رام الله 26 أبريل 2013 / أثار أسبوع الموضة الذي انطلق يوم أمس الخميس في رام الله بالضفة ردود أفعال متباينة كونه الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية ذات العادات والتقاليد المحافظة.وقدمت فتيات فلسطينيات من القدس ومدن الضفة الغربية وإسرائيل اليوم (الجمعة)عرضا للأزياء في اليوم الثاني من أسبوع الموضة الفلسطيني الذي تشارك به 30 عارضة.
ورغم الصعوبات التي واجهت القائمين على أسبوع الموضة كونه حديث على المجتمع الفلسطيني الذي تنصب جل اهتماماته على الصراع مع إسرائيل، إلا أنه بعد العرض الأول تغيرت نظرة بعض المصممين وأصحاب المحال التجارية والناس الذين حضروا بكثرة في اليوم الثاني لمشاهدة العروض .وتقول سمر حسين من مجلة (ليالينا) وهي إحدى الجهات المنظمة لأسبوع الموضة الفلسطيني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفكرة جاءت لتنظيم عرض أزياء في الأراضي الفلسطينية، لكنها تطورت لتكون تنظيم أسبوع للموضة على مستوى عال كما يجري في دول عربية مجاورة وحتى في دول أوروبية.
وتضيف حسين "واجهنا صعوبات في إيجاد مكان للعروض أولا حتى تكون بطريقة مهنية ومتخصصة، وزاد من الصعوبات وجود عروض سابقة كانت بمستوى متدني، الأمر الذي جعل بعض المصممين والشركات ترفض المشاركة معنا".
ووضع المنظمون مبلغا رمزيا للدخول إلى صالة العرض 20 شيكلا (الدولار يساوي 3.65 شيكل) بهدف عملية التنظيم وليس لكسب مادي بحسب ما تقول حسين.
وتضيف، "لأن الأمر ليس مألوفا في الأراضي الفلسطينية فكانت هناك خشية من دخول بعض الشبان بهدف مختلف عن مشاهدة عرض للأزياء"، مشيرة إلى أن فرض رسم للدخول "أسفر عن نتائج إيجابية في اليوم الأول لأسبوع الموضة حيث كان منظما وممتعا بالنسبة للحاضرين".
وحاول القائمون على أسبوع الموضة التغلب على احتمال وجود جهات فلسطينية معارضة لمثل هذا الحدث من خلال الطابع الرسمي للعروض وإظهار الموضة ومع عدم التركيز على العارضات، وإنما كان الاهتمام بالملابس بحسب ما تقول حسين.
وتضيف حاول المصممون دمج الأزياء الفلسطينية التراثية المطرزة والأزياء الشرعية، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك في الأسبوع الحالي ، معربة عن أملها بأن يتمكنوا من ذلك حال تنظيم أسابيع أخرى للموضة.وشملت العروض التي قدمت اليوم عروضا لصالونات التجميل وقصات الشعر، إضافة إلى أزياء ليست رسمية على عكس يوم أمس الذي امتاز بعروض فساتين الزفاف والسهرة.
ويقول تامر حلبي من شركة (موديل أيكيوس) وهي إحدى الجهات المنظمة لأسبوع الموضة، إن العارضات تلقين تدريبات مكثفة للقيام بالدور المنوط بهن في العروض كونهن يشاركن لأول مرة في عرض كبير للأزياء يمتد لأيام.
وتعتبر مهنة عرض الأزياء بالنسبة للفتيات الفلسطينيات شيء جديد عليهن، وخاصة أن البعض يعتبرونها دخيلة على ثقافة المجتمع الفلسطيني.
وتقول العارضة شنتال غطاس من مدينة حيفا داخل إسرائيل ل ((شينخوا) ) "بدأت مشواري بتصوير إعلانات لمحلات بيع الملابس النسائية الكبيرة، وسرعان ما أدخل المصور وسام رستم وهو أحد القائمين على الأسبوع الأول للموضة الفكرة برأسي للانخراط بعالم الأزياء الذي طالما شاهدناه على القنوات التلفزيونية ومجلات الموضة".
وتضيف غطاس "كنت أتوقع أن هذا الأمر سيلاقي رفضا من المجتمع لكن عندما انخرطت به وبدأت العمل وجدت أن الناس يتقبلونه وليس لديهم مشكلة فيه وهو شيء موجود أصلا، وهناك الكثير ممن يرغبون في العمل بهذا المجال".
