تقرير اخباري: زيارة وزير الخارجية الصينى تظهر استعداد الصين لممارسة نفوذ أكبر فى الشرق الأوسط

القاهرة 27 ديسمبر 2013 / اختتم وزير الخارجية الصينى وانغ يى زيارة له الى الشرق الاوسط أمس الخميس فى إطار جهود الصين لتعزيز السلام فى المنطقة باعتبارها قوة كبرى مسؤولة .

تعزيز محادثات السلام

فى الفترة من 18 الى 20 ديسمبر زار وانغ فلسطين واسرائيل كلا على حدة فى أول محطتين من جولته فى الشرق الاوسط التى زار خلالها أيضا الجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية .

وقد التقى بالقادة الاسرائيليين والفلسطينيين ووزيرى الخارجية الفلسطينى والاسرائيلى خلال اقامته، وأجرى اتصالات مع أفراد من كل مناحى الحياة حيث ناقش علاقات الصين معهم ومحادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وأوضح وانغ أيضا الرؤية الصينية التى تضم 4 نقاط لحل القضية الفلسطينية والتى طرحها الرئيس شى جين بينغ فى شهر مايو .

وقال وانغ ان محادثات السلام وصلت الى منعطف خطير، داعيا كلا الجانبين لتشكيل توافق وأن يدعما سويا عملية السلام، وقد رد كبار القادة فى الجانبين على نداء وانغ .

فقد صرح الرئيس الفلسطينى محمود عباس بأن حكومته تتطلع إلى دعم الصين الدائم وسوف تواصل الاشتراك فى محادثات السلام "بموقف بناء ".

وأعرب الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز عن تقديره "للدعم الصينى البناء" فى جهودها لإحلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين .

وكان عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو قد قاما بزيارة الصين تقريبا فى نفس الزمن فى مايو تلبية لدعوة من الحكومة الصينية.

كما قام وو سي كه المبعوث الخاص للصين لقضية الشرق الاوسط بزيارة الى المنطقة فى ابريل وفى اغسطس، مما يبين احساس الصين الكبير بالمسؤولية لدفع عملية السلام .

وقال وو فى مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في مايو ان الصين تفسر وتلخص النتيجة الايجابية لمحادثات السلام التى تحققت فى الاعوام الماضية من أجل استعادة ايمان الجانبين بعملية السلام.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ فى مؤتمر صحفى معلقة على جولة وانغ فى الشرق الاوسط "ان الزيارة التى تظهر الصداقة والتعاون والسلام حققت أهدافها المتوقعة " .

تعزيز التعاون وتدعيم الصداقة

وخلال زيارته وقع وانغ أيضا سلسلة من الاتفاقيات مع دول الشرق الأوسط.

وبالاتفاق على تعميق التعاون فى المجالات التقليدية مثل التجارة وإنشاء البنية الأساسية، قررت الصين والجزائر توسيع التبادلات الانسانية وتشجيع الجيل الأصغر على أن يحمل على عاتقه الصداقة بين الصين والجزائر وخلق مستقبل اكثر اشراقا للعلاقات الثنائية.

وفى المغرب وقع الجانبان اتفاقيتين حول التعاون الاقتصادى والفنى والتخلى عن طلب التأشيرة لحاملى الجوازات الدبلوماسية وجوازات المهام الخاصة فى البلدين.

كما اتفقا على تعزيز التبادلات على مختلف المستويات وتعزيز التعاون فى مجالات التجارة والاستثمار وإقامة البنية الأساسية وزيادة الاتصالات والتنسيق بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولى ومكافحة الإرهاب والشؤون الدولية المهمة الأخرى لحماية الحقوق المشروعة للدول النامية.

وفى المحطة الأخيرة من زيارته، قال وانغ إن الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والمملكة العربية السعودية لا تزال تقوى الى جانب ان التعاون البراجماتى فى مجالات مثل التجارة والاقتصاد والطاقة حقق تقدما مطردا.

وقال إن البلدين حافظا على اتصالات قوية وتنسيق فى الشئون الدولية والإقليمية، وأضاف أن المملكة العربية السعودية وهى دولة نامية كبرى فى العالم العربى والإسلامى تعد شريكا استراتيجيا مهما للصين فى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

وفى الرياض اجتمع وانغ أيضا مع السكرتير العام لمجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزيانى، مؤكدا حماس الصين لتعزيز التعاون الاستراتيجى والعلاقات فى كل المجالات مع دول مجلس التعاون الخليجى.

تحقيق المزيد من الدعم والتفاهم

صرح دونغ مان يوان نائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية ان جولة وزير الخارجية فى الشرق الاوسط تظهر ان القيادة الصينية الجديدة تولى أهمية كبيرة للمنطقة.

وقد اقترحت الصين بالفعل بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد عبر أورآسيا وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين الذى يربط المحيط الهادئ والمحيط الهندى والمحيط الأطلنطى. ومن المحتمل أن يلتقى الطريقان فى الشرق الأوسط.

وخلال منتدى عقد حول الدبلوماسية الصينية فى عام 2013 قال وانغ انها ترتكز على تلك المقترحات الجديدة وان الصين سوف تعزز التعاون مع الدول العربية.

وأكد دونغ انه فى الوقت نفسه تلقى دعوة الصين المستمرة لإيجاد حل سياسى للأزمة السورية المزيد والمزيد من الدعم والتفاهم من المجتمع الدولى. وقال ان تصرف الصين بطريقة عادلة يجعلها تحظى بنفوذ أكبر وتؤدى دورا أكبر فى شؤون منطقة الشرق الأوسط.

/مصدر: شينخوا/