تقرير إخباري: رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى نسخة حديثة للتعاون بين الصين وأفريقيا

أديس أبابا 5 مايو 2014 / اقترح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الاثنين أن تعمل الصين وأفريقيا سويا على استحداث نسخة جديدة من تعاونهما الشامل

وفي كلمة له بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، شرح لي كه تشيانغ سياسة الصين تجاه أفريقيا وأكد التزام بكين بمزيد من تعميق الشراكة التعاونية الشاملة بين الصين وأفريقيا.

وطرح رئيس مجلس الدولة الصيني، الذي يزور أفريقيا للمرة الأولى منذ توليه المنصب في مارس 2013، أربعة مبادئ تغطي ستة مجالات ، مؤكدا أهمية وجود ساحة واحدة أمام العملاق الآسيوي والقارة الواعدة لتنفيذ عملية تحديث العلاقات.

وقال لي كه تشيانغ إن أفريقيا، المفعمة بالحيوية والنشاط حاليا، عدلت من وضعها وأصبحت قطبا مهما في السياسة العالمية، وقطبا جديدا في النمو الاقتصادي العالمي، وقطبا زاهيا في الحضارة البشرية.

ومن أجل مزيد من توطيد التعاون الثنائي، اقترح رئيس مجلس الدولة الصيني أن يلتزم الجانبان بأربعة مبادئ تتمثل في التعامل مع بعضهما البعض بإخلاص ومساواة، وتقوية التضامن والثقة المتبادلة، والسعي بشكل مشترك إلى تنمية شاملة، والنهوض بالابتكار في التعاون العملي الثنائي.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين وأفريقيا تتقاسمان حاليا مزيدا من المصالح المشتركة وتقيمان أساسا أقوى للتعاون، اقترح لي كه تشيانغ أن يغتنم الجانبان الزخم ويفتحان فصلا جديدا في التعاون الثنائي.

وحدد رئيس مجلس الدولة الصيني ستة مجالات ، هي الصناعة والمال والحد من الفقر والحماية الإيكولوجية والتبادلات الشعبية والسلام والأمن ، والتي من خلالها يمكن للجانبان القيام بقفزة إلى الأمام .

وفيما يتعلق بالتعاون الصناعي ، أشار لي كه تشيانغ إلى النمو السريع في التجارة الثنائية على مدار السنوات الأخيرة، وحث الجانبين على دفع حجم التجارة الثنائية إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020، وزيادة الاستثمار المباشر التراكمي للصين في أفريقيا إلى 100 مليار دولار.

وصل حجم التجارة بين الصين وأفريقيا إلى 219.2 مليار دولار في عام 2013.

والصين مستعدة لتوسيع أطر تعاونها مع أفريقيا في مجالات مد الطرق والسكك الحديدية والاتصالات وشبكات الكهرباء والبنى التحتية الأخرى من أجل مساعدة القارة السمراء على تحقيق الترابط الإقليمي ، حسبما قال رئيس مجلس الدولة الصين، مضيفا أن بكين تشجع الشركات الصينية كذلك على تنفيذ مشروعات مشتركة مع شريكاتها الأفريقية في مسعى لتحسين صناعة الطيران الإقليمية لأفريقيا .

ولفت رئيس مجلس الدولة الصيني إلى حلم ربط العواصم الأفريقية بخط سكك حديدية سريع، قائلا إن الصين ترغب في استغلال التكنولوجيات العالمية الرائدة لديها في هذا المجال لمساعدة القارة السمراء على تحقيق الحلم من أجل تحسين المواصلات والتنمية في أرجاء أفريقيا.

وفي المجال المالي، قال لي كه تشيانغ إن الصين قررت زيادة قروضها لأفريقيا بواقع 10 مليارات دولار، ليصل إجمالي المبالغ التي صدرت تعهدات بشأنها إلى 30 مليار دولار، وزيادة قيمة صندوق التنمية الصيني- الأفريقي بواقع ملياري دولار إلى 5 مليارات دولار.


وبالنسبة للحد من الفقر، تعتزم الصين تدريب ألفي فني زراعي ومتخصصين في مجال الإدارة بأفريقيا على مدار السنوات الخمس القادمة، كما تركز مساعداتها على مجالات الرعاية الاجتماعية مثل مياه الشرب والوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها.

وشدد رئيس مجلس الدولة الصيني على أن الحماية الإيكولوجية مسئولية مشتركة للبشرية جمعاء، موضحا أن الحكومة الصينية تعتزم توفير مساعدات مجانية لأفريقيا بقيمة 10 ملايين دولار لحماية الحياة البرية والنهوض بالأبحاث المشتركة في مجال حماية التنوع البيولوجي والوقاية من التصحر والسيطرة عليه والإرتقاء بالزراعة الحديثة.

