تقرير اخباري: رئيس مجلس الدولة الصيني يختتم زيارته إلى رومانيا بتعزيز العلاقات الثنائية

بوخارست 28 نوفمبر 2013 / اختتم رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ زيارته إلى رومانيا اليوم الخميس، عقب اجتماعه مع ساسة رومانيا لبحث العلاقات الثنائية وحضوره مع قادة دول وسط وشرق اوروبا قمة سنوية.

وشهدت زيارته التي تضمنت اجتماع مائدة مستديرة للقادة مع مسؤولي دول وسط وشرق اوروبا توقيع عدد من الوثائق بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا، بما في ذلك اتفاقية لبناء خط سكة حديد يربط بين بودابست وبلجراد.

وستكون محطته المقبلة في العاصمة الاوزبكية، طشقند، حيث سيحضر الاجتماع ال12 لرؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون.

الشراكة الصينية-الرومانية "النموذجية"

وصل لي إلى بوخارست بعد ظهر يوم الاثنين في زيارته الاولى إلى وسط وشرق اوروبا منذ توليه منصبه في مارس الماضي.وهي الزيارة الاولى إلى رومانيا التي يجريها رئيس مجلس دولة صيني منذ قرابة عقدين.

واستقبله في المطار نظيره الروماني فيكتور بونتا، الذي شارك في رئاسة اجتماع قادة الصين ودول وسط وشرق اوروبا الذي عقد يوم الثلاثاء. واعتبرت الصين ورومانيا في بيان مشترك صدر في وقت لاحق اليوم أن شراكتهما نموذج للعلاقات الثنائية بين الدول.

ومشيرا الى ان هذه هى المرة الاولى التى تقيم فيها رومانيا مراسم ترحيب فى المطار لضيف اجنبى خلال 20 عاما، قال تسوي هونغ جيان، مدير الادارة الاوروبية في المعهد الصيني للدراسات الدولية، إن هذا الاستقبال اظهر الاهمية الكبيرة التي توليها رومانيا لعلاقاتها مع الصين.

واضاف تسوي "وكما تروا فقد تعاملت رومانيا بشكل ايجابى خلال جولة لي...وهو ما اسهم في جعلها زيارة مثمرة للغاية".

والتقى رئيس مجلس الدولة الصيني يوم امس بالرئيس الروماني ترايان باسيسكو، الذي وصف زيارة لي إلى رومانيا بانها محاولة لتعزيز الصداقة التقليدية بين البلدين وتدعيم التعاون البراجماتي.

واعرب لي عن استعداد بلاده لتعميق التعاون البراجماتي مع رومانيا في عدة مجالات مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية وتوسيع التبادلات الثقافية والشعبية، وتدعيم الاتصالات والتنسيق حول الشؤون الدولية والاقليمية وتوسيع المصالح المشتركة لتحقيق المنفعة للشعبين.

يشار الى أن رومانيا، التي تقع في شمال شرق شبه جزيرة البلقان، هي البوابة الشرقية للاتحاد الاوروبي. وتعد الدولة الواقعة في شرق اوروبا من اولى الدول التي اقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. ووصلت التجارة بين الجانبين في العام الماضي الى 3.78 مليار دولار امريكي، مقارنة ب3 مليون دولار فقط في 2000.

ويوافق العام المقبل الذكرى ال65 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والعام العاشر لشراكتهما.

وخلال كلمته امام البرلمان بعد ظهر يوم امس، قال لي، الذي شبه العلاقات الصينية-الرومانية بسفينة نجت من عاصفة من التحديات على مر الزمان وتبحر باتجاه مستقبل مشرق، إن البلدين بحاجة إلى ايجاد استراتيجيات تنموية ملائمة، وتعميق التعاون العملي والمحافظة على الصداقة التقليدية لتدير دفة السفينة بعيدا وبثبات.

واضاف لي "اعتقد ان التعاون الصيني-الروماني يمكن ان يصبح نموذجا للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا، وهو ما سيضخ قوة دفع جديدة في تطوير العلاقات بين الصين واوروبا".

زيارة هدفها تعزيز العلاقات الثنائية

وقدم لي، خلال كلمته امام البرلمان الروماني، مقترحا من اربع نقاط لتعزيز العلاقات الصينية-الرومانية.

وقال لي أولا يجب على الجانبين احترام بعضهما البعض، والاهتمام بالمخاوف الرئيسية للجانب الاخر وتوسيع نقاط التقارب التي تغطي مصالحهما، مضيفا أنه يتعين عليهما ايضا فتح افاق جديدة للعلاقات الثنائية من خلال استغلال فرصة الذكرى ال65 لاقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية-الرومانية العام المقبل.

واضاف، ثانيا ينبغي بذل الجهود لتوسيع التجارة الثنائية، ورفع مستوى التعاون الصناعي وتعزيز تنمية التجارة المتوازنة.

واقترح لي أن يبني البلدان معا منطقة اقتصادية وتكنولوجية لتوفير ظروف مواتية للاستثمار الثنائي.

وثالثا، يجب على الجانبين تحسين التعاون من خلال اقامة مشروعات تعاون ضخمة.

واشار لي إن بلاده طورت المعدات وقدراتها التصنيعية في العديد من القطاعات. وقد يحقق التعاون بين الصين ورومانيا في تلك المجالات المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين، معربا عن استعداده للتعاون مع رومانيا في تعزيز التعاون في الطاقة النووية والسكك الحديدية فائقة السرعة.

واعرب عن دعم بلاده لشركاتها فى بدء التعاون مع رومانيا في البنية التحتية، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع رومانيا لتحقيق تقدم ملموس في المشروعات الرئيسية.

ورابعا، يتعين على الصين ورومانيا تعزيز وتوسيع التبادلات الثقافية والتعليمية والشعبية الحالية، لنقل الصداقة الصينية- الرومانية إلى الاجيال المقبلة.

واتفق الجانبان على اقامة خطوط سكك حديدية فائقة السرعة في رومانيا خلال اليوم الاول لزيارة لي. وتوصل الجانبان إلى توافق شامل بشأن تعميق التعاون في عدة مجالات مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية.

وقال بوجدان تشيرياك، محلل سياسي شهير، إن زيارة لي قد تكون فرصة لرومانيا.

واضاف الخبير السياسي "اذا استغلت الحكومة بزعامة بونتا تلك الفرصة واستفادت من تلك الزيارة، سنخرج من الازمات التي نمر بها سريعا، ان لم يكن العام المقبل، فسيكون بالتأكيد بحلول عام 2015".

وقال الرئيس الروماني، الذي اشاد بزيارة لي إلى رومانيا، إن زيارة لي قد تساعد على الارتقاء بالعلاقات الصينية-الرومانية والتعاون بين الصين ووسط وشرق اوروبا إلى مرحلة جديدة. وقال إن بلاده مستعدة لتوسيع التعاون مع الصين في مختلف المجالات وستواصل لعب دور ايجابي في تعزيز التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.

واتفق تسوي مع الرئيس الروماني فى الرأى، قائلا إن تعزيز العلاقات بين الجانبين ستضع نموذجا للعلاقات الثنائية بين الصين وجميع دول وسط وشرق اوروبا.

واضاف تسوي لوكالة انباء ((شينخوا)) "ستمثل الاتفاقية الثنائية مثل التعاون بين الصين ورومانيا بالتأكيد قوة دفع لتحسين العلاقات بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا"، مضيفا أن الزيارة ستعمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الاوروبي ايضا.

/مصدر: شينخوا/