تعليق: قراءة في محتويات "حزام طريق الحرير الإقتصادي" الذي طرحه الرئيس الصيني

طرح الرئيس شي جينبينغ فكرة بناء "حزام طريق الحرير الإقتصادي" أثناء الجولة التي قام بها مؤخرا في دول آسيا الوسطى، وقد لقيت هذه الفكرة إجماعا واسعا في قمة مجموعة شنغهاي للتعاون التي عقدت في بالعاصمة الكرغيزية بشكيك. وقد كان الإتجاه واضحا، حيث تعد الحاجة الملحة في الوقت الحالي هي إثرا محتوى الحزام الإقتصادي، لتجنب سوء قراءة وفهم المجتمع الدولي لهذه الخطة.

ويرى كاتب المقال أن محتوى "حزام طريق الحرير الإقتصادي" يجب أن يتضمن الجوانب التالية:

إشاعة روح "طريق الحرير القديم ". طريق الحرير القديم هو شبكة من الطرقات التجارية ربطت بين آسيا وأوروبا والغرب والشرق والجنوب والشمال، وهو طريق للتواصل السلمي، والتبادل التجاري والإندماج الحضاري والتعايش المتناغم بين مختلف الدول والأمم والأديان. وهذه الروح لاتتزق تتدفق بالحيوية حتى في عالمنا الحالي.

بناء "طريق الحرير العصري". تحقيق ترابط وتواصل متعدد الإتجاهات والطرق والأشكال بين آسيا وأوروبا، من خلال إستغلال السكك الحديدية والطرق السريعة والطيران والإنترنت وشبكات الضغط العالي والشبكات الذكية وقنوات النفط والغاز وغيرها من أبعاد العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

تشكيل "وحدة في المصالح" و "وحدة في المصير". تعزيز التبادل الودي بين دول المنطقة والمعرفة المتبادلة، وإشاعة روح "توراث الصداقة، وتبذ العداء إلى الأبد"، وتحفيز مختلف دول المنطقة على "الدعم والثقة المتبادلة وحسن الجوار والصداقة". وهذا يختلف كليا عن طبيعة "مخطط طريق الحرير الجديد" الذي تسعى دول الهيمنة لتحقيقه بهدف التحكم في عصب إقتصادات الدول الأخرى وتغيير أنظمتها السياسية.

تعزيز توازن التنمية الإقتصادية والإجتماعية بين شرق وغرب الصين. تأسيس "حزام طريق الحرير الإقتصادي" الذي يرتكز على وسط آسيا في الإنفتاح على الغرب يعد خيارا إستراتيجيا يستجيب لهذه الحاجة.

تعزيز الإندماج الإقتصادي في المنطقة. الصين بصفتها "دولة كبرى مسؤولة"، في ذات الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع فضاء نموها الإقتصادي، تسعى كذلك إلى تأسيس حزام تعاون إقتصادي آسيوي أوروبي لدفع إعادة تشكيل الخارطة الإقتصادية العالمية.

تعزيز الأمن الطاقي لبلدان المنطقة. تضم منطقة آسيا الوسطى كل من روسيا، بحر القزوين ودول غرب آسيا وعدة دول أخرى غنية بالموارد الطاقية، وتضم في ذات الوقت كل من الصين والهند وغيرها من الدول الكبرى المستهلكة للطاقة. وهناك أمل في تحقيق تكامل على مستوى الموارد والسوق ورأس المال والتقنية بين دول المنطقة من خلال "طريق الحرير الطاقي"، ودفع تنويع وجهات التصدير بالنسبة للدول المنتجة، ووجهات الإستيراد بالنسبة للدول المستهلكة، ودفع بناء برنامج التعاون الطاقي وتحديث صناعة الطاقة لدى الدول المنتجة.

تعزيز التناغم بمنطقة آسيا الوسطى. من بين أهم النقاط بالغة الأهمية في "حزام طريق الحرير الإقتصادي" نجد مساعدة دول المنطقة على تحقيق التنمية الإقتصادية والإستقرار السياسي والعلاقات السليمة.

تعزيز التعاون الإستراتيجي بين الدول الناشئة. تجميع القوى السياسية للدول الناشئة وتأسيس قاعدة التشاور والتعاون الإستراتيجي بين الدول الناشئة على أساس منظمة شنغهاي للتعاون، وهذا يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لتغيير الخلل الكبير في توازن البنية الإستراتيجية الدولية وتأسيس نظام دولي جديد أكثر عدلا وإنصافا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/