خبير اقتصادي: النمو العالمي البطيء يشهد طفرة معتدلة في 2014

نيويورك 13 نوفمبر 2013 /ذكر خبير اقتصادي اليوم (الثلاثاء) أن النمو الاقتصادي العالمي، الذي بلغ نسبة مخيبة للآمال قدرت ب2.8 في المائة العام الجاري، سيشهد زيادة طفيفة تبلغ 3.1 في المائة خلال العام المقبل.

وقال بارت فان ارك كبير الاقتصاديين في معهد (كونفرانس بورد) وهو معهد ابحاث اقتصادية غير هادف للربح في نيويورك إن التحسن المتوقع البسيط، وهو اقل من المنشود في السابق، يرجع إلى أن التعافي البطيء للاقتصادات الناضجة يوازنه التباطؤ الحالي للاقتصادات الصاعدة. واشار ارك الى إن جزء من التباطؤ الاقتصادي هذا العام "يرتبط بالاقتصادات الناضجة وجزء اخر يرتبط بالاقتصادات الصاعدة".

واضاف أن نمو الاقتصادات الناضجة لم يكن قويا في 2013. ففي الولايات المتحدة، ساعد الارتباك الحكومي وسياسات حافة الهاوية على مدار الشهرين الماضيين، وكذا ارتفاع ضرائب الرواتب في بداية العام الجاري، في تباطؤ الاقتصاد الامريكي "باكثر مما كنا نتوقع".

وقال فان ارك إن القطاع الخاص في الاقتصاد الامريكي كان قويا إلى حد ما، بيد أن القطاع الحكومي اعاد البلاد للوراء لاكثر من عام بالفعل.

فنمو الانتاج بطيء للغاية في الاقتصاد الامريكي، ومن غير المعتاد بالنسبة ان يشهد مثل هذا التباطؤ كل تلك الفترة، وهو ما يثير تساؤلات اساسية حول اذا ما كان الاقتصاد الامريكي قد يزيد بشكل سريع التكنولوجيا والابتكار لتحسين ادائه الانتاجي.

واضاف أنه في نفس الوقت، تعاني اوروبا من ركود اعمق ولفترة اطول من المتوقع، كما لم تشهد دلائل على التعافى الا في النصف الثاني فقط من العام الجاري.

واوضح "اعتقد انه من المبكر أن نصف ذلك بأنه نهاية للركود كما فعل البعض، ولكن...قد يكون من الجيد ان نقول أن اوروبا وصلت للقاع هنا وقد تكون فى طريقها للخروج من الركود الثاني بعد ما شهدته في 2008 و2009"، مشيرا إلى ان التعافي في منطقة اليورو لن يكون تعافيا "على شكل حرف في"، اي تعافي سريع.

ووفقا لاقتصاديين من (كونفرانس بورد) فان تحسن النمو الاقتصادي العالمي في 2014 سيأتي من الاسواق الناضجة، خلافا للسنوات السابقة، لان الاسواق الناضجة بدأت تشهد نموا سريعا إلى حد ما.

وقال الخبير الاقتصادي أن اوروبا، قد تشهد بعد عامين من الركود معدل نمو ايجابي، لن يكون سريعا ولكن سيكون ايجابيا.

وبالنسبة للاسواق الصاعدة، يعتقد فان ارك أن المفاجأة الأكبر بالنسبة للعديد من الاقتصاديين في المعهد هي مشاهدة الآداء الضعيف للاقتصادات الصاعدة هذا العام.

وقال إن التباطؤ الاقتصادي في الصين والبرازيل تحول ليكون اكثر اعتدالا مما كانوا يتوقعون، ولكن الهند والمكسيك شهدتا معدلات انخفاض اكبر من المتوقع.

واضاف "وفي حالة الصين، شهدنا بعض التباطؤ الواضح في بداية العام. ولكننا شهدنا بالفعل بعض التعافي في النصف الثاني من العام".

وتوقع اقتصاديون من المعهد أن معدل النمو الصيني سيتباطأ الى 7 في المائة في 2014 من 7.5 في المائة في العام الماضي.

وقال الخبير "توقعاتنا للمستقبل أن الصين ستواصل تباطؤها الاقتصادي على مدار السنوات القليلة المقبلة، والنتيجة الافضل هو ان هذا التباطؤ سيكون تدريجيا، ولن يكون متقطعا او متقلبا".

بيد أن فان اكد على أن "التباطؤ ليس بالضرورة امرا سيئا. التباطؤ جزء من اي اقتصاد ناضج".

وقال فان ارك، خلال حديثه عن برنامج التيسير الكمي للاحتياطي الفيدرالي، إن الخفض الفيدرالي للتيسير الكمي او خفض مشتريات الاصول، قد زاد من الضغوط التضخمية وادى إلى انخفاض العملة في الاسواق الصاعدة.

واستطرد "ولكن المشكلة الحقيقية في الاسواق الصاعدة تكمن في أننا بدأنا نرى بعض القضايا الهيكلية الحقيقية في تلك الاقتصادية المتعلقة بالتحول... من نموذج نمو سريع للغاية يرتكز على الاستثمار والصادرات إلى نموذج نمو يعتمد بشكل اكبر على الاسواق الاستهلاكية والصناعات الخدمية".

واختتم حديثه قائلا "هذا التحول إلى نوع اكثر نضجا في ظل طريق نمو ابطأ هو امر يستغرق فترة، وفي بعض الاحيان يتطلب سنوات للقيام به".

/مصدر: شينخوا/