أما العارضة ماريا عبود (18 عاما) من مدينة الناصرة داخل إسرائيل فتقول ل ((شينخوا))، إنها بدأت بهذا المجال منذ كان عمرها عشر سنوات،ليصبح حلم حياتها الاستمرار به.
وتضيف عبود ، " منذ كان عمري خمس سنوات وأنا أقول لأهلي أنني أريد أن أكون عارضة أزياء، وبعد أن كبرت ووجدت الإمكانية لدي لهذا العمل انطلقت به".
وتلقت عبود انتقادات من كثيرين يرفضون فكرة عملها كعارضة أزياء بحسب ما تقول ، مشيرة إلى أن "البعض حمل فكرة خاطئة" عنها لانخراطها بهذا المجال.
وتتابع عبود، "رغم ذلك كنت مصرة على تحقيق حلمي ولم ألتفت إلى كل تلك الانتقادات وأنا مستمرة بهذا العمل كمهنة وهواية أيضا".
وحول تجربتها في رام الله تقول عبود، "بالنسبة لعرض هو الأول من نوعه في فلسطين فقد كانت التجربة رائعة وناجحة بكل المقاييس ولم تكن هناك أية مشاكل بل بالعكس فاق النجاح التوقعات".
وكان أبرز المنتقدين لأسبوع الموضة في رام الله حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحاول فرض قيود متشددة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ صيف عام 2007 بحسب ما ذكرت منظمات حقوقية فلسطينية.
ويقول النائب عن كتلة حماس البرلمانية ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك ل((شينخوا)) معلقا على أسبوع الموضة، "إن الشعب الفلسطيني لديه أولوية الآن وهي التحرر من الاحتلال وبعد ذلك يمكن الذهاب إلى أمور أخرى".
ويضيف دويك، "بمنتهى الصراحة دائما يجب أن لا يختلط سلم الأولويات، فالشعوب التي تبحث عن الموضة والأزياء هي شعوب متحررة لا يوجد على رقابها احتلال قائم يسقي أهلها العذاب".ويتابع دويك "ماذا نقول للذين تقطع أشجارهم أو من يعتقل أبناؤهم أو لشعبنا الذي يرزح تحت الاحتلال، والأصل أن نتخلص من الاحتلال وذيوله وما يمكن أن يسببه لنا كما هو حاصل الآن من اعتداءات يومية ثم نتفرغ بعد ذلك للثقافة والفلكلور وكل شيء طبعا بما لا يخالف ديننا وعادات مجتمعنا".
وجلب أسبوع الموضة في يومه الثاني جمهورا كبيرا من فتيات ونساء وشبان ورجال وأصحاب محال تجارية وكانت علامات الإعجاب بالعروض جلية على ملامح وجوههم وعلى أكفهم التي كانت تصفق عند دخول كل عارضة إلى القاعة.
وترى الطالبة الجامعية شرين حزبون من مدينة بيت لحم التي حضرت إلى رام الله لمشاهدة العروض ل((شينخوا)) "تشجعت كثيرا أن آتي إلى هنا لمشاهدة العروض كونها فكرة جديدة في فلسطين تستحق الاهتمام والمتابعة".
وتهاجم حزبون المنتقدين لمثل هذه العروض قائلة، "إن من يقول أنها خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا أرى أنه مازال يعيش في القرون الماضية لأن عروض الأزياء هي نوع من أنواع الثقافة ومن شأن هكذا فعاليات أن تزيد من ثقافة المجتمع الفلسطيني".
وتأمل حزبون "أن يكون أسبوع الموضة في رام الله انطلاقة لتشجيع الموضة بشكل عام في فلسطين وأن تزيد من معرفة المواطنين بعالم الأزياء".
ويعقب المصور رستم الذي اكتشف العارضة غطاس على منتقدي أسبوع الموضة قائلا ل((شينخوا))، "إن الفتيات يعرضن بما هو متطابق مع حياة المواطنين ولا تأتون بعروض منافية للأخلاق".
ويضيف رستم، أن "على كل من يعارض فكرة أسبوع الموضة مشاهدة العروض للحكم عليها وأنا أقول للمنتقدين كفا لأننا الآن في العام 2013 ويجب أن نتطور".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn