مقالة : ثورة صامتة لشعار "صنع في الصين"

بكين 13 يناير 2014 / بدأت الصورة المنطبعة في الاذهان عن شعار (صنع في الصين) بان السلع الصينية رخيصة ومنخفضة القيمة تتلاشى، نظرا لتفوق الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر قوة في التجارة العالمية.

وأظهرت اخر احصائيات الجمارك ان المصانع في ثاني اكبر اقتصاد بالعالم تنتج اكثر المنتجات تطورا على الاطلاق للمواطنين فى انحاء العالم. واستمرت صناعة الالات والمنتجات الكهربائية والتكنولوجيا الحديثة فى توسيع حصتها في اجمالي الصادرات حيث تجاوزت معدلات نمو سلع رئيسية اخرى. وفي 2013، بلغت النسبة الاجمالية لصادرات الالات والمعدات الكهربائية والتكنولوجيا الحديثة 80 في المائة، على عكس التوقعات بان تشكل صناعات المنسوجات والاحذية والاثاث الجزء الاكبر من البضائع التي تحمل شعار (صنع في الصين). وقد دفع ارتفاع تكلفة العمالة وقيمة اليوان المصدرين الى استخدام الاموال المتراكمة منذ عقود من العمل الشاق من اجل دفع خط الانتاج.

وتسارعت وتيرة التقدم وسط تعافي عالمي فاتر دللت عليه اخر ارقام التشغيل المحبطة في الولايات المتحدة. وفي 2013، ارتفعت صادرات الصين بنسبة 7.9 في المائة لتصل الى 2.21 تريليون دولار. ومازالت الصين تنتج 100 مليون قميص مقابل طائرة واحدة. وفي الوقت ذاته، عزز رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ القطارات السريعة المتطورة بحقوق الملكية المملوكة للصين خلال زياراته الخارجية.

وتدير الصين شبكة قطارات سريعة يبلغ طولها 12 الف كم-- اكثر من نصف اجمالي نظيرتها العالمية. ووفقا لمذكرة بحثية كتبها لويس كويجس خبير اقتصادي صيني في بنك سكوتلاندا الملكي فان اتجاهات التوظيف تؤكد التغييرات في البناء الصناعي. ويقول البحث ان عدد العاملين بمجالات النقل والالكترونيات والحاسبات والاتصالات والالات والمعدات في 2012، فاق نظيره في صناعات المنسوجات والملابس والجلود بنحو 4 ملايين شخص. في عام 2000، وظفت الصناعات الاخيرة ضعف عدد العاملين فى الصناعات الاولى. واضاف كويجس ان مكون القيمة المضافة المحلي في الصادرات يرتفع. وان نسبة القيمة المضافة في الصادرات ارتفعت من 63 في المائة في 2004 الى 76 في المائة في 2012.

وقال لي خلال حفل تكريم علماء (الجمعة) انه يجب على الصين الاعتماد على الابتكار العلمي والتكنولوجي من اجل تطوير الجودة الكلية لاقتصادها من اجل دفع سلسلة القيمة الصناعية. وتخسر الصين تفوقها فى سلسلة القيمة للمنتجات منخفضة الثمن نظرا لان ارتفاع الاجور وارتفاع اسعار العملات، القى بظلاله على مستقبل السلع منخفضة القيمة المضافة. وقال لاي جوشان المدير البارز لشركة هرسون للمنتجات البلاستيكية في دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ، مركز التصنيع في الصين، "دفعنا في 2005 للعمال في وظائف ثانونية من 700 الى 800 يوان شهريا، اما الان فنضطر لدفع اكثر من 3 الاف يوان".

كما تضاعف الحد الادنى للاجور منذ 2005 في شنتشن، حاضرة مجاورة لهونج كونج. وبالاضافة لارتفاع الاجور، فقد قلص ارتفاع قيمة اليوان الصيني هامش الربح للصناعات منخفضة التكلفة في الصين. ويبدو ان اليوان في طريقه لكسر حاجز ال 6 يوان للدولار الامريكي في 2014. فقد ارتفع اليوان لاكثر من 36 في المائة منذ اعادة تقييم العملة في 2005، ليؤثر سلبا على المصدرين الصينيين. واصبح التطور منذ ذلك الحين ضرورة للشركات الموجهة للتصدير. ويقول وانغ مينغ شين المدير العام لشركة شينله للمنسوجات والفيبر الكيميائي المحدودة في تشيجيانغ "انها مسألة حياة او موت"، يجب ان نتقدم مع تأكيد خاص على البحث والتطوير". وأضاف "نحو 90 بالمائة من عمالتنا اعتادوا على العمل في ادارة التصنيع. وفي المستقبل، نتوقع ان يعمل 40 بالمائة منهم فقط في التصنيع والباقي في التطوير والتصميم".

ويقول كويجس "اصبح قطاع الصناعة الصيني قادرا بشكل واسع على التعامل مع ارتفاع الاجور وقيمة العملة وهما جزء من التطور واعادة التوازن الناجح، "انه في موقع جيد لاستمرار تطوير هيكله الصناعي ورفع نصيب منتجات التكنولوجيا الفائقة والمتوسطة في صادراتها". ويتوقع محللون ان يرتفع نمو الصادرات الصينية باعتدال في 2014. ويقول دينغ شوانغ الخبير الاقتصادي الصيني البارز في شركة (سيتي) "وبعيدا عن هذه الجلبة، نعتقد ان الاقتصاد العالمي المتعافي سيقلل خطر انخفاض النمو في 2014". ويضيف "ربما يقود الفائض التجاري وتدفق رأس المال في المدى القريب الى ارتفاع قيمة اليوان الصيني، الا ان تدفق رأس المال ربما ينخفض او حتى يتراجع في اعقاب تخفيض بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى للتيسير الكمى وفتح حساب رأس المال".

/مصدر: شينخوا/