تعليق: قمة شي-أوباما الأولى تلقي الضوء على مهمة فريدة لإعادة تعريف العلاقات بين القوتين

بكين 7 يونيو 2013/ستكون القمة غير الرسمية المقبلة بين الرئيسين شي جين بينغ وباراك أوباما، المقرر عقدها فى يومي 7 و8 يونيو في كاليفورنيا فى محيط خلاب ، حدثا لم يسبق له مثيل منذ عدة سنوات.

ومن النادر فى التاريخ ان يجري رئيس صيني محادثات مع نظيره الأمريكي بعد اقل من ثلاثة اشهر من توليه منصبه. وفي نفس الوقت، ستكون الترتيبات غير الرسمية وشكل اللقاء ابتكارا جديدا فى سجل العلاقات الصينية الأمريكية. ونظرا للعلاقة المركبة بين بكين وواشنطن، سيطرح عدد كبير من القضايا على الطاولة خلال أول لقاء يجمع بين شي وأوباما منذ انتقال السلطة الأخير في كلا البلدين. وكما هو متوقع، ستكون هناك قائمة طويلة بالموضوعات الثنائية والاقليمية والعالمية ومنها قضايا التجارة والعملة والديون وشبة الجزيرة الكورية وسوريا والأزمة المالية العالمية. وبخلاف الشؤون التقليدية بين البلدين، يواجه الزعيمان مهمة فريدة ضخمة هي كيفية بناء نموذج جديد للعلاقات بين القوتين الكبيرتين. ولن تكون اعادة تعريف العلاقات بين القوتين عملية تجميلية حيث انها ستضع قواعد اللعبة للعلاقات الصينية الامريكية في العصر الجديد. كما ستحمل مفتاح حل أية مشكلات ربما تنشأ بين أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم.

وما زال المفهوم الجديد للعلاقات بين القوتين في طور التبلور، ولكن هناك مبدأ متفقا عليه يقول إن بكين وواشنطن في حاجة الى توسيع مصالحهما المتقاربة وادارة النزاعات بينهما بفاعلية مع تفهم ملائم من كلا الجانبين للمقاصد الاستراتيجية للجانب الآخر والنظرة بعيدة المدى والكاملة للعلاقات الشاملة. ولنأخذ قضية الأمن الالكتروني كمثال.

تعكس مزاعم واشنطن التي لا أساس لها بشأن "الاختراق الصيني" لمؤسساتها الاقتصادية والعسكرية، ارتيابا استراتيجيا عميقا في الصين. كما تظهر طموحها في املاء قواعد الطريق في الفضاء الالكتروني لخدمة مصالح امريكا الخاصة. إن التفكير السليم يقول إن الفضاء الالكتروني أرض غير مملوكة لأحد على العموم ، وإن عناوين بروتوكول الانترنت لا يمكنها وحدها توضيح أصل وهوية المخترقين. ولذلك، فإن أية محاولة لتصوير أنشطة الفضاء الالكتروني التى لاتستند لقواعد كمنافسة تقليدية بين الدول انما تعكس طموحا للهيمنة فى المجال الافتراضى. وفي الحقيقة، فإن كلا من الصين والولايات المتحدة ضحية للجرائم الالكترونية ،وباعتبارهما لاعبين كبار في المجال الجديد، فإن لكليهما مصالح ضخمة في الحفاظ على النظام في الفضاء الالكتروني. وبدلا من تبادل توجيه الاتهامات ، فإن الصين والولايات المتحدة في حاجة الى العمل على ايجاد طرق فعالة لقمع الجرائم الالكترونية وادارة النزاعات الالكترونية والتشاور فيما بينهما بشأن وضع قوانين عالمية للفضاء الالكتروني.

وقد اقام البلدان آليات على مستوى العمل للتعامل مع الأمر، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها محاولة غير كافية بعد. ومثل كافة القضايا الاخرى، بالامكان حل اي نزاع يتعلق بالفضاء الالكتروني بين البلدين اذا تمكن كلاهما من بناء الثقة وتجنبا النزاع مع تفهم افضل من جانب كل منهما لنوايا الجانب الآخر. وفي الواقع، فإنه من أجل اقامة نوع جديد من العلاقات بين القوتين يتعين على الصين والولايات المتحدة الى معالجة العلاقات فى منطقة اسيا الباسيفيك بشكل ملائم، حيث غالبا ما تلتقي او تصطدم مصالحهما. ويمكن ان تكون القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية نقطة التقاء لمصالحهما حيث ان كليهما يدعم نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. ولسنوات، بذلت بكين جهودا لمنع تصعيد التوترات وتسهيل الحوار من اجل حل القضية. ومن الانصاف القول أنه بدون تلك المساعي، كانت الشكوك في شبه الجزيرة لتزداد. وباعتبار واشنطن طرفا كبيرا في القضية، لا يمكنها أن تنأى بنفسها عن القيام بخطوات لتحسين علاقتها مع بيونج يانج والمساعدة في حل الأزمة الراهنة. وإذا تمكنت الصين والولايات المتحدة من توسيع التوافق والتنسيق عن قرب بشأن القضية ، ستكون هناك فرصة افضل لعودة السلام والاستقرار لشبه الجزيرة. وبالطبع، لا يتوقع احد ان تسفر محادثات شي-اوباما عن حل لكافة المشكلات. ومع ذلك، يمكن ان تظهر القمة التي تستمر يومين للعالم الرغبة القوية والسلوك الاستباقى لكلا البلدين لبناء الثقة وادارة النزاعات، وبذلك تتخذ خطوة أبعد نحو إعادة تعريف العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم من أجل مستقبل أفضل .

/مصدر: شينخوا/