الصين وألمانيا تصدران بيانا مشتركا وتتعهدان بتعميق التعاون

برلين 26 مايو 2013 / اتفقت الصين وألمانيا على تعميق التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، حسبما أفاد بيان مشترك صدر يوم الأحد خلال زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لألمانيا.

وذكر البيان أن الصين وألمانيا ترغبان في العمل مع البلدان الأخرى -- بروح المنفعة المتبادلة والنتائج المتكافئة الكسب -- بغية تعميق التنسيق والتعاون من أجل الإسهام في السلام والازدهار العالميين.

وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا مجددا أنهما سيحترمان سيادة الآخر وسلامة أراضيه، ويكرسان أنفسهما لتسوية النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية عبر الوسائل السلمية، ويواصلان تعميق التكامل الأوروآسيوي، ويساعدان على نحو أفضل في بناء نظام عالمي يقوم على أساس مبادئ العدالة والمعقولية.

ويرغب الجانبان في زيادة الفهم المتبادل لطريق التنمية الذي يختاره الآخر، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، ودفع التنمية المستقرة الطويلة الأجل للعلاقات الثنائية.

ولفت البيان إلى أن الصين وألمانيا اتفقتا على مواصلة توسيع آليات التعاون المختلفة بينهما، مشيرا إلى أن جولة جديدة من المشاورات الحكومية الثنائية ستعقد في ألمانيا في عام 2014.

ويعرب الجانبان عن اعتقادهما بأن التنمية المتزامنة والمنسقة للتصنيع والمعلوماتية والحضرنة في الصين ستتيح فرصا جديدة لتنمية العلاقات بين الصين وألمانيا والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وإعطاء دفعة جديدة للاقتصاد العالمي.

وقرر الجانبان تنفيذ شراكة الحضرنة بينهما، ومواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل الزراعة، والغابات، والحبوب، وحماية المستهلك، وسلامة الأغذية، ووضع العلامات التجارية الصديقة للبيئة. كما قررا إقامة آلية حوار وزارية لتدعيم التوجيهات بشأن التعاون الزراعي.

وأشاد الجانبان بشراكتهما الوثيقة في حماية البيئة والمناخ ودعم محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، وقررا تدعيم التعاون في مجالات تنقية الهواء والاستهلاك القابل للاستدامة، وتعهدا بألا يدخرا وسعا لزيادة كفاءة الطاقة وتطوير طاقات متجددة.

وتعهدت الصين وألمانيا بمواصلة تعميق التعاون في مجال السيارات الكهربائية، بما في ذلك العمل معا على تنفيذ التجارب النموذجية لمثل هذه السيارات وإدخالها حيز التطبيق.

وقرر الجانبان مواصلة تعميق الحوار بشأن شؤون المال والاقتصاد بين وزارتي المالية، والحوار بين المصرفين المركزيين للبلدين.

وذكر البيان أنه لتعزيز التعاون في مجال الاستثمار، أعلنت الصين إطلاق غرفة تجارة صينية في ألمانيا، فيما رحبت ألمانيا بقدوم الشركات الصينية للاستثمار وخلق فرص عمل في ألمانيا بروح المنفعة المتبادلة.

ودعم الجانبان تفاوض الصين والاتحاد الأوروبي بشأن إبرام اتفاقية استثمار لزيادة فرص الاستثمار.

وتعهدت الصين وألمانيا بمواصلة تدعيم التعاون الاقتصادي الشامل على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، وسيتيح الجانبان معاملة وطنية لشركات الآخر العاملة على أراضيه.

وأعرب الجانبان عن معارضتهما للحماية التجارية، ووعدا بتسوية النزاعات المتعلقة بالطاقة الشمسية وأجهزة الاتصالات المحمولة عبر الحوار.

ودعا الجانبان إلى الالتزام بصرامة بالقواعد التي حددتها منظمة التجارة العالمية ودعم النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على النزاهة والعدالة. ومن ناحية أخرى، تعهدا بالدفع من أجل اختتام مبكر لجولة الدوحة من المحادثات التجارية.

وذكر البيان أن الجانبين أشادا بمختلف الآليات التي تعمل تحت رعاية الحكومتين والمنظمات الاجتماعية من البلدين، الأمر الذي يسهل تبادل آلاف الطلبة سنويا بين البلدين. وتعهدا بمواصلة دعمهما لهذه الإجراءات لمواصلة تعزيز التبادلات الثقافية والتبادلات بين الشباب.

وأطلق رئيس مجلس الدولة الصيني ونظيرته الألمانية برنامج "عام اللغتين" بين الصين وألمانيا، وهو مبادرة تهدف إلى تشجيع الشعبين على دراسة لغة الآخر.

ويؤمن الجانبان بأن الصين والاتحاد الأوروبي قوتان إستراتيجيتان هامتان على الساحة العالمية وشريكتان تعاونيتان في تعزيز السلام والازدهار والاستقرار في العالم. وسوف تواصل الدولتان تكثيف التعاون البناء لتعزيز تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي والعمل معا على مواجهة تحديات عالمية مثل أمن الطاقة والموارد الطبيعية، وتغير المناخ، وحماية البيئة، والأمن الغذائي.

وأوضح البيان أن الصين تعرب عن تقديرها لدور ألمانيا في حل أزمة الديون في منطقة اليورو، فضلا عن إجراءات تحقيق الاستقرار واسعة النطاق التي أتخذها أعضاء الاتحاد الأوروبي، فيما تعرب ألمانيا عن تقديرها للمواقف والإسهامات البناءة من الصين في حل الأزمة.

واتفق الجانبان على ضرورة أن يحافظا على التشاور والتعاون بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى ويعملا على تعميقهما.

وتبادل الجانبان أيضا وجهات النظر حول الوضع الدولي، بما في ذلك الملف النووي الإيراني والوضع في سوريا، وتعهدا بمواصلة تنفيذ تعاون براغماتي بناء في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة.

وذكر البيان أن ميركل قبلت دعوة لي لزيارة الصين في أقرب وقت ممكن.

وصل لي كه تشيانغ إلى برلين يوم السبت في زيارة رسمية لألمانيا، وهي المحطة الأخيرة في أول جولة خارجية له منذ توليه منصب رئيس مجلس الدولة. وقد زار خلال هذه الجولة الهند وباكستان وسويسرا.

/مصدر: شينخوا/