 دولة وقيمتها 27.7 مليار دولار أمريكي بزيادة 11.6 بالمائة و369 بالمائة على اساس سنوي على التوالي.

وفي هذا الصدد، أشار سونغ خه بينغ، محقق مصلحة التجارة العادلة في وزارة التجارة، إلى أن "تزايد الاحتكاكات التجارية أمر طبيعي يتماشى مع نمو الصين كثاني أكبر كيان اقتصادي وكدولة تجارية كبيرة في العالم".

ورأى سونغ أن اسباب تزايد الاحتكاكات التجارية كثيرة ومعقدة، حيث تصاعدت النزعة الحمائية والحواجز التجارية في دول عديدة بسبب تضاعف الاحتياجات في السوق الدولي واشتداد المنافسات بعد الأزمة المالية العالمية.

ومن جانب آخر، مازالت تؤرق الصين مشاكل عديدة في التجارة الخارجية، منها الاعتماد المفرط على السوق الدولي لبيع العديد من المنتجات, والعيوب والمشاكل الادارية لبعض شركات, مما أدى إلى ظهور الاحتكاكات التجارية.

الجدير بالذكر أنه مع اشتداد المنافسات في السوق الدولي، أقامت المزيد من الدول النامية تحقيقات المعالجات التجارية للمنتجات الصينية، إذ أن 54 قضية لتحقيقات المعالجات التجارية التي تعرضت لها الصين جاءت من دول نامية وأسواق ناشئة, محتلة 70.1 بالمائة من إجمالي هذه القضايا في العام المنصرم.

وفي هذا الشأن، قال ياو جيان، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، إن التجارة الثنائية بين الصين وبعض الدول النامية والأسواق الناشئة شهدت نموا سريعا، وحقق الجانبان منافع متبادلة ومشتركة خلال هذا التعاون إلى جانب ظهور مشاكل وتحديات جديدة. كما ان الصين اهتمت بتطوير الاسواق الناشئة، متمنية أن تحافظ على علاقات تجارية صحية ومستقرة مع هذه الأسواق من خلال التوافق الثنائي.

ووفقا لإحصاء ات وزارة التجارة، في الربع الأول من العام الجاري، واجهت الصين 22 قضية لتحقيقات المعالجات التجارية من 12 دولة ومنطقة بزيادة 22.2 بالمائة على اساس سنوي وقيمتها 963 مليون دولار أمريكي، بانخفاض كبير مقارنة بـ 2.636 مليار دولار أمريكي في نفس الفترة من العام الماضي.

رأى سونغ أن الاحتكاكات التجارية للصين ستنمو بشكل اعتيادي وبصورة اكثر تعقيدا في الوقت الراهن والفترة المقبلة، وإن مواجهة الاحتكاكات التجارية مهمة شاقة وطويلة الاجل .

وذكر سونغ أن وزارة التجارة تسعى إلى تعزيز أعمال الإنذار المبكر للاحتكاكات التجارية والتوعية بخصوص المعالجات التجارية ووضع إجراءات متعددة في الجوانب السياسية والقانونية والتجارية والإعلامية وغير ذلك لمواجهة القضايا التجارية الكبيرة، مما يحقق الحفاظ على بيئة تجارية مستقرة بين الدول النامية وتجنب زيادة الاحتكاكات التجارية مع دول نامية أخرى.

وقال وانغ قوي تشينغ، نائب مدير الجمعية التجارية للآلات الإلكترونية ، إن التنمية السليمة والمنظمة للصناعات تساعد على تجنب حدوث الاحتكاكات إلى حد كبير، حيث ستتخذ الجمعية إجراءات الدراسة والتنسيق والضبط الذاتي لتعزيز التنمية السليمة وتجنب المنافسات الخبيثة والاحتكاكات التجارية.

علاوة على ذلك، بدأت الصين استخدام اللوائح الدولية لاجراء تحقيقات بشأن المعالجات التجارية حيال الواردات التي تم استيرادها بواسطة التجارة غير العادلة، وذلك لأجل حماية سلامة الصناعات المحلية. وحتى نهاية العام الماضي، أطلقت الصين 203 تحقيقات لمكافحة الإغراق و6 تحقيقات لمكافحة الدعم وتحقيقا لإجراءات الضمان.

/مصدر: شينخوا/