تعليق: تصاعد الزخم بإتجاه علاقات أكثر إثمارا بين الصين وبروناي

بندر سري بيغاوان 11 أكتوبر 2013 /من المقرر أن يعقد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مباحثات مع سلطان بروناي حسن بلقية اليوم (الجمعة) في وقت تشهد فيه البلدان فرصة تاريخية لتعزيز وإثراء التعاون.

ويأتي الاجتماع بعد عقدين من التطور المطرد للعلاقات الصينية - البرونية. فبفضل التوسع السريع للتفاعلات الثنائية، وصل حجم التجارة البينية بين البلدين الى 1.6 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، محققا زيادة قدرها 80 ضعفا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1991.

وكما أشار الرئيس الصيني شي جين ببنغ إلى أن العلاقات الصينية-البرونية، التي تجسد الاحترام المتبادل والمساواة، تخدم كنموذج مثالي للتعايش المتناغم والتعاون متكافئ الكسب بين الدول الكبيرة والصغيرة في المنطقة.

ولعل الأكثر لفتا للانتباه هو التقدم السريع في العلاقة منذ أن اتفق شي وبلقية في أبريل على رفع مستوى العلاقات الثنائية الى علاقة تعاونية استراتيجية.

فنتيجة لذلك انفجر النمو، ونشطت الإتصالات الرفيعة والتبادلات الشعبية، وعرف التعاون العملي الثنائي أعماق جديدة ومجالات أوسع.

وبعد مباحثات لي مع بلقية، وهو اللقاء الثاني بينهما هذا العام، من المتوقع أن يزيد الجانبان تدعيم العلاقة المرتقية حديثا بسلسلة من إتفاقيات التعاون.

وفي ضوء هذه الخلفية الإيجابية، فمن المشجع والمثير للإعجاب أيضا أن البلدين تعهدتا بالبناء على الزخم الحالي وبث الحماس المتواصل لتنمية العلاقات الثنائية.

إن الآفاق تبدو مشرقة. ولعل حجم التجارة يشير الى مجال واسع للنمو في المستقبل، وخاصة بالنظر الى السوق الصينية الكبيرة التي لم تستغل بشكل كامل حتى الآن.

كما أن الظروف تبدو مبشرة. فقد التزمت بروناي بالتنويع الاقتصادي، وأعربت الصين عن استعدادها لتقديم يد العون. وتحمل مجالات مثل الطاقة والزراعة والصيد إمكانيات كبيرة للتعاون.

ولا تفوتنا الإشارة الى وجود خلافات بين الصين وبروناي, فالأخيرة واحدة من بين عدد من الدول في جنوب شرق أسيا توجد بينها وبين الصين نزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي.

لكن من المثلج للصدر حقا أن بروناي قد تمسكت بالمسار البراغماتي والحوار وعملت مع الصين علي منع القضية من تقويض الصداقة والتعاون في المنطقة.

ويتعين على هؤلاء المطالبين المتشددين بالسيادة وحتي الاستفزازيين منهم أن يحذو حذو بروناي.

/مصدر: شينخوا/