مجموعة العشرين تواجه صعوبات في إنعاش الاقتصاد العالمي

أصدرت مجموعة العشرين مؤخرا برنامجا جديدا لإنعاش الاقتصاد العالمي مفاده تخصيص تريليوني دولار امريكي في الأعوام الخمسة المقبلة لزيادة أكثر من نقطتين مئويتين لهدف النمو الاقتصادي العالمي فضلا عن زيادة عشرات الملايين من فرص العمل.

وبذلك حددت مجموعة العشرين لأول مرة أرقاما وأهدافا تفصيلية لتنمية الاقتصاد العالمي.

وأشار محللون صينيون الى ان البرنامج الجديد يعكس ان مجموعة العشرين بدأت بالتحول من سياسة التقشف المالي الى التحفيز الاقتصادي في ظل النمو المستمر للكيان الاقتصادي الناشئ وتحسن أداء الكيان الاقتصادي المتقدم.

بينما أكد المحللون ان هذا البرنامج يواجه صعوبات كبيرة فيما يخص توزيع حصص التحفيز بين أعضاء المجموعة.

وفي هذا السياق، قال لي شيوي شونغ الخبير بأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ان حصص التحفيز للدول المتقدمة تتوقف على عملية نهوض اقتصادها، منوها بأن هدف برنامج الإنعاش ليس سهلا جدا.

وتحتل الدول المتقدمة مكانة أكبر بمجموعة العشرين حاليا ولكنها تعاني من نمو اقتصادي بطيء . اما الدول الناشئة فتواجه ضغوطا محلية وخارجية لتنمية اقتصادها ولاسيما فيما يتعلق بالتخطيط الامريكي بشأن إنهاء التيسير الكمي.

وعلى ضوء هذا، قال لي ان مجموعة العشرين قد تخفق في إكمال برنامج التحفيز.

من جانبه، قال وانغ شياو قوانغ الباحث بالمعهد الوطني للإدارة ان على الدول المتقدمة بما فيها الولايات المتحدة أن تلعب دورا رئيسيا في عملية تنفيذ البرنامج الجديد. لكنه عبر عن شكوكه في درجة مشاركة الولايات المتحدة في البرنامج الجديد رغم ما شهدته من تحسن في النمو الاقتصادي .

ووجهت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة انتقادات غير معقولة ضد الصين، مشيرة الى ان الصين فشلت في تعزيز الإصلاح الاقتصادي حسب " السرعة المرجوة من امريكا ".

وفي هذا السياق، أكد الخبراء الصينيون انه لا يمكن الاعتماد المفرط على الصين بشأن دفع الاقتصاد العالمي كونها تواجه تحديات عديدة مثل تلوث البيئة وتسارع الشيخوخة وتفاقم أزمة الموارد وارتفاع تكلفة الأيدي العاملة.

وأظهرت المعلومات ان الصين قدمت مساهمات كبيرة للاقتصاد العالمي تفوق نسبتها 50% ما أدى الى تلوث البيئة ووفرة طاقة الإنتاج بالبلاد . لذلك تعتزم الصين التخلي عن أسلوب التنمية القديم.

وقال لي شيوى شونغ ان على الصين أن تعمل على الاستثمار في البنية التحتية وتقليل المخاطر المالية، فضلا عن وضع برنامج اقتصادي حصيف حسب ظروفها الحقيقية بدلا من مواكبة رؤية مجموعة العشرين.

وفي تطور آخر، قالت تشن فنغ يينغ المسؤولة بمعهد العلاقات الدولية الحديثة الصيني ان نجاح البرنامج الجديد لمجموعة العشرين يتوقف على عملية تعديل الهيكل وتحول نمط التنمية للاقتصاد العالمي، داعية الى إزالة الحمائية وتعزيز الإبداع والتعاون بين الدول المتقدمة والناشئة.

وأهاب المحللون الصينيون بالدول المتقدمة لان تفكر في مصلحة الدول الناشئة في عملية تنفيذ البرنامج الجديد لمجموعة العشرين ما يخدم النمو المتوازن والمستدام للاقتصاد العالمي.

/مصدر: شينخوا/