تقرير إخباري: زيارة رئيس مجلس الدولة لألمانيا تعزز الشراكة الإستراتيجية والتعاون

برلين 27 مايو 2013 / إن الزيارة الرسمية الأولى التي قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لألمانيا و اختتمها يوم الاثنين ستدعم الشراكة الإستراتيجية الثنائية وتعزز التعاون بين الصين وأوروبا بأسرها.

وخلال البرنامج المكثف للزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، أجرى رئيس مجلس الدولة اتصالات شاملة مع قادة السياسيين والتجاريين الألمان، وأطلق برنامج "عام اللغتين" مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووقع سلسلة من الوثائق المتعلقة بالتعاون في قطاع التصنيع، والاستثمار، والحضرنة، والشؤون المالية.

وقال المحللون إن العلاقات الصينية - الألمانية، التي تأتى في صدارة علاقات الصين مع القوى الغربية وتلعب دورا رائدا في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، قد تم تدعيمها على نحو أكبر خلال زيارة لي.

-- تدعيم التواصل الإستراتيجي
وخلال الزيارة، ذكر رئيس مجلس الدولة أن الصين مستعدة لدفع الحوار والتبادلات مع ألمانيا على أساس الاحترام المتبادل والمساواة وتعزيز الفهم والثقة المتبادلين، ومواجهة التحديات جنبا إلى جنب.

وذكر بيان مشترك صدر يوم الأحد أن الصين وألمانيا اتفقتا على مواصلة توسيع مختلف آليات التعاون المختلفة بينهما، وأن جولة جديدة من المشاورات الحكومية ستعقد في ألمانيا في عام 2014.

وقال لي إنه يتعين على الدولتين تدعيم التواصل الإستراتيجي من خلال الحفاظ على الآليات الحالية لاجتماعات القادة السنوية والمشاورات الحكومية، وتعزيز التواصل والتنسيق حول الشؤون الإقليمية والعالمية.

ومن جانبها ذكرت ميركل إن ألمانيا مستعدة لتعميق التعاون وتدعيم التبادلات والتعلم المتبادل مع الصين للعمل معا على دفع تنمية شراكتهما الإستراتيجية قدما.

وقال قو شيويه وو، مدير مركز العلاقات الدولية للدراسات العالمية في جامعة بون، إن الدولتين حققتا مستوى عاليا من الثقة المتبادلة نادرا ما شوهد بين قوتين كبيرتين، وإن آلية التشاور الحكومية بين الصين وألمانيا تعد نتاجا طبيعيا للثقة السياسية المتبادلة بينهما.

وذكرت كورا جونجبلوث، وهى مديرة مشروعات بمؤسسة ((بيرتيلسمان)) الألمانية أن الاتصالات والمشاورات رفيعة المستوى تساعد في الإرتقاء بالعلاقات السياسية وخفض خطر النزاعات المشوبة بالتوتر، مشيرة إلى أنه لا توجد آليات تشاور رفيعة المستوى كهذه بين الصين وبلدان غربية أخرى.

-- تعزيز التعاون البراغماتي
وقال لي، خلال محادثاته مع ميركل، إن الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا لمواصلة تعزيز تعاونهما متعدد المستويات وعريض النطاق.

وذكر البيان المشترك أن الجانبين يعتقدان أن التنمية المتزامنة والمنسقة للتصنيع، والمعلوماتية، والحضرنة في الصين ستتيح فرصا جديدة لتنمية العلاقات بين الصين وألمانيا والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وسيضخ قوة دفع جديدة في الاقتصاد العالمي.

وقرر الجانبان تنفيذ شراكة الحضرنة بينهما، ومواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل الزراعة، والغابات، والحبوب، وحماية المستهلك، وسلامة الغذاء، والعلامات التجارية الصديقة للبيئة، والسيارات الكهربائية.

ولتعزيز التعاون في مجال الاستثمار، أعلنت الصين إطلاق غرفة تجارة صينية في ألمانيا، فيما رحبت ألمانيا بقدوم الشركات الصينية للاستثمار وخلق فرص عمل بروح المنفعة المتبادلة.

وتعهدت الصين وألمانيا بتدعيم التعاون الاقتصادي الشامل على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، وسيقدم الجانبان معاملة وطنية لشركات الآخر العاملة على أراضيه.

وقال سفير الصين لدى ألمانيا شي مينغ ده إن تجارة الصين مع ألمانيا شكلت قرابة ثلث إجمالي تجارتها مع الاتحاد الأوروبي ككل.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 161 مليار دولار أمريكي في عام2012، وهو ما يعادل 580 مرة الرقم المسجل في عام 1972.

وذكر بينو بونسي كبير المديرين التنفيذيين في الشركة الألمانية للتجارة والاستثمار أن العلاقات الاستثمارية والتجارية القوية مع الصين خلقت فرص عمل وحافظت عليها في ألمانيا وعززت مكانة ألمانيا كاقتصاد رائد في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف قائلا "أظن أن التعاون الألماني - الصيني السلس والمثمر سيلهم بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى في علاقاتها مع الصين".

-- دفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي قدما
وذكر لي أن "ألمانيا هى أول دولة أقوم بزيارتها من بين دول الاتحاد الأوروبي منذ أن توليت منصب رئيس مجلس الدولة"، مضيفا أن "هذا يثبت أن القيادة الصينية الجديدة تقدر بشدة علاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي".

وقال رئيس مجلس الدول الصيني إن الصين تنظر دائما إلى أوروبا من منظور إستراتيجي وتدعم بثبات الوحدة الأوروبية وجهود الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة الديون والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

وأشار لي إلى أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تواجه فرصا جديدة حيث يوافق العام الجاري الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ودعا الجانبين إلى اغتنام الوضع ككل والاتجاه الرئيسي لتعاونهما والتعاطى بشكل ملائم مع خلافاتهما حتى تخطو العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي خطوات جديدة للأمام.

وأعربت كل من الصين وألمانيا عن معارضتهما للحمائية التجارية والإجراءات التجارية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي ضد الألواح الشمسية الصينية وأجهزة اتصالات المحمول.
وذكر لي أن الصين تأمل في تسوية النزاعات على نحو ملائم عبر الحوار والتشاور، بدلا من الانخراط في حرب تجارية.

وقالت ميركل إن ألمانيا تدعم تعاونا أقوى بين الاتحاد الأوروبي والصين، مضيفة أن المانيا ترى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي والصين توظيف الحوار والتشاور لحل المشكلات التي تواجه تعاونهما وبذل جهود لتوسيع تجارتهما فيما يتجنبا الاحتكاكات بغية تحقيق نتائج متكافئة الكسب.

تعد ألمانيا المحطة الأخيرة في أول جولة خارجية يقوم بها لي منذ توليه منصب رئيس مجلس الدولة. وقد زار خلال هذه الجولة الهند وباكستان وسويسرا.

/مصدر: شينخوا/