تعليق: الجيش الصيني يتخذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة المتبادلة مع القوى الغربية

سيدني أول أكتوبر 2013 / نظمت فرقة الموسيقى العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني مع نظيراتها في قوات الدفاع الاسترالية يوم الاثنين حفلا مشتركا كجزء من أسبوع الثقافة والصداقة العسكرية الأسترالي - الصيني، والذي يعد حدثا افتتاحيا مميزا.

ويمثل الحفل أول مشاركة تاريخية للجيش الصيني في مثل هذا النوع من الأسابيع الاحتفالية مع دولة غربية، ما يعكس جهود الصين المتزايدة الرامية إلى تقوية الثقة المتبادلة والتواصل مع القوى الغربية.

وبناء على قصص النجاح الاقتصادي المبهرة والمستمرة منذ 3 عقود، تخصص الصين الموارد لدعم تحديث جيشها.

وتزخر ترسانة جيش التحرير الشعبي الصيني حاليا بحاملات طائرات ومقاتلات شبح ومعدات عسكرية حديثة أخرى. وقد قوبلت القوة العسكرية المتزايدة للصين، وكذلك نهضتها الاقتصادية، بنوع من عدم الارتياح لدى بعض القوى الغربية، وبخاصة أكثر الدول إنفاقا على الجانب العسكري الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال ايان برمر، المحلل السياسي الأمريكي، في مقابلة مع شبكة ((سي أن أن)) الإخبارية الأمريكية، إن نهضة الصين تقود إلى صراع حتمي. واقترح عضو الكونغرس الأمريكي راندي فوربس أن تستثمر الولايات المتحدة في قدرات عسكرية جديدة بموجب الضغط المتزايد من قبل الصين.

وبدورها، أكدت الصين مرارا وتكرارا الطبيعة الدفاعية لسياستها الدفاعية الوطنية، ورغبتها في الانخراط في تبادلات عسكرية وعمليات مشتركة دولية.

وتحدث قادة الصين حول نية ومسئولية الصين كلاعب عالمي تجاه حماية السلام العالمي ومواجهة التحديات المشتركة جنبا إلى جنب مع دول أخرى وبشكل مشترك.

وتتخذ الصين خطوات ملموسة لتحسين التواصل والشفافية مع الشركاء الغربيين.

وصمم جيش التحرير الشعبي الصيني عدة خطط تشمل حوارات رفيعة المستوى، وتبادلات على مستوى العمل، ونشاطات عملية، بهدف مواصلة الروابط الدفاعية مع القوى الغربية.

وأجرت القوات البحرية الصينية ونظيرتها الأمريكية أول تدريبات مشتركة لمكافحة القرصنة في خليج عدن في سبتمبر الماضي، ومن المقرر أن تشارك الصين في مناورة جرف المحيط الباسيفيكي لعام 2014.

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، شكلت الصين وبريطانيا الحوار الإستراتيجي الدفاعي في عام 2012، والذي، وفقا لكلمات قائد أركان الجيش البريطاني نيوكلاس هيوتون، يهدف إلى "تفاهم أفضل ليس فقط حول قدراتنا، ولكن أيضا حول السياسات التي تعزز هذه القدرات".

وفي الوقت نفسه، وفي العاصمة الفرنسية باريس، شهد سبتمبر الجاري الحوار الإستراتيجي الدفاعي الصيني - الفرنسي الـ12، والذي ركز على تطوير العلاقات العسكرية الثنائية، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

وقد بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها.

وفي السياق، يرى جوناثان بولاك، مدير مركز جون ثورنتون لشئون الصين التابع لمؤسسة بروكينغز البحثية، يرى أن هناك تقدما كبيرا تحقق منذ أن أطلق الجيشان الأمريكي والصيني التبادلات الثنائية قبل عدة أعوام، ما أدى إلى ما وصفه مؤخرا بنقطة "أكثر ارتياحا".

ومع ذلك، ولمزيد من تطوير العلاقات بينهما، يجب على الصين والقوى الغربية العمل سويا كشركاء وليس كغرماء، لمعالجة قضايا مثل التحديات العالمية التي تفرضها تهديدات أمن الفضاء الإلكتروني، وبناء الثقة المتبادلة، ولاسيما في المجال العسكري.

/مصدر: شينخوا/