صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية- الصادرة يوم 1 مايو عام 2013- الصفحة رقم:04
يعيش التاجر الليبي عادل البالغ من العمر 49 عاما في الصين منذ 10 سنوات. كانت زيارته الأولى إلى الصين في عام 2003 للمشاركة في معرض قوانتونغ التجاري بمدينة قوانغتشو. "لقد أحببت هذه المدينة (قوانغتشو)بسرعة، وبعد رجوعي إلى بلدي (ليبيا)، جلبت أسرتي وعدت إليها في أقل من شهر."
خلال السنوات الأخيرة ومع الإرتفاع المستمر لمستوى الإنفتاح الصيني على الخارج، ظل عدد العرب القادمين إلى الصين يتزايد بإستمرار. حيث ظل التجار العرب المسلمون الذين عرفوا بمهارتهم في التجارة من العصور القديمة يتوافدون على إيوو وقوانغتشو وغيرها من المدن الأخرى للبحث عن الفرص التجارية، وتعد قوانغتشو أكبر مراكز تجمع الجالية العربية المسلمة في الصين.
وفقا للأرقام التي وفرتها الغرفة التجارية العربية بقوانغتشو فإن هناك أكثر من 20 ألف عربي مقيم بمدينة قوانغتشو، يأتون من اليمن وسوريا وتونس وغيرها من أكثر من 20 دولة، ويمثلون قرابة نصف المسلمين الأجانب. ويفوق عدد الشركات التي أسسها العرب في قوانغتشو بما في ذلك المكاتب والمطاعم أكثر من 1000 شركة. في حين كان عدد الجالية العربية بقوانغتشو خلال التسعينات ضئيل جدا.
مدينة قوانغتشو التي تميزت بجوها التجاري وسهولة المواصلات وبيئتها المتسامحة والمنفتحة منذ العصور القديمة كانت دائما قبلة للأجانب وخاصة المسلمين.
يقول التاجر عادل أن المدن الصينية الواقعة بسواحل الجنوب الشرقي تتميز بمرونة سياساتها الإقتصادية وكثرة فرصها. حيث كان عادل يعمل في تجارة الإستيراد والتصدير من خلال شراء الملابس الصينية وبيعها في السوق الشرق أوسطية، أما الآن فأصبح يدير شركة للإستشارات التجارية يفوق رأسمالها مليون يوان. "خلال الألعاب الآسيوية بقوانغتشو 2010، إستغل الكثير من العرب الفرص التجارية، وتوسعت تجارتهم بسرعة."
إلى جانب الإقتصاد والتجارة، ينشط العرب أيضا في مختلف مسارح المجتمع الصيني. على سبيل المثال الشاب الفلسطيني علي البالغ من العمر 30 سنة والذي قدم إلى الصين منذ 3 سنوات، بعد أن كان يعمل صحفيا في إحدى الصحف العربية قام بتأسيس مجلة، حيث يختلف حلم علي عن بقية أصدقائه التجار في قوانغتشو.
يقول علي "هناك الكثير من العرب في الصين، وهم في حاجة إلى نافذة يبرزون من خلالها أنفسهم" مضيفا، "لقد أخترت لمجلتي إسم "صوت العرب" وآمل إلى جانب إيصال صوت العرب في الصين، أن تدعم التفاهم المتبادل بين الصين والعرب."
سافر علي إلى بكين وشانغهاى وتشينغهاي للقيام بمقابلات صحفية، وبالنسبة له فإن الصين إلى جانب كونها متحف كبير، فإنها أرض تتنوع فيها الثقافات. "الآن ورغم أن بلادي لاتزال مضطربة، إلا أن الصين قد وفرت لي بيئة آمنة لتحقيق حلمي الصحفي."
في السنة الماضية، تعرف علي على فتاة جميلة من مدينة شانتو الصينية، وترعرعت بينهما علاقة حب قوية، وهما يخططان للعودة إلى فلسطين قريبا لإقامة حفل الزفاف.
"لقد أصبح قدري اليوم أكثر إرتباطا بالصين، وبعد أن أصبحت صهرا للصينيين فإن مسؤوليتي أصبحت أكبر تجاه دفع الصداقة العربية الصينية."
ويقول عبدالله محمد رئيس الجمعية الإسلامية بقوانغتشو ان قوانتشو هي إحدى أولى المدن التي دخلها الإسلام في فترة مبكرة، وهي تتميز بثقافتها الإسلامية العريقة وبيئتها الدينية الجيدة، وهذا يعد أحد أهم الأسباب وراء إستقطابها للمسلمين الأجانب.
في كل يوم جمعة، يأتي عادل وعلي إلى مسجد شيان جيان (مسجد الصحابي سعد بن أبي وقاس)الذي موله احد الدعاة المسلمين المشهورين في عهد أسرة تهانغ. وهو الآن يعد أحد أهم المساجد بمدينة قوانغتشو.
"مع تزايد عدد المسلمين الأجانب، قامت الحكومة في سنة 2010 بإضافة قاعة صلاة كبيرة، والآن في كل يوم جمعة يأتي إلى هذا المسجد قرابة 10 آلاف مسلم، نصفهم من دول الشرق الأوسط." على حد قول عبدالله محمد.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn