تباطؤ عجلة النمو الاقتصادي في الصين مع بداية العام الحالي

بقلم: غادة تشو تونغ تونغ

شانغهاي 29 ابريل 2013 / تراجع معدل النمو الاقتصادي في الصين إلى 7.7 بالمائة في الربع الأول من هذا العام، بانخفاض طفيف عن توقعات السوق، مما يشير إلى انتعاش فاتر متواصل في النمو الاقتصادي لثاني أكبر اقتصاد في العالم .

ولم يرق النمو المسجل إلى تطلعات السوق عند 8 بالمائة، وكان أقل من الرقم 7.9 بالمائة في الربع الرابع عام 2012.

قال وانغ تاو، كبير الاقتصاديين بالبنك السويسري المتحد، إن "حجم نمو الصناعة والاستهلاك تراجع بشكل مدهش في الأشهر الثلاثة الأولى ".

وذكر وانغ أن النمو الاقتصادي سيتسارع في الربع الثاني وسط انتعاش الاستهلاك وتحسن السيولة النقدية.

وازدادت القيمة المضافة الصناعية بنسبة 8.9 بالمائة في مارس منخفضة عن معدل النمو 9.9 بالمائة المسجل في الشهرين الأولين من هذا العام .

وقال تشانغ جيان، خبير اقتصادي في بنك باركليز، إن النمو الصناعي المتراجع يشير إلى تباطؤ انتعاش الطلب، ولم يبلغ حجم تجديد المخزون المستوى المتوقع.

وارتفع حجم استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 2 بالمائة في شهر مارس، وتراجع معدل نموه مقارنة بالرقم المسجل في شهري يناير وفبراير،رغم بقاء فرط القدرة الإنتاجية .

وقد سعت الحكومة الصينية إلى حفز الاستهلاك لتخفيف مدى اعتماد الاقتصاد على الاستثمار، غير أن النمو في حجم البيع بالتجزئة ارتفع بنسبة 12.4 بالمائة فقط في الربع الأول، منخفضة بواقع 2.4 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وذكر محلل اقتصادي أن تضاعف الاستهلاك في الربع الأول ترجع أسبابه إلى تباطؤ النمو في الدخل القومي وحملة التقشف التي أطلقتها القيادة الصينية الجديدة.

وارتفع حجم الاستثمارات في الأصول الثابتة بنسبة 20.9 بالمائة في الربع الأول ما يعادل الرقم المسجل في نفس الفترة العام الماضي.

وفي الوقت نفسه، زاد حجم القروض الجديدة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013، وتجاوز حجم القروض الجديدة تريليون يوان شهريا(نحو 161.54 مليار دولار أمريكي) في شهري يناير ومارس.

وذكر وانغ أن بعض القروض الجديدة استخدمت لدفع الفوائد المترتبة على ديون الحكومة المحلية.

إلى جانب ذلك، بلغ معدل نمو الصادرات 25 بالمائة و21.8 بالمائة في الشهرين الأولين على التوالي على أساس سنوي، بينما انخفض فجأة إلى10 بالمائة في مارس.


وتوقع تشانغ ان تشكل الضغوط المتزايدة في الطلب الخارجي تهديدا على قطاع التصدير في المستقبل، اذ لن يحافظ معدل النمو في التجارة الخارجية على رقمه الحالي المسجل في الربع الأول .

في هذا الصدد، شهد الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 7.8 بالمائة في العام الماضي مسجلا أدنى مستوى له على مدار 13عاما. وقد اتخذ منظمو الاقتصاد في البلاد إجراءات تسهيلية عديدة من أجل إنعاش حالة الاقتصاد الراكدة في الربع الأول من العام المنصرم، ومن بينها خفض معدلات الفائدة وتيسير الائتمان وإطلاق مشاريع البنية التحتية منذ شهر يونيو. بفضل ذلك، شرعت وتيرة نمو الاقتصاد الصيني في الارتفاع منذ الربع الرابع.

وذكر شنغ لاي يون، المتحدث باسم مصلحة الدولة للإحصاء ، إن الإنتاجية الحدية في الصين مالت إلى الانخفاض، مؤكدا أن معدل النمو بواقع 7.7 بالمائة يساعد الشركات والحكومة على تعديل نمط النمو الاقتصادي في البلاد .

ودعا رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في ندوة حول الاقتصاد الكلي عقدت مؤخرا دعا إلى التركيز على التحول الاقتصادي والترقية من خلال تعميق الإصلاح .

وقال لي أنه مع حل المشاكل قصيرة الأمد والحفاظ على نمو معقول، ينبغي علينا بذل جهود أكثر للارتقاء بجودة ومنافع التنمية والتركيز على تعزيز إعادة الهيكلة الاقتصادية وزيادة التوظيف ورفع مستوى الدخل لافراد الشعب.

/مصدر: شينخوا/