الاستثمارات الصينية الخارجية تعزز تنمية أمريكا اللاتينية وأفريقيا

أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية في يوم 17 يوليو الحالي أن المستثمرين الصينيين استثمروا مباشرة في 2912 شركة خارجية من 144 دولة أو منطقة في العالم من يناير إلى يونيو هذا العام، مما حقق 45.6 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة غير المالية، بزيادة 29% عن نفس الفترة من العام الماضي. وتجاوز نمو الاستثمارات الصينية في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وأوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ب50%.

وقد لعبت الاستثمارات الصينية دورا هاما في رفع مستوى المنشآت التحتية في دول أمريكا اللاتينية. حيث شهد الاقتصاد البرازيلي والفنزويلي والبيروي نموا سريعا في السنوات العشر الأخيرة بفضل ارتفاع أسعار المنتجات الأولية السائبة، بالمقابل تواجه هذه البلدان نقصا شديدا في الطاقة الكهربائية والنقل والمواصلات والاتصالات وغيرها من المنشآت التحتية الأخرى. لذلك، فإن الشركات الصينية تسعي للاستثمار في العديد من دول أمريكا اللاتينية لبناء محطات توليد الكهرباء والسكة الحديدية والمواني وغيرها من المشاريع الأخرى، بما في ذلك محطة الطاقة الكهرومائية التي استثمرتها الصين في الأكوادور ولعبت دورا هاما في حل مشكلة نقص الكهرباء.

كما ساهمت الاستثمارات الصينية في تحسين الهيكل الاقتصادي لأمريكا اللاتينية. وكانت الكثير من دول أمريكا اللاتينية تصدر بشكل رئيسي النفط والنحاس والحديد والحبوب وغيرها من المنتجات الأولية متطلعا إلى تطوير قدرتها على التصنيع وتحسين الهيكل الصناعي. وتتجه في السنوات الأخيرة الاستثمارات الصينية في أمريكا اللاتينية نحو التعددية، حيث توسعت الاستثمارات الصينية من القطاع النفطي والمعدني إلى قطاع التصنيع تدريجيا، مثلا، شهدت الاستثمارات الصينية في إنتاج السيارات والمنتجات الإلكترونية وتصنيع الأغذية جميعها نموا ملحوظا.

اعتادت الشركات الصينية على إرسال الموظفين من الصين في بداية اتجاهها إلى الخارج. ولكن مع ارتفاع القدرة الإدارية للشركات الصينية وإتقانها للقوانين واللوائح المحلية في السنوات الأخيرة، ترغب المزيد من الشركات في توظيف الموظفين المحليين، الأمر الذي لا يخلق المزيد من فرص العمل للبلاد المستهدف للاستثمار فحسب، بل يسهم في تحسين الظروف المعيشية للشركات الصينية في الخارج.

وقال عامل يعمل في قطاع الاستثمار في أفريقيا ، إن الاستثمارات الصينية في أفريقيا تسير على الاتجاه التصاعدي حاليا ، ما يساعد على تعميق العلاقات الثنائية بين الصين وأفريقيا، في حين أن التعاون بين الجانبين يتطور من مشروع المقاولات الأحادي إلى مشروع المقاولات والاستثمار في الأسهم معا. وإن نمو الاستثمارات الصينية في أفريقيا لا يخلق فرص العمل وتحسين المنشآت الأساسية المحلية فحسب، بل يجلب التكنولوجيا والأفكار المتقدمة لأفريقيا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/