وبخصوص التبادلات الشعبية، قال لي كه تشيانغ إن الصين بصدد تنفيذ مشروعها للمواهب الأفريقية بطريقة شاملة، وتعتزم تقديم 18 ألف منحة دراسية حكومية للدول الأفريقية ومساعدتها في تدريب 30 ألف متخصص في مجالات عديدة كما هو مقرر.

وحول السلام والأمن ، قال لي كه تشيانغ إن الصين تدعم أفريقيا فيما يتعلق بحل مشكلاتها بطريقة أفريقية، ومستعدة لمساعدة القارة السمراء على بناء قدرتها في مجالات مثل حفظ السلام ، ومكافحة الإرهاب ، ومواجهة القرصنة.

وتعتزم الصين أيضا تقديم 50 مليون يوان (حوالي 8 ملايين دولار) أخرى لدولة جنوب السودان كمساعدات إنسانية لمساعدة الدولة الأفريقية على التعامل مع الأزمة الإنسانية ، على حد قول لي كه تشيانغ.

كما أشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن منتدى التعاون الصيني -الأفريقي يمثل ساحة مهمة لتعميق العلاقات الثنائية، داعيا إلى جهود مشتركة لتحسين هذه الآلية وجعلها أكثر براغماتية وكفاءة.

استمع حوالي 1500 موفد من إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ودول أخرى ومنظمات دولية إلى كلمة رئيس مجلس الدولة الصيني في مركز الاتحاد الأفريقي للمؤتمرات. وألقى رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم دسالين ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني - زوما كلمتين في الحدث أيضا.

وقالت دلاميني - زوما إن أفريقيا والصين تتقاسمان التزاما تجاه المصير المشترك، مضيفة أن أفريقيا مستعدة للعمل مع الصين ليس فقط في مجال الحد من الفقر ولكن أيضا في مجال العصرنة.

وأشاد القادة الأفارقة بجولة لي كه تشيانغ التاريخية في القارة، واتفقوا على أن التواصل الصيني - الأفريقي نموذج كلاسيكي للتعاون متكافئ الكسب، وأن الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين سوف تتقوى بصورة أكبر.

وفي اجتماعه مع دلاميني - زوما قبل الحدث، أشاد لي كه تشيانغ بالاتحاد الأفريقي واصفا إياه براية للدول الأفريقية الرائدة نحو التضامن والتقدم، قائلا إن الصين تدعم بثبات نهج أفريقيا نحو السلام والتنمية.

ومن جانبها، أثنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بالصين، واصفة إياها بصديق حقيقي لأفريقيا ، مشددة على التزام المفوضية المستمر بلعب دور فعال في دفع العلاقات الأفريقية - الصينية.

وبعد إلقاء الكلمات، زار كل من لي كه تشيانغ وهايله مريم ودلاميني - زوما خط سكك حديدية أقامته الصين ومعرضا صينيا للطيران.

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى تقدم السكك الحديدية ومعدات الطيران الصينية وسمعتها الدولية الجيدة فضلا عن التكلفة الفعالة، مضيفا أن الصين ترغب في تعزيز تعاونها مع أفريقيا في هذه المجالات.

ومن بين نشاطات أخرى، تفقد لي كه تشيانغ يوم الاثنين مشروعا للسكك الحديدية السريعة في أديس أبابا برفقة هايله مريم. ويعد المشروع الذي تم تعهيده للصين الأول من نوعه في إثيوبيا، وفي شرق أفريقيا ككل.

وفضلا عن هذا، أصدرت الصين والاتحاد الأفريقي بيانا مشتركا حول التعميق الشامل للتعاون الودي الثنائي، إضافة إلى الخطوط العريضة لبرنامج مشترك لتعزيز التعاون في مجال الحد من الفقر.

تعد إثيوبيا المحطة الأولى في جولة لي كه تشيانغ بأفريقيا والتي تشمل أربع دول، ويزور خلالها أيضا كلا من نيجيريا وأنغولا وكينيا.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية يوم الأحد ، أجرى لي كه تشيانغ محادثات مع هايله مريم، وتعهد الزعيمان بدفع التعاون الثنائي قدما.

وللمرة الأولى ، رافقت تشنغ هونغ، زوجة رئيس مجلس الدولة الصيني،لي كه تشيانغ في جولته الخارجية. وزارت الأستاذة الجامعية يوم الاثنين جامعة أديس أبابا، حيث أجرت فعاليات متنوعة وتواصلت مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب ، وتبرعت للجامعة بدفعة من الكتب وأجهزة الكمبيوتر.

/مصدر: شينخوا/