تقرير إخباري: زيارة لي كه تشيانغ تفتح فصلا جديدا في العلاقات الصينية-الباكستانية

إسلام أباد 23 مايو 2013 /اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الخميس أول زيارة رسمية يقوم بها لباكستان منذ توليه مهام منصبه في مارس، وهى زيارة يقول المحللون إنها فتحت فصلا جديدة في العلاقات الثنائية بين الدولتين الشريكتين في جميع الأجواء.

-- دفعة جديدة للعلاقات بين صديقين قديمين

قال رئيس مجلس الدولة الصيني عندما التقى الرئيس الباكستاني آصف على زرداري يوم الأربعاء إن زيارته لباكستان تهدف إلى العمل مع صديق قديم "لفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية، ورسم مسار جديد للتعاون العملي، وبهذا يتحقق الارتقاء بالصداقة التقليدية بين البلدين إلى أفق جديد".

وذكر هو شي شنغ، الباحث في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن تضمين باكستان في أول جولة خارجية يقوم بها لي يظهر الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الصينية الجديدة للعلاقات التقليدية مع باكستان.

وقال لي خلال محادثاته مع زرداري إن "الصين تولي دائما أولوية لعلاقاتها مع باكستان".

وجاءت الزيارة في لحظة خاصة حيث أجرت باكستان الانتخابات العامة يوم 11 مايو ولم تشكل بعد حكومة جديدة.

ولفت وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أن الجانب الباكستاني استقبل لي استقبالا حارا على نحو استثنائي، ما عكس طبيعة "جميع الأجواء" التي تتسم بها العلاقات الثنائية والصداقة الخاصة التي تربط باكستان بالصين.

فقد توجه كل من زردارى ورئيس الوزراء المؤقت الباكستاني مير هزار خان خوسو إلى قاعدة إسلام أباد الجوية لاستقبال لي عند وصوله يوم الأربعاء، وهو أمر نادر في تاريخ العلاقات الدولية.

وخلال زيارة لي، قام زرداري بتقليد لي "نيشان باكستان"، وهو أرفع وسام في البلاد، الذي قال لي إنه لا يمثل شرفا شخصيا فحسب، وإنما يجسد أيضا المشاعر الودية الخاصة التي يكنها الشعب الباكستاني تجاه الشعب الصيني.

وقال لي إن الصداقة التعاونية في جميع الأجواء بين الصين وباكستان لا تقوم على أساس صلب فحسب، وإنما تتمتع أيضا بآفاق عظيمة.

واتفق لي ونواز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق والمتوقع أن يعود إلى السلطة للمرة الثالثة، يوم الخميس على تدعيم التعاون الإستراتيجي الشامل في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة.

وفي معرض وصفه للصين بأنها "الصديق الأوثق والأكثر اعتمادا عليه"، قال شريف إن "السياسة الخارجية الودية تجاه الصين أصبحت من التطلعات المشتركة لجميع أفراد الشعب الباكستاني، وتعتبرها باكستان أولوية بغض النظر عن الحزب الذي يتولي زمام السلطة".

-- نمط جديد للتعاون البراغماني

وخلال زيارته لي لباكستان، توصل الجانبان إلى توافق لإقامة نمط جديد لتعاونهما الإستراتيجي.

وأصدرت الصين وباكستان بيانا مشتركا حول تعميق التعاون الإستراتيجي الشامل، سلط الضوء على ثمانية مجالات علاوة على بعض المجالات الجديدة مثل وسائل الربط، والتعاون البحري، والطيران والفضاء.

وللاستفادة من إمكانات التجارة واللوجستيات وتدفق الأفراد بين الجانبين، اتفقت الصين وباكستان على تعزيز وسائل الربط، وتطوير خطة طويلة الأجل معا من اجل الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني.

وذكر خالد محمود رئيس مجلس إسلام أباد للشؤون العالمية أن الممر الاقتصادي يمكن أن يجلب للبلدين التنمية والرخاء.

وصرح محمود لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأربعاء بأنه "يستطيع المساعدة في ربط الصين بمنطقة الخليج، وأفريقيا، وأوروبا، وأجزاء أخرى من العالم بطريقة أيسر وفي مدة زمنية أقصر. ومن ناحية أخرى، ستتاح أمام باكستان فرصة القيام بالمزيد من الأنشطة التجارية في المنطقة. وستصبح باكستان أيضا مركز لنقل الطاقة من الخليج".

وأضاف "إذا انتهينا بنجاح من إنشاء البنية التحتية، سيصبح الممر الاقتصادي طريقا مزدهرا ليس للتجارة الداخلية والخارجية فحسب، وإنما لإمدادات الطاقة والنقل أيضا".

وفي مجالي الطيران والفضاء، وقع الجانبان اتفاقية حول التعاون في نظام الملاحة الفضائية الصيني ((بيدو)) في باكستان، وهو ما جعل باكستان أول دولة في العالم توقع اتفاقية تعاون رسمية حول نظام الملاحة هذا.

وقال ران تشنغ تشي مدير مكتب إدارة نظام الملاحة الفضائية الصيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الخميس إن "الجانبين على استعداد للتعاون مع الآخر، ومن ثم فإن التعاون يتمتع بآفاق رحبة".

وذكر البيان أن الجانبين اتفقا أيضا على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن البحري، والبحث والإنقاذ والإغاثة من الكوارث في البحار، والبحوث العلمية البحرية، وحماية البيئة.

-- إجراءات جديدة لتوسيع التبادلات الشعبية

وقال لي في خطاب ألقاه في البرلمان الباكستاني إن مستخدمي الإنترنت الصينيين يصفون باكستان بـ"باكستان الحديدية"، ما يعنى أن الشعب الصيني يعتبر باكستان صديقا موثوقا به وإن الصداقة بينهما بصلابة الحديد.

وبالرغم من أن صداقتهما "المستمرة في جميع الأجواء" تتمتع بتأييد شعبي قوى، إلا أن لي دعا الدولتين إلى مواصلة توسيع تبادلاتهما الشعبية والثقافية نظرا لكونها تشكل الأساس الصلب لتنمية العلاقات الثنائية.

واتفق الجانبان أيضا على سلسلة من الإجراءات لتسريع التبادلات الشعبية، بما فيها توسيع التدريب على اللغة الصينية في باكستان، وفتح المزيد من معاهد كونفوشيوس في البلاد، وتخصيص عام 2015 ليصبح عام التبادلات الودية الصينية- الباكستانية.

وغرس رئيس مجلس الدولة الصيني خلال زيارته شجرة صداقة مع خوسو وأجرى محادثات مع الأصدقاء الباكستانيين الذين قدموا إسهامات لتنمية العلاقات الثنائية.

كان لي قد وصل إلى باكستان يوم الأربعاء بدعوة من الحكومية الباكستانية عقب زيارته للهند. واختتم زيارته لباكستان وتوجه إلى سويسرا يوم الخميس. وتعد هذه أول جولة خارجية يقوم بها لي وتشمل أربع دولة وسيزور خلالها أيضا ألمانيا.

/مصدر: شينخوا/