تفاؤل حذر بشأن صادرات الصين في 2014

بكين 19 يناير 2014 /أعرب اقتصاديون صينيون عن تفاؤلهم الحذر بشأن الصادرات الصينية لعام 2014 رغم تباطؤ نموها بشكل ملحوظ في ديسمبر 2013.

--تحريف الأرقام يؤثر على الصادرات في ديسمبر.

ذكرت المعلومات الصادرة من الجمارك أن حجم التجارة الخارجية سجل رقما قياسيا لتصل إلى 389.8 مليار دولار أمريكي في ديسمبر 2013 بزيادة 6.2 بالمئة على أساس سنوي.

وبلغ حجم الصادرات في ديسمبر 207.7 مليار دولار أمريكي بزيادة 4.3 بالمئة على أساس سنوي، ما يعتبر أقل بكثير من الرقم 12.7 بالمئة المسجل في نوفمبر، وأقل من 5.6 بالمئة في أكتوبر. وارتفع نمو الواردات إلى 8.3 بالمئة على أساس سنوي في ديسمبر من الرقم 5.3 بالمئة المسجل في نوفمبر.

ذكر ما شياو بينغ وتشيو هونغ بين, وهما اقتصاديان في مؤسسة هونغ كونغ وشانغهاى المصرفية ( اتش اس بي سي), أن نمو الصادرات تباطأ في ديسمبر، ويرجع ذلك إلى تغيير تأثير فترة الأساس, مشيرا إلى أن الأنشطة التجارية التي تتسم بالمغالاة في قيمة الفواتير عبر هونغ كونغ أدت إلى تصاعد الصادرات الصينية لتبلغ نسبة الزيادة 20 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2013.

وأشار لو تينغ, كبير الاقتصاديين في بنك أوف أمريكا ميريل لينش, إلى دور التقارير الزائفة عن الصادرات, حيث استغل بعض الأشخاص فرص الموازنة في بداية عام 2013 لأسعار الصرف المختلفة بين الدولار الأمريكي والرنمينبي في الداخل والخارج.

ووافق ليو لي قانغ, كبير الاقتصاديين في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية (آنز), على وجهة النظر هذه قائلا إن تقارير الصادرات في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013 كانت زائفة مما أدى إلى ظهور حجم صادرات مرتفع غير حقيقي في ديسمبر 2012.

أشار ما شياو بينغ وتشيو هونغ بين إلى أن انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة وأوروبا واليابان أدى إلى تباطؤ الصادرات في ديسمبر أيضا بالإضافة إلى تأثير فترة الأساس.

وقال الخبراء إن حجم الواردات في ديسمبر سجل أعلى رقم في خمسة أشهر ليرتفع إلى 8.3 بالمئة على أساس سنوي من 5.4 بالمئة في نوفمبر, مما يشير إلى أن الانتعاش في الطلب المحلي الصيني لا يزال ثابتا.

-- أكبر بلد تجاري

أشارت البيانات من المصلحة العامة للجمارك الصينية إلى أن إجمالي الصادرات والواردات تجاوز 4 تريليونات دولار أمريكي في أول مرة ليبلغ 4.16 تريليون دولار أمريكي في عام 2013 بزيادة 7.6 بالمئة على أساس سنوي.

مع ذلك، تفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر دولة تجارية. ولكن معدل النمو كان أقل من الرقم 8 بالمئة الذي حددته الحكومة في بداية عام 2013.

ارتفعت الصادرات بنسبة 7.9 بالمئة على أساس سنوي بعام 2013 لتصل إلى 2.21 تريليون دولار أمريكي, بينما ارتفعت الواردات بنسبة 7.3 بالمئة لتصل إلى 1.95 تريليون دولار أمريكي.

وبلغ الفائض التجاري الخارجي 259.75 مليار دولار أمريكي في عام 2013 بزيادة 12.8 بالمئة مقارنة بعام 2012.

-- تفاؤل حذر

أعرب اقتصاديون عن تفاؤلهم الحذر بشأن النظرة الخارجية للصين بهذا العام.

ويمكن للانتعاش في الولايات المتحدة وأوروبا أن يساعد على نمو الصادرات في الصين, بينما من المحتمل أن يتسارع تدفق الشحنات إلى الأسواق الناشئة التي تحتل 55 بالمئة من صادرات الصين.

ولكن الطلب الخارجي، الذي يقيسه مؤشر فرعي لطلبات التصدير الجديدة تصدره مؤسسة "اتش اس بي سي" والمؤشرات الرسمية لمديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية, تقلص في ديسمبر.

وفي نفس الوقت، أشار الاقتصاديون إلى أن التشويه الكبير لتأثير فترة الأساس سيستمر في خفض نمو الصادرات على أساس سنوي في الأشهر القادمة.

وقال لو تينغ: "يجب علينا أن نستعد لمرحلة نمو صادرات منخفض إلى حد كبير بسبب بيانات الصادرات المزيفة من ديسمبر 2012 وحتى أبريل 2013."

وتنبأ لو بهبوب رياح خلفية تدفع الصادرات - بفضل وتيرة نمو أسرع في الولايات المتحدة وأوروبا -- أقوى من الرياح المعاكسة، بسبب فتور الأسواق الناشئة وارتفاع الرنمينبي. متوقعا ارتفاع نمو الصادرات السنوي إلى 9.6 بالمئة بعام 2014 ما يساهم بنحو 40 نقطة أساسية لنمو الناتج المحلي الإجمالي ، وارتفاع نمو الواردات 7.9 بالمئة بعام 2014 بسبب الطلب المحلي القوي بما في ذلك تجديد مخزون المواد الخام.

وسيرتفع الفائض التجاري إلى 280 مليار دولار أمريكي بعام 2014, وفقا لتوقعه.

وقال لو إن بيانات التجارة الحالية تجعلنا مرتاحين جدا مع توقعات غير متفائلة جدا ولا متشائمة بشأن الناتج المحلي الإجمالي والتجارة لعام 2014.

وتعد الصادرات ومبيعات التجزئة والاستثمار ثلاثة دوافع رئيسية لنمو الاقتصاد الصيني السريع. وقد ساهم الطلب الخارجي بنحو 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وامتص نحو 35 بالمئة من الناتج الصناعي .

/مصدر: شينخوا/