تعليق: غياب صدقية طوكيو يعوق قمة صينية-يابانية على هامش مجموعة العشرين

طوكيو 5 سبتمبر 2013 / يتجمع الزعيمان الصيني والياباني في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية لحضور قمة مجموعة العشرين يوم الخميس، ما يثير الفضول حول مدى إمكانية الإتصال بين البلدين الجارين على هامش القمة.

وعشية القمة المرتقبة، قال دبلوماسي ياباني رفيع إن طوكيو تعمل على عقد حديث بين رئيس الوزراء شينزو آبي والرئيس الصيني شي جين بينغ، على الرغم من أن الاجتماع الرسمي بينهما غير وراد على الإطلاق.

بيد أن نائب وزير الخارجية الصيني لي باو دونغ أوضح جليا الأسبوع الماضي أن أساس اجتماع الزعيمين غير متوفر الآن، مثيرا الشكوك حول احتمال حدوث أي شكل من أشكال المحادثات الثنائية في القريب العاجل.

ويعتبر رفض الصين المطلق بمثابة رسالة قوية لليابان مفادها أن طوكيو هي المسؤولة عن التدهور الحالي في العلاقات الثنائية ويجب أن تتحمل العواقب.

ومنذ أن أخذت الحكومة اليابانية موقفا عدوانيا بـ"تأميم" جزر دياويوي، التي تعد جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية قبل عام، انزلقت العلاقات بين الجارتين الى أدنى مستوي في سنوات.

ومن خلال دعواتها المتكررة لعقد محادثات، تبدو النوايا الحسنة لليابان لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الصين، غير أن الشكوك تكتنف صدقيتها.

فالرجل ينبغي أن يحكم عليه من خلال أفعاله لا أقواله، ونفس المنطق ينطبق على الدول.

فمن ناحية، حملت اليابان غصن الزيتون وطلبت اجراء حوارا. ومن ناحية أخرى، لم تتوقف إدارة آبي عن تصريحاتها الهجومية وخطواتها الاستفزازية التي دمرت المزاج العام لإجراء أي حوار.

وفي الحادث الأخير ، وفي خروج عن التقاليد المتبعة لم يعرب آبي المتشدد في الذكرى الـ68 لاستسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية عن أي ندم تجاه آسيا لما تكبدته من معاناه بسبب اليابان خلال الحرب، وفي نفس اليوم قرر ثلاثة من وزراء حكومته زيارة ضريح ياسوكوني المثيرللجدل الذي يخلد ذكرى مجرمي الحرب اليابانيين.

إن الإنكار المستمر للتاريخ يؤذي مشاعر الشعوب في الدول المجاورة، بما في ذلك الصين، التي عانت من فظائع الغزاة اليابانيين.

وبالنسبة لجزر دياويوى، نفي أبي بشكل قاطع وجود نزاع من الصين، ما أدى الى إغلاق الباب بقوة أمام أي محادثات صريحة.

وإذا لم يكن هناك شيئا للمناقشة على الطاولة، سيكون ما يسمي بالاجتماع مجرد مصافحة وصورة. ولا يوجد مبرر بالتأكيد لإدراج محادثات فارغة في جداول أعمال مشغولة للزعماء.

كما أن اليابان إذا واصلت الحديث بطريقة والتصرف بطريقة أخرى، فسيكون حتى الحديث المؤدب لا داع له .

ولا يفوتنا الاشارة الى أن الصين أكدت دائما على الحوار لحل النزاعات بين البلدين. ولو كانت اليابان صادقة فعلا في دعوتها للحوار، فيجب عليها ان تأخذ إجراءات فعلية لتهيئة الأجواء المناسبة، بدلا من اللعب على الصورة فقط.

/مصدر: شينخوا/