تحليل إخباري: الصين تعتزم تقوية العلاقات مع الآسيان بالتركيز على التنمية المشتركة

بندر سري بغوان 9 أكتوبر 2013/ بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأربعاء) جولة تشمل 3 دول في جنوب شرق آسيا، مقتفيا أثر جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي اختتم لتوه زيارة لكل من اندونيسيا وماليزيا.

وتظهر الزيارات المتواترة إلى حد بعيد للزعيمين الصينيين، والتي تشمل زيارة 5 من بين البلدان الـ10 الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في غضون أسبوعين ، تظهر الأهمية التي توليها الصين لآسيان ولجهودها الرامية إلى دفع التنمية المشتركة قدما، حسبما ذكر مراقبون.

وفي السياق، قال شو لي بينغ، الباحث في معهد دراسات آسيا - الباسيفيك التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن الصين تتحرك نحو توطيد شراكة مستقرة للآسيان عبر نهج متعدد المستويات.

وأضاف شو أن التجارة هي مجرد عنصر في العلاقات بين الصين والآسيان ، موضحا أن البنية التحتية والتبادلات الشعبية تعد حاليا مبادرات تتخذها الصين في بناء "العقد الماسي" الذي اقترحه لي الشهر الماضي في كلمة بارزة بالدورة الـ10 لمعرض الصين - الآسيان .

ومشروعات البنية التحتية، مثل شبكة السكك الحديدية العابرة لآسيا المقترحة، بمجرد اكتمالها، سوف تجلب عدة منافع ملموسة للدول ذات الصلة وشعوبها، حسبما قال شو.

ومستندا إلى بحث لجامعة شيامن الصينية، قال شو إن ما بين 70 و80 بالمائة من الصينيين بالخارج يقيمون في جنوب شرق آسيا، ولعبوا لسنوات دورا إيجابيا في النهوض بالتبادلات التجارية والاقتصادية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا.

وتابع شو قائلا "في ظل وجود هذا العدد الكبير من الصينيين بالخارج (في دول جنوب شرق آسيا)، فهناك ميزة فريدة للصين في تقوية التبادلات الشعبية".

وقال روان تزونغ تزه، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية، إن "تنمية الصين بحاجة إلى بيئة جوار سلمية، وسياسة الصين القائمة على حسن الجوار تجاه الآسيان ليست شيئا قائما على الانتفاع وإنما خيار إستراتيجي طويل الأجل".

وإلى جانب بروناي، من المقرر أن يزور لي كلا من تايلاند وفيتنام، ويشارك في الدورة الـ16لاجتماع قادة الصين - الآسيان، والدورة الـ16 لقمة الآسيان زائد 3 (الصين واليابان وكوريا الجنوبية)، وقمة شرق آسيا الـ8.

وفي بروناي، من المزمع أن يشرح لي سياسة القيادة الصينية تجاه الآسيان ورؤى الصين بشأن مزيد من تقوية الأمن السياسي للصين والآسيان والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، والربط بينهما في مجال البنية التحتية، والتعاون البحري والتبادلات الشعبية بين الطرفين، حسبما قال ليو تشن مين، نائب وزير الخارجية الصيني.

ومن المقرر أن يستكشف رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا إمكانات جديدة للتعاون مع قادة الآسيان، بما في ذلك التوقيع على معاهدة الصين - الآسيان لحسن الجوار والتعاون الودي، وتحديث منطقة التجارة الحرة بين الجانبين، وتأسيس بنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية، وفق ما قال ليو.

من ناحية أخرى، اقترحت الصين تحديد عام 2014 كسنة للتبادلات الثقافية للصين والآسيان، ووعدت بعرض 15 ألف منحة دراسية حكومية على الدول الأعضاء في الآسيان على مدار الأعوام الـ5 المقبلة.

شهد العقد الماضي من التعاون بين الصين والآسيان زيادة ملحوظة في التجارة الثنائية، التي ارتفع حجمها من 54.77 مليار دولار عام 2002 إلى 400.1 مليار دولار عام 2012، بنمو سنوي قدره 22 بالمائة.

ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة الثنائية بين الجانبين إلى 500 مليار دولار قبل عام 2015، في حين باتت الصين أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للسائحين بالنسبة للآسيان .

/مصدر: شينخوا/