تعليق: مواصلة التعاون الصيني - الالماني لافاق ارحب

بكين 23 سبتمبر 2013 / يضمن النجاح الساحق للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وحزبها امس (الاحد) تولي الزعيمة التى تحظى باحترام شديد فترة ولاية ثالثة. والاكثر من ذلك، فربما يكون استمرارها في منصب المستشارة خلال الاعوام الاربعة المقبلة ضامنا لقوة دافعة جيدة وقوية لنمو العلاقات الصينية الالمانية وارساء علاقات اوثق. وقد نحت ميركل جانبا خلال فترتي توليها المنصب، الخلافات الثانوية التي قد تعيق نمو العلاقات الثنائية، وركزت بشكل اكبر على القضايا محل الاهتمام المشترك، واعادت ترتيب السياسات المتعلقة بالصين وقدمت دروسا وامثلة لاوروبا باكملها. وترجع سياسات ميركل، في الجزء الاكبر منها، الى تزايد الاعتماد المتبادل والارتباط اكثر من اى وقت بين القوة الاقتصادية الاوروبية والصين، شريكها الاستراتيجي في السوق الصاعدة. وتظل المانيا اكبر شريك تجاري واكبر مصدر للاستثمارات والتكنولوجيا الاجنبية للصين في اوروبا، بينما تقدم الصين سوقا ضخما للشركات الالمانية. واظهرت الارقام الرسمية وصول حجم التجارة الثنائية الى 161 مليار دولار، لتمثل نحو اجمالى التجارة بين الصين والاتحاد الاوروبي.

ووسط ازمات الديون الاوروبية والاضطرابات المالية، اغتنمت المانيا الفرص التي حملها النمو القوي للاقتصاد الصيني بدلا من تبني استراتيجيات المواجهة في التعامل مع المنازعات التجارية.

كما ان الصين والمانيا، اللتين تحتلان الصدارة عالميا فى التصدير، لديهما مصالح مشتركة في دعم التجارة الحرة ومحاربة الحمائية وتهيئة بيئة عمل متساوية للشركات لتحقيق نتائج مربحة للجانبين.

وعلى حد قول السفير الصيني لدى برلين شي مينغ ده عندما زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ المانيا في مايو الماضي، فإن "التعاون البرجماتي بين المانيا والصين يلعب دورا رئيسيا في العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي". وفي يونيو، ساعدت مشاركة المانيا الفعالة في تسوية النزاع بشأن صادرات الالواح الشمسية صينية الصنع للاتحاد الاوروبي في الخروج بحل عبر التفاوض، وتفادي اندلاع حرب تجارية. ويتميز ذلك التعاون البرجماتي بالتبادلات المتكررة للزيارات والاتصالات بين زعماء البلدين. وقبل زيارة لي كه تشيانغ الرسمية، قام رئيس مجلس الدولة السابق ون جيا باو بست زيارات لالمانيا طوال فترة توليه منصبه واطلق الية تشاورية بين حكومتي الصين والمانيا. وفي المقابل، زارت ميركل الصين ست مرات، ما يجعلها احد القادة الاجانب الذين قاموا باكبر عدد من الزيارات الى الدولة القديمة. واعادة انتخاب المستشارة المحبوبة، التى اطلقت العنان للامكانات الضخمة للتعاون المتبادل بين الاقتصادين الكبيرين، من شأنه ان يزيد فرص الحفاظ على المناخ المستقر للتنمية المتسارعة للعلاقات بين الصين والمانيا. وعلاوة على ذلك، سيحمل التعاون الصيني - الالماني المتنامي في المقابل افاقا ارحب للعلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبي.

/مصدر: شينخوا/