تقرير اخباري: الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان المناطق الحدودية في غزة الرحيل عن منازلهم

غزة 20 نوفمبر 2012/دبت حالة من الفزع سكان عدة مناطق متاخمة للسياج الفاصل مع إسرائيل ومناطق أخرى أكثر عمقا في مدينة غزة بعد أن ألقت طائرات إسرائيلية يوم الثلاثاء منشورات تطالبهم بترك منازلهم حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.

وألقت طائرات إسرائيلية بعد ظهر الثلاثاء منشورات على عدة أحياء في قطاع غزة داعية المدنيين إلى إخلاء منازلهم حفاظا على سلامتهم في إنذار بأن القوات الإسرائيلية ستشن هجوما بريا على قطاع غزة على الرغم من جهود التهدئة.

وكتبت المنشورات الملقاة باللغة العربية وتحمل رسالتين كل منهما اشتملت على رسم كروكي لمناطق في مدينة غزة. ووجهت الرسالة الأولى إلى سكان أحياء شيخ عجلين، وتل الهوى، والرمال الجنوبي، وحي الزيتون والشجاعية التركمان والشجاعية الجديدة.

وجاء في نص الرسالة "من أجل سلامتكم أنتم مطالبون بإخلاء منازلكم فورا والتحرك باتجاه مركز مدينة" عبر شوارع معينة حددتها في مدينة غزة.

وأشارت إلى أن "التمركز في مدينة غزة محصور على التواجد غربا لطريق صلاح الدين وشمالا لطريق عمر المختار وشرقا لطريق النصر وجنوبا لطريق القدس".

فيما خاطبت الرسالة الثانية سكان أحياء العطاطرة وبيت لاهيا وبيت حانون أنه يجب عليهم إخلاء منازلهم فورا والتوجه إلى مركز مدينة غزة عبر طرق الفالوجة والعودة وصلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه.

وأشارت أيضا إلى أن"التمركز في مدينة غزة محصور على التواجد غربا لطريق صلاح الدين وشمالا لطريق عمر المختار وشرقا لطريق النصر وجنوبا لطريق القدس".

وألقيت المنشورات وسط وقع الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ ثمانية أيام مما اجبر سكان المنطقة للملمة ما أمكن من أمتعة وفراش والبحث عن ملاذ آمن.

ويقول أحمد الخطيب وهو يقف على ناصية شارع في حي الزيتون شرق مدينة غزة وحوله أفراد عائلته وبعض الفراش والأمتعة ملقاة على الأرض لـ((شينخوا))، "انتظر العثور على سيارة أجرة تقلني إلى أي مكان بعيد عن هنا".

ويضيف الخطيب وقد بدت على وجهه ووجه أطفاله معالم الخوف والهلع "لا أعرف أين سأذهب لكني تلقيت مكالمة من صديق رأى المنشور الإسرائيلي ودعاني إلى الرحيل من منزلي".

ويقول محمد تمراز من سكان تل الهوى بينما كان هو الآخر يضع أمتعته وبعض الفراش في سيارته بينما كان أطفاله ينقلونها من المنزل على عجل لـ((شينخوا))، "قرأت خبر المنشور ورأيته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وبينما كنت أنظر إلى صورة المنشور رأته زوجتي فأصيبت بالهلع وقالت لن أبقى ساعة في المنزل".

ويضيف تمراز "لم أفكر في الأمر كثيرا فاتخذنا القرار بالرحيل عن الحي فورا على الرغم أننا ما زلنا لا نعرف وجهتنا".

وتستقل زوجة تمراز سيارته وهي تحمل طفليها وهم يصرخون خوفا وقد بدت على وجهها ملامح الهلع قائلة لزوجها "هيا لنذهب بسرعة فقد طلب المنشور أن نخلي المنزل فورا".

وتهدد إسرائيل التي أعلنت استدعاء 75 ألف جندي احتياط بشن هجوم بري على قطاع غزة بعد 7 أيام من غارات جوية مكثفة ضمن عملية "عماد السماء" التي خلفت حتى الآن مقتل أكثر من 120 فلسطينيا وجرح أكثر من ألف آخرين.

وتوجه الكثير من الناس إلى مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كملاذ لهم في المناطق التي حددها المنشور.

وكانت (أونروا) قد أعلنت يوم الاثنين أنها فتحت مدارسها أمام الفلسطينيين الراغبين بترك منازلهم، وآخرين ممن دمرت منازلهم جراء الغارات الإسرائيلية.

واكتظت المدارس بالفارين من منازلهم بسرعة كبيرة بعد إلقاء المنشورات، فيما فضل البعض الذهاب إلى منازل أقارب لهم بعيدة عن المناطق التي حددتها المنشورات الإسرائيلية.

ويقول محمد حسنين من منطقة الشجاعية وقد اصطحب عائلته المكونة من سبعة أفراد وجلس في أحد فصول مدرسة تابعة لـ(أونروا)، "هذه هي المرة الثانية التي أشرد فيها وعائلتي من المنزل فقد هربنا منه خلال عملية الرصاص المصبوب".

وأصدرت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة بيانا حول المنشورات الإسرائيلية، قائلة إن "العدو استخدم كل سبل إرهابه وبطشه على مدار سبعة أيام لم يستطع أن يثني شعبنا عن مواصلة طريقه، وقد وجد نفسه عاجزا بكل المقاييس".

وأضاف البيان أن "العدو ألقى منشورات اليوم لبث الرعب والخوف في صفوف المواطنين في إطار الحرب النفسية عله يحقق بذلك مبتغاه ولكن أنى له ذلك، فإن من صمد تحت نار الصواريخ والقذائف لن ترهبه تهديدات جوفاء".

ودعا البيان الفلسطينيين، إلى "عدم التعاطي مع ما يتم تداوله من شائعات، وأن يمارسوا حياتهم بشكل اعتيادي، والتواصل مع الأجهزة الأمنية" عبر أرقام هواتف نشرتها على موقع الوزارة.

وجاء إلقاء المنشورات بالتزامن مع حديث قوي عن إمكانية تحقيق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل ليلة الثلاثاء حيث قال مصدر فلسطيني مطلع لـ((شينخوا))، إن التهدئة ستدخل حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة.

وذكر المصدر أن مؤتمرا صحفيا سيعقد ما بين الساعة الثامنة والتاسعة مساء بالتوقيت المحلي للقاهرة بحضور قيادات من حركتي حماس والجهاد الاسلامي والوسيط المصري للإعلان ع ن بدء سريان التهدئة ووقف اطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل في غزة عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي.

وأعلن الرئيس المصري محمد مرسي، أن "مهزلة العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة ستنتهي يوم الثلاثاء، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

لكن حسنين لم يقتنع بما سمعه من أخبار حول التهدئة قائلا لـ((شينخوا))،"منذ عدة أيام يتحدثون عن جهود للتهدئة بين (حماس) وإسرائيل تقودها مصر لكن شيئا لم يتحقق".

/مصدر: شينخوا/