تقرير إخباري: الصين وبروناي تكتسبان زخما لمزيد من تطوير العلاقات النموذجية

بندر سري بغوان 9 أكتوبر 2013 /بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية لسلطنة بروناي، حيث تفتتح نافذة أخرى أمام البلدين لمزيد من دفع علاقاتهما قدما.

وخلال زيارته، من المقرر أن يعقد لي محادثات مع سلطان بروناي حسن البلقيه. كما من المتوقع أن يوقع الجانبان على سلسلة من اتفاقيات التعاون، التي من شأنها أن تجسد بدرجة أكبر العلاقات التعاونية الإستراتيجية التي تجددت مؤخرا بين البلدين.

وفي إشارة إلى الأهمية المتزايدة للتواصل الثنائي بين الجانبين، يشارك لي أيضا في عدد من القمم الإقليمية التي تستضيفها بروناي بهدف التأكيد على التزام بكين بالنهوض بالتعاون مع دول جنوب شرق وشرق آسيا وطرح اقتراحات ملموسة.

تأتي زيارة لي بعد عقدين من النمو المطرد للعلاقات بين الصين وبروناي. ومنذ تشكيل العلاقات بين الجانبين عام 1991، شهد البلدان توسعا سريعا في التواصل الثنائي، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية العام الماضي 1.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة تقارب 80 ضعفا مقارنة مع ما كان عليه قبل عقدين.

في دفعة حديثة للعلاقات بين البلدين، كان الرئيس الصيني شي جين بينغ والسلطان بلقيه قد أعلنا في ابريل الماضي في بكين عن خطوة تاريخية لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى العلاقة التعاونية الإستراتيجية. وكان بلقيه أول رئيس دولة أجنبية يستضيفه شي بعد توليه رئاسة الصين في مارس الماضي.

وقال شي آنذاك إن العلاقات بين الصين وبروناي تمثل الاحترام المتبادل والمساواة وتعد نموذجا للتعايش المتناغم والتعاون القائم على الكسب المتكافئ بين دول كبرى وصغرى في المنطقة. وحث شي الجانبين على تفعيل مميزاتهما إلى الحد الأقصى ودفع تعميق التعاون الثنائي.

وتقدر بروناي كثيرا التعاون المستمر الذي يتمتع به البلدان "كشريكين وجارين إقليميين مقربين"، وتتطلع إلى مزيد من تقوية الصداقة بين الشعبين من أجل التقدم والرخاء المشتركين، حسبما قال بلقيه في رسالة بعثها إلى شي بمناسبة الذكرى السنوية الـ64 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر الجاري.

وعندما كان في بكين، اجتمع بلقيه مع لي، واتفقا على اغتنام فرصة تحديث العلاقات لتوطيد التعاون العملي الثنائي. واقترح لي أن يستفيد الجانبان بدرجة أكبر من إمكانيات التعاون من أجل جلب مزيد من المنافع للشعبين.

وفي رسالته إلى لي بمناسبة العيد الوطني الصيني، قال السلطان بلقيه إنه يتطلع إلى زيارة لي، ويعتبرها فرصة مهمة لتقوية العلاقات القيمة والعتيقة بين البلدين.

وخلال زيارة لي المرتقبة، تسعى الصين وبروناي إلى توسيع أطر التعاون في شتى القطاعات، بما فيها الزراعة والمصايد والطاقة، وفقا لسفير الصين لدى بروناي تشنغ شيانغ لين، الذي أضاف في لقاء مع وسائل إعلام محلية أن مزيدا من الشركات الصينية تتوجه للعمل في بروناي لاغتنام فرص استثمارية.

وبالنظر إلى الصورة الإقليمية، تعهد البلدان، في ظل رئاسة بروناي للدورة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيان (آسيان)، ببذل جهود مشتركة للنهوض بالعلاقات الشاملة بين الصين والكتلة التي تضم 10 دول.

وقال شي في اجتماعه في ابريل الماضي مع بلقيه إن بكين ترغب في العمل مع بروناي من أجل قيادة جهود السلام والتعاون في المنطقة، ودفع تطور العلاقات بين الصين والآسيان قدما في الاتجاه الصحيح.

وعندما يجتمع لي مع قادة الآسيان في بروناي، من المتوقع أن يعرج بدرجة أكبر على رؤيته التي طرحها في سبتمبر الماضي في الدورة الـ10 لمعرض الصين - الآسيان، والخاصة بنقل التعاون بين الجانبين من "العقد الذهبي" الماضي إلى "العقد الماسي".

وتشمل الأولويات، على حد قول السفير تشنغ، تحديث منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، وتحسين الترابط الإقليمي، وتوسيع أطر التعاون البحري، وزيادة التبادلات الشعبية.

وبالنسبة للنزاعات في بحر الصين الجنوبي، وبروناي جزء منها، أكد الجانبان التزامهما بالسعي إلى تسوية سلمية عبر الحوار والتشاور والحيلولة دون أن تؤدي هذه النزاعات إلى تقويض الصداقة والتعاون بين الصين والآسيان.

تأتي جولة لي، التي تشمل أيضا تايلاند وفيتنام، بعد يوم واحد من عودة الرئيس شي إلى الصين عقب جولة بالمنطقة نفسها زار خلالها كلا من اندونيسيا وماليزيا وشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - الباسيفيك (أبيك).

وعلق روان تزونغ تزه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، على الدبلوماسية المكثفة في جنوب شرق آسيان، قائلا إنها تظهر مجددا أن بكين شريك جدير بالاهتمام بالنسبة للآسيان وملتزمة بالتعاون القائم على الكسب المتكافئ والتنمية المشتركة في المنطقة.

/مصدر: شينخوا/