مقالة: خبراء صينيون: وفد المعارضة السورية يزور بكين بحثا عن"دور صيني أكبر" في ظل رياح معاكسة

بقلم إيمان جيانغ
بكين 17 أبريل 2014 / قال خبراء صينيون أن زيارة وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض الى بكين تأتي بحثا عن دعم ودور صيني أكبر لدفع الحل السياسي للأزمة الجارية في ظل اهتمام متراجع من جانب الولايات المتحدة والغرب لصالح القضية الأوكرانية وظروف معاكسة ميدانيا وسياسيا ودبلوماسيا.

والتقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأربعاء وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض برئاسة أحمد الجربا، والذي يزور الصين لمدة 4 أيام، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الوضع في سوريا ودفع الحل السياسي للأزمة السورية.

وقال قاو تسو قوى، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية التابع للمدرسة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في لقاء مع وكالة ((شينخوا))، إن زيارة الوفد السوري "طبيعية" في ضوء سعي المعارضة السورية إلى كسب مزيد من الدعم السياسي، وخاصة دعم دول كبرى ذات نفوذ في مجلس الأمن الدولي مثل الصين.

وتأتي زيارة الوفد إلى الصين في وقت أحرزت القوات الحكومية السورية تقدما على الأرض واستعادت مناطق وبلدات حدودية عديدة بعدما كانت خاضعة لسيطرة قوى المعارضة المسلحة، ما فتح الباب لجولة جديدة من مفاوضات جنيف. وهي المرة الأولى التي يقوم فيها الوفد بزيارة "يعلق عليها آمالا" للصين، بحسب قول الجربا.

وشاطره الرأي يين قانغ الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، مضيفا أن تحول اهتمام الولايات المتحدة والدول الغربية نحو أوكرانيا وضع حرب سوريا في"الزاوية المنسية تقريبا".

وأضاف يين قانغ بقوله أنه في ضوء هجوم الكيماوي المزعوم الأخير في بلدة كفر زيتا بريف حماة، أن موقف الغرب ولا سيما الولايات المتحدة لم يكن كما كان قبل عام إبان تفجر قضية السلاح الكيماوي التي كانت بمثابة " بؤرة تجمع" للقوى الغربية لإدانة الحكومة السورية والتهديد بالجوء إلي الخيار العسكري.

وتابع الخبير قائلا " لا يمكن تجاهل أيضا ما يجرى على الساحة السياسية داخل سوريا حاليا واستعدادات الحكومة السورية للانتخابات المقررة فى يوليو المقبل كتطور آخر لا يصب في مصلحة المعارضة".

وأجمع الخبراء على انه" في مثل هذه الظروف المعاكسة ميدانيا ودبلوماسيا وسياسيا، يأمل الائتلاف الوطني أن تقف الصين بشكل أقرب على حقيقة الوضع في سوريا ما يساعد في المفاوضات المقبلة".

وصرح الجربا لدى اجتماعه مع وزير الخارجية الصيني بأنه يرغب في المشاركة في جولة ثالثة من محادثات جنيف "بشرط أن تبدي الحكومة السورية جدية في المحادثات"، وهو موقف اعتبره الخبراء " تراجعا قليلا في الموقف المتصلب" للائتلاف.

ورأى قاو دعوة المعارضة لزيارة الصين تدل على أن الصين تبذل أقصى جهودها لايجاد حل سياسى للأزمة فى أسرع وقت ممكن.وليست هذه هي المرة الأولى التي تتواصل فيها الصين مع المعارضة السورية. فمنذ اندلاع الأزمة السورية، أجرت الصين اتصالات عديدة مع المعارضة السورية في مناسبات مختلفة، كما دعت المعارضة إلى زيارة بكين في وقت سابق.

وأشار قاو إلى أن الصين تتمسك بموقف ثابت تجاه الأزمة السورية، وتعمل على التوسط بين الأطراف المعنية بشكل نشط ومتوازن لدفع كافة الأطراف فى الأزمة الى الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل الى توافق بشأن إنهاء الأزمة.

ولفت الخبير إلى أن تأثير الصين بشأن المسألة السورية يتزايد مع أعمالها عبر قنوات متعددة من حيث الاتصالات بالأطراف المختلفة وتقديم المساعدة في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية من بين جهود أخرى تلقى دعما وتفاهما من عدد من دول المنطقة، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة، إذ ترى بعض الدول أن دورا أكبر للصين في الأزمة السورية يتماشى مع المصالح المشتركة الإقليمية والدولية.

ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أنه لا يجب أن يتم تحميل الصين مسؤولية أكثر مما ينبغي فيما يتعلق بالقضية السورية، ويكفي بكين أن تلعب دور الاتصال والتنسيق، لأن حل الأزمة في أيدي السوريين أنفسهم حكومة ومعارضة.

/مصدر: شينخوا/