تحليل إخباري: تفاؤل وسط سحب تغيم على التجارة بين الصين وروسيا

بكين 30 ديسمبر 2013/ انخفض حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا عن ذي قبل حيث سجل ارتفاعا بنسبة 0.5% فقط خلال عام 2013 مع تنامي القلق من أن حجم التبادل التجاري الكلي للعام لن يتجاوز حجم التبادل التجاري لعام 2012.

وعلى الرغم من أن بيانات ديسمبر لن تعلن إلا في يناير إلا أن الانخفاض الحاد في حجم التبادل التجاري للعام الحالي أصبح مؤكدا.

بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا خلال الفترة ما بين يناير ونوفمبر 81 مليار دولار أمريكي بزيادة 0.5% وهو معدل نمو يقل بكثير عن معدل نمو العام الماضي بمقدار يتجاوز 10 نقاط مئوية وفقا لما أعلنت مصلحة الجمارك الصينية.

وخلال تلك الفترة بلغ حجم الصادرات الصينية إلى روسيا 44.56 مليار دولار أمريكي بزيادة 11.3% في حين بلغ حجم الصادرات الروسية إلى الصين 36.52 مليار دولار أمريكي بانخفاض 10.1%.

وصرحت لي جيان مين الباحثة في مركز دراسات روسيا وشرق أوروبا ووسط آسيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بأن "الوضع الاقتصادي العالمي هو السبب الرئيسي للتباطؤ".

وبدأت العوامل الخارجية تؤثر على حجم التبادل التجاري الذي وصل إلى 88.2 مليار دولار أمريكي في عام 2012 وهو ارتفاع قياسي. لكن حتى النمو الذي وصل في ذلك العام إلى 11.2% ظل ادنى من الارتفاع البالغ الذي وصل إلى 42.7% و43.1% خلال عامي 2010 و2011. وشهد النصف الأول من العام الحالي أول انخفاض في حجم التبادل التجاري منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وبلغ حجم الانخفاض 1.2%. وتحسنت الأحوال بشكل طفيف منذ ذلك الحين.

وقالت لي إن البنية الصناعية لروسيا لم تتحسن على مدار أعوام وأن الاقتصاد ينقصه نقاط نمو جديدة. وانخفضت الصادرات الروسية خلال أول 11 شهرا من العام ومن المتوقع أن ينخفض الاقتصاد الروسي خلال عام 2013 بنسبة 3%.

في الوقت نفسه قالت إن التحول الاقتصادي للصين تم بشكل سريع بالتحول من النموذج القديم القائم على الاستثمار إلى نموذج أكثر تركيزا على الطلب المحلي.

وقالت لي "من الصعب ملاحظة أي تغير حقيقي على المدى القصير قبل حدوث تحسن واضح في الاقتصاد العالمي".

لكن سن تشوانغ تشي مسؤول الدراسات في منظمة شانغهاي للتعاون يرى أن الوضع ليس سيئا بالكامل حيث يتوقع أن الطاقة ستكون ذات أهمية استراتيجية نظرا للمنافع المتبادلة والطبيعة التكاملية بين الجانبين في هذا القطاع.

وقال إن التعاون في مجال الطاقة يعني ضمانات أفضل وتنوعا اكبر في إمدادات الطاقة إلى الصين والأسواق الجديدة لروسيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وستقوم روسيا بإمداد الصين ب46 مليون طن من النفط سنويا خلال الخمسة والعشرين عاما المقبلة وفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

وإلى جانب البضائع التقليدية بلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية إلى روسيا 4.42 مليار دولار أمريكي خلال عام 2012 بمعدل نمو 40% خلال العشرة أعوام السابقة وفقا لوزارة التجارة.

وخلال شهر ابريل صرح النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ايجور شوفالوف لنظيره الصيني نائب رئيس مجلس الدولة تشانغ قاو لي في بكين بأن روسيا منفتحة على الاستثمارات الصينية، ورحب بالشركات الصينية الراغبة في الاستثمار في روسيا وقال إن بلده تعمل على توفير بيئة استثمار متميزة للمستثمرين الأجانب.

وفي مطلع ديسمبر أصبحت مدينة سويفنخه في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرق الصين أول مدينة صينية تستخدم الروبل الروسي.

وقالت لي جيان مين إن من المهم للتعاون المالي المتبادل عدم الاكتفاء بتنشيط التبادل التجاري في المناطق الحدودية وانما العمل على صياغة آلية لسعر الصرف بين اليوان والروبل.

/مصدر: شينخوا/