دمشق 9 نوفمبر 2012/ حذر الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس من كلفة الغزو الأجنبي لبلاده، إذ يتأرجح ميزان القوى في هذه البلد الذي تجتاحه اضطرابات حيث أعلن المتمردون السوريون سيطرتهم على بلدة حدودية أخري مع تركيا.
وفي مقابلة خاصة أجرتها معه قناة ((روسيا اليوم)) وتم بثها اليوم (الجمعة)، حذر الأسد من التداعيات المحتملة للصراع الداخلي في البلاد إذا ما أصر الغرب على غزو أجنبي مسلح.
وقال للقناة "أعتقد أن كلفة الغزو الأجنبي لسوريا، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها لأنه إذا كانت هناك مشكلات في سوريا، خصوصا وأننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر "الدومينو" الذي سيؤثر على العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادىء".
كما ذكر الرئيس (47 عاما)، الذي كان يتحدث الانجليزية وتصاحبه ترجمة إلى اللغة العربية، " أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر، أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وعلى أن أعيش وأموت في سوريا".
وبعد مرور 20 شهرا، لم تبد الاضطرابات الداخلية أى علامات على الخفوت حيث تشتبك القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في قتال ضار من أجل السيطرة على المواقع الاستراتيجية في أنحاء البلاد.
فقد أفادت الأنباء بأن مقاتلي الجيش السوري الحر استولوا على بلدة على الحدود التركية يوم الخميس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع القوات الحكومية اسفرت عن سقوط 10 قتلي.
وتعد البلدة، الواقعة في محافظة الحسكة المنتجة للنفط شمال شرقي سوريا على بعد 600 كم من دمشق، معبرا هاما يمكن ان يفتح طريقا آخر لنقل الامدادات الاستراتيجية إلى المعارضة.
بيد أنه ليس بالإمكان التحقق بشكل مستقل من هذا التقرير.
كما تأججت أعمال العنف في العاصمة دمشق حيث لقى سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم يوم الخميس في حوادث منفصلة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية ((سانا)).
وذكرت سانا أن "إرهابيين" فجروا سيارة مفخخة في منطقة بضواحي دمشق، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرات آخرين.
وفي حى الميدان بدمشق، انفجرت ثلاث من قذائف الهاون، ما اسفر عن مقتل سيدة وطفل وإصابة آخرين.
وقال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت في بساتين كفر سوسة بدمشق بين القوات الحكومية والمقاتلين المسلحين، وسمع دوى قصف وإطلاق نار بشكل متقطع.
ومن ناحية أخرى، أفادت سانا بأن قوات الجيش قتلت عددا من الإرهابيين خلال عمليات مداهمة مخابئهم في ضواحي مدينة أدلب الشمالية.
وفي جانب المعارضة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن القوات الحكومية قصفت عددا من المواقع الساخنة، لتصل حصيلة القتلى يوم الخميس إلى 92 شخصا من بينهم 27 من المدنيين و 27 من المقاتلين المتمردين و 38 من الجنود النظاميين.
غير انه ليس بالإمكان التحقق بشكل مستقل من هذه التقارير.
وقد بدأت دول الجوار تستشعر تأثير أعمال العنف الدائرة داخل سوريا اذ انه لم يحرز الا تقدم ضئيل في استعادة السلام في هذا البلد الواقع بالشرق الأوسط .
وأفادت إذاعة إسرائيل بأن ثلاث قذائف هاون ضالة سقطت يوم الثلاثاء في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية - السورية فيما يعتقد مسؤولو الدفاع أنها ذات صلة بالقتال الدائر داخل سوريا.
وكانت تصريحات مسؤولي الأمن إيجابية، إذ قالوا إنه لا توجد نوايا ضد إسرائيل، ولكن قوات الأمم المتحدة كثفت دورياتها على الحدود للحيلولة دون وقوع أى احتكاك بين البلدين عقب وقوع عدد من مثل تلك الحوادث.
وذكر مارتين نسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن "هناك مناوشات متفرقة تقع بين قوات الأمن السورية وجماعات المعارضة المسلحة في المنطقة العازلة بالجولان".
وقال إن هذا النشاط "قد يعمل على تصعيد التوترات بين إسرائيل وسوريا ويعرض وقف إطلاق النار بين البلدين واستقرار المنطقة للخطر".
تجدر الإشارة إلى ان إسرائيل استولت على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب الشرق الأوسط عام 1967 وضمتها إليها بعد ذلك، وهو إجراء لم يعترف به المجتمع الدولي.
وتم تشكيل منطقة منزوعة السلاح بعد حرب 1973 التى حاولت خلالها سوريا استعادة هذه الهضبة الاستراتيجية ، وتدعو سوريا إلى انسحاب إسرائيل التام من المنطقة وجعلت من ذلك شرطا لصنع السلام مع إسرائيل.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn