تعليق: انخفاض كبير في معدل استهلاك السلع الفاخرة في الصين

شهدت سوق استهلاك السلع الفاخرة فى الصين ازدهارا متزايدا فى السنوات الأخيرة،وارتفعت مبيعات السلع الفاخرة الكثيرة ذات العلامات التجارية المشهورة بصورة ملحوظة.ومع ذلك،تعرضت وتيرة التوسع للسلع الفاخرة في الصين ل"فرامل عاجل" من العام الماضي،حيث تبين أحدث تقرير صادر عن الرابطة العالمية للسلع الفاخرة أن استهلاك السلع الفاخرة فى البر الرئيسي الصيني بلغ 830 مليون دولار أمريكي من فترة يوم 20 يناير إلى 20 فبراير عام 2013،بانخفاض ما يقرب من 53 في المئة،مقارنة مع ما فى عيد الربيع من عام 2012،ومبيعات سوق السلع الفاخرة الصينية قد تباطأت بشكل واضح.
　　
ويعتقد الخبراء أن نمو الاستهلاك الراقي بما فيه السلع الفاخرة فى الصين في السنوات الأخيرة يرجع إلى اختيار الاستهلاك لأثرياء،وأيضا إنفاق الأموال العامة الذى يعتبر استهلاكا غير طبيعي والذى قد انخفض بعد صدور الحكومة الصينية المركزية قرار "اللوائح الثمانية" لتحسين اسلوب عمل ومكافحة الفساد.

وأظهر تقرير الرصد الصادر عن الرابطة العالمية للسلع الفاخرة حول سوق السلع الفاخرة فى الصين فى الربع الأول من عام 2013،ان الهدايا تمثل 72% من مبيعات السلع الفاخرة فى الصين قبل عام 2013 وقد أصبح تقديم السلع الفاخرة كالهدايا اتجاها رئيسيا فى الصين،لكن هذا الوضع قد تغير فى الربع الأول من عام 2013،إذ ان الابتعاد عن السلع الفاخرة هو أفضل وسيلة لتجنب انتقادات الرأي العام بالنسبة للمسؤولين،الأمر الذي تسبب في ضرب سوق السلع الفاخرة فى الصين.

وأشار اويانغ كون كبير الممثلين لمكتب الرابطة العالمية للسلع الفاخرة لدى الصين إلى أن العلامة التجارية الآن يجب أن تعزز تطوير المستهلكين من الطبقة الخاصة،بدلا من التركيز على أسواق الشراء الجماعي وسوق الهدايا.وإن تبريد سوق السلع الفاخرة فى الصين سيعيد العقلانية إلى الاستهلاك الصيني،وان الجهود الحثيثة التى تبذلها الحكومة الصينية لمكافحة الفساد سوف تجعل استهلاك السلع الفاخرة يرجع إلى سوق الاحتياجات الشخصية الأصلية بدلا من التركيز على سوق الهدايا.

وأشار المطلعون إلى أن "فجوة الأسعار" ما زالت الحافز الأكبر لتزايد الاستهلاك الصيني للسلع الفاخرة فى الخارج منذ سنوات،حيث ان متوسط معدل الضريبة للواردات من السلع الفاخرة في السوق الصينية 16%،بينما ان معدل الضريبة للواردات من السلع الفاخرة الدولية فى سوق أمريكا الشمالية 10%،وان متوسط معدل الضريبة لجزء من واردات دولة ثالثة فى السوق الأوروبية 6% فقط.

ووفقا لبيانات البنك الدولي،فان الصين احتلت المركز ال86 فى العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فى عام 2011، إلا أنها احتلت محل اليابان لتصبح ثاني أكبر سوق السلع الفاخرة فى العالم وبعد الولايات المتحدة فقط.ويقترح الخبراء انتهاز الصين فرصة التحول الكبير لمفهوم الاستهلاك فى البلاد الذى حدث بعد صدور الحكومة الصينية المركزية "اللوائح الثمانية" لتعزيز تحول هيكل الاستهلاك وارتقاءه وتشجيع الاستهلاك المعتدل والمستدام.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/