عباس يقطع زيارته إلى أوروبا بسبب التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة

رام الله 15 نوفمبر 2012 / قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الخميس)، زيارته الحالية إلى دول أوروبية عائدا إلى رام الله في الضفة الغربية بسبب التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة منذ أمس الأربعاء.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من سويسرا التي يزورها رفقة عباس لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية "قرر الرئيس العودة إلى الوطن اليوم وإنهاء جولته الخارجية بسبب الأوضاع والأحداث الحاصلة في قطاع غزة".

وكان عباس يزور منذ أمس الأربعاء سويسرا على أن يتوجه لاحقا إلى فرنسا في إطار حشد الدعم لطلب نيل فلسطين صفة مكانة غير عضو من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من الشهر الجاري وفق ما أعلن مطلع هذا الأسبوع.

وذكر عريقات أن عباس "طلب اجتماعا طارئا للجامعة العربية سيعقد السبت المقبل علي مستوى وزراء الخارجية، وتحدث مع الرئيس المصري محمد مرسي ومبعوث الأمم المتحدة روبرت سيري والإدارة الأمريكية بهدف وقف التصعيد".

وبدأت إسرائيل عصر أمس، عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "عمود السماء" شنت خلال أكثر من 70 غارة جوية على قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا حتى الآن بينهم القيادي العسكري البارز في حركة حماس أحمد الجعبري، كما أسفرت عن اصابة أكثر من 100 بجروح.

وردت حماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة بإطلاق 150 قذيفة صاروخية على جنوب إسرائيل التي أعلنت مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرين أثر سقوط صاروخ (غراد) على مدينة كريات مردخاي.

واعتبر عريقات أن " تصعيد العدوان على قطاع غزة لن يخدم مصالح أي جهة (..) العنف لا يؤدي إلا إلى مزيد من العنف، وإسرائيل تكون مسئولة عن نتائج وتبعات هذه الجرائم ضد الشعب الأعزل في قطاع غزة". وتابع قائلا " إسرائيل تهدف إلى حرب داخلية وخارجية لذلك لابد لدول العالم من مساعدتنا لتثبيت الهدوء ومنع توسيع العدوان الإسرائيلي"، محذرا من أن "الجميع يحدث عن تهدئة لكن إسرائيل على جدول أعمالها العدوان والحرب".

وعقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس اجتماعا طارئا لبحث التوتر المتزايد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حسب ما ذكر دبلوماسيون.

وأعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس خلال الاجتماع، دعم بلادها لإسرائيل في ردها العسكري على الهجمات الصاروخية "الإرهابية" من قطاع غزة.

وعبر عريقات، عن رفضه وإدانته للتصريحات الأمريكية، معتبرا أنها "تبرر العدوان على قطاع غزة وتقول إن إسرائيل تدافع عن نفسها أي دفاع عن النفس هذا (..) هذا عدوان سافر يستحق الإدانة ويستحق وقفه".

وطلبت البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة في رسائل وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (الهند) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحرك دولي لوقف "تصعيد إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، عدوانها العسكري ضد الشعب الفلسطيني خاصة قي قطاع غزة، بما فيها عمليات القتل خارج نطاق القانون".

وجاء هذا التصعيد بعد 24 ساعة من انحسار جولة من التوتر في قطاع غزة بدأت السبت الماضي وخلفت مقتل 7 فلسطينيين وجرح 50 آخرين في مقابل إصابة 8 إسرائيليين بينهم 4 جنود بجروح.

ومثلت هذه التطورات أعنف توتر يشهده قطاع غزة منذ عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على القطاع نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 وخلفت مقتل 1400 فلسطيني وعشرة إسرائيليين.

/مصدر: شينخوا/