تقرير إخباري: الصين تؤكد على الدور "الحاسم" للسوق في تعزيز الكفاءة الاقتصادية

إن تعهد الصين بمنح بإعطاء السوق دورا "حاسما" لفت انتباه العالم حيث تهدف بكين إلى إيجاد قوة دفع جديدة للنمو بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

فقد ذكر بيان صدر عن الحزب الشيوعى الصيني عقب الجلسة الكاملة للجنة المركزية للحزب التي عقدت مؤخرا أن "الإصلاح الاقتصادي هو المفتاح والحل الجوهري يكمن في العلاقة السليمة بين الحكومة والسوق".

كما تتعهد الوثيقة، التي تعتبر بمثابة أجندة إصلاح للعقد المقبل، "بمنح السوق دورا حاسما في تخصيص الموارد وإفساح مجال أفضل لدور الحكومة".

وقال المحللون إن تغيير دور السوق من "أساسي" إلى "حاسم" في الاقتصاد يعد بمثابة نقطة مضيئة هامة في البيان.

وأشار المحللون إلى أن ذلك سيساعد الصين على التحول من نمط اقتصادي تقوده الاستثمارات إلى نمط مدفوع على نحو أكبر بالكفاءة، ويضخ قوة دفع جديدة في النمو الاقتصادي طويل الأجل للصين.

وقد ذكر ستيفن روتش، الباحث الزميل في معهد الشؤون العالمية بجامعة ييل والرئيس السابق لمؤسسة مورجان ستانلي لمنطقة آسيا، أن التحول اللفظي من كلمة "أساسي" إلى "حاسم" أمر بالغ الأهمية.

وصرح مؤخرا لوكالة أنباء ((شينخوا))، في معرض إشارته إلى اقتراح ورد في البيان، "أظن ان التصريحات التي صدرت بشأن تشكيل فريق قيادة مركزي لتعميق الإصلاح يعد مؤشرا على التزام قوي".

ولفتت صحيفة ((الفينانشيال تايمز)) إلى أن تعهد بكين بإعطاء دور "حاسم" للسوق يشير إلى "وضع نهاية للأسعار التي تحددها الدولة في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم".

ومن ناحية أخرى، ذكر الخبير الفنزويلي لويس أوليفروس أن اهتمام الصين بالسوق سيطلق العنان لإمكانات نمو جديدة ويعزز حيوية الاقتصاد.

وأضاف أنه في بعض الصناعات مثل التجارة الإلكترونية حيث تنخفض السيطرة الحكومية نسبيا، ستظهر الشركات الصينية حيوية وكفاءة مدهشين.

ونشرت صحيفة ((فولها دي ساو باولو)) البرازيلية تعليقا حول الاجتماع يوم الأربعاء تقول فيه إن إعلان الصين هذا يشير إلى أن البلاد ستعزز انفتاح اقتصادها، ولا سيما في المجالات التي تخضع لسيطرة شديدة مثل المال والطاقة والاتصالات، مشيرة إلى أن هذا التحرك يمكن أن يتيح المزيد من الفرص للشركات الأجنبية.

فقد جنت الكثير من الشركات المتعددة الجنسيات مكاسب جمة في السوق الشاسعة للصين التي يصل تعدادها السكاني إلى 1.3 مليار نسمة، ما ساهم في خلق فرص عمل في اقتصادات متضررة بشدة من الأزمة المالية العالمية التي حدثت عام 2008.

وخلص المحللون إلى أن تأكيد الصين على دور "أفضل" للحكومة وليس دور أقوى قد يشير إلى تدخل حكومي أقل في الاقتصاد، وسياسات اقتصاد كلي أكثر علمية وحوكمة أكثر فاعلية.

/مصدر: شينخوا/