صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 29 نوفمبر عام 2012- الصفحة رقم:21
قال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصورفي مؤتمر صحفي عقده يوم 27 نوفمبر الحالي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن مشروع قرار لمنح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة سيقدم يوم 29 نوفمبر الحالي، حيث تعتبر هذه اللحظة تاريخية بالنسبة للجمعية العامة وفلسطين. وأن تمرير هذا القرار سوف يغير وضع فلسطين القانوني إلى دولة غير عضو، مراقبة في الأمم المتحدة، ورفع مستوى فلسطين من كيان مراقب الى دولة مراقبة. وإن الموافقة على عضوية فلسطين مراقبة في الامم المتحدة تعتمد ببساطة على تصويت اكثر من ثلثي الاعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت، ولا يحق لاي دولة دائمة العضوية استخدام حق النقض(الفيتو) اثناء التصويت.
لقد انتظرت فلسطين وقتا طويلا لهذه اللحظة التاريخية. فقد تم إعلان قيام دولة فلسطين في الجزائرفي 15 نوفمبر 1988،واعترف بها رسميا من قبل 137 بلدا، ولكن لم يعترف بها كدولة مراقبة في الأمم المتحدة. وإذا تم رفع مستوى فلسطين من كيان مراقب الى دولة مراقبة في الامم المتحدة، سيرفع من وضع فلسطين السياسي والقانوني من قبل المجتمع الدولي.وقد لوح رياض منصورفي المؤتمر الصحفي الى رفع قضايا ضد اسرائيل بارتكاب جرائم حرب الى المحكمة الجنائية الدولية في حال رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الامم المتحدة من كيان مراقب الى دولة مراقبة.ويعتقد المحللون أن وضع دولة مراقب لفلسطين سيسمح بالانضمام الى عدد من المنظمات والمعاهدات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، مما تتوقعأن يتخذ القانون الدولي اجراءات قانونية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها وإجبارها على وقف أو إزالة الاستيطان من الضفة الغربية.
تعتقد جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية في تحليل لها نشرته على موقعها الالكتروني يوم 28 نوفمبر الحالي أن رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الامم المتحدة من كيان مراقب الى دولة مراقبة اهم الانشطة السياسية التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية في الوقت الراهن،كما يعتبر اكبر حدث فلسطيني على الساحة السياسية الدولية.
بذلت فلسطين جهودا كبيرة لتصبح عضوا كاملا في الامم المتحدة في العام الماضي، لكن المساعي الامريكية والاسرائيلية القوية لعرقلة ذلك الطلب،مما تقطعت بهم السبل. كما كان وضع الولايات المتحدة من رفع مستوى التمثيل الفلسطيني الى دولة مراقبة في الامم المتحدة في شهر سبتمبر من هذا العام لا يزال حرجا.وقام الرئيس الامريكية باراك اوباما شخصيا باقناع رئيس السطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس على التخلي عن الطلب، ولكن لم ينجح.
يعتقد الراي العام العربي أن طلب فلسطين العضوية في الامم المتحدة شكل اكبر ضغوطات سياسية ودبولماسية على اسرائيل.وكشفت صحيفة " الاخبار الجديدة" الاسرائيلية عن أن كبار المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية كرروا معارضة اسرائيل بشدة خطوة فلسطين للانظمام الى الامم المتحدة،وأكدوا أنه وفقا للاتفاق تم التوصل اليه بين الجانبين فإن الامور الهامة مثل طلب الانظمام الى الامم المتحدة بحاجة الى معالجتها من خلال المفاوضات، وإن اصرار فلسطين القيام على ذلك لوحدها، لا يتعارض فقط مع الاتفاق،لكنه ايضا لا يفضي الى تقدم عملية السلام في الشرق الاوسط الى الامام.
إن تقديم فلسطين طلب لرفع عضويتها إلى دولة مراقبة بالأمم المتحدة في اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى والذى يواكب يوم 29 نوفمبرله اهمية خاصة بالنسبة للفلسطينين. ووفقا لما قاله رياض منصور فإن هناك حاليا ما يقرب من 60 مؤيدا للقرار الفلسطيني وأنه من المتوقع أن يزيد العدد عند التصويت في الجمعية العامة،كما أن رياض منصور واثق من اعتماد القرار.
وقد كانت فرنسا باعتبارها دائما في مجلس الامن الدولي اول دولة اوروبية كبرى تؤيد علنا ترقية فلسطين الى دولة مراقبة في التصويت في الجمعية العامة. واشار السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت الى ان بلاده لم تأخذ بعد قرارا بشأن الطلب الفلسطيني باعطاء فلسطين صفة مراقب في الامم المتحدة، وأن بريطانيا ترى ان على الفلسطينيين ارجاء الحصول على العضوية في الامم المتحدة الى وقت لاحق وانها ستعلن موقفها الرسمي في الوقت المناسب.ووفقا لما ذكرته هيئة لإذاعة العامة الاسترالية يوم 28 نوفمبر الحالي، فإن ضغوظ من حزب العمال الحاكم أجبر رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد على تغيير موقفها المناهض لرفع المستوى التمثيلي لفلسطين في الامم المتحدة،وقد قالت انها سوف تمتنع عن التصويت في انتخابات بشأن هذه المسألة يوم 29 نوفمبر الحالي في الامم المتحدة.
وذكرة جريدة الجمهورية المصرية يوم 28 نوفمبر الحالي، ان تقدم فلسطين بطلب منحها صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة مطلب معقول ومشروع،ويستحق دعم دولي واسع النطاق. وفي الواقع، إن اعلان فرنسا واسبانيا وغيرها من الدول الاخرى عن تقديم دعمها للفلسطينين في اللحظة الاخيرة هي استجابة عقلانية ورشيدة.وتظهر ايضا أن القضية العادلة مهما كانت في المعاملات بين الناس او في الشؤون الدولية تحظى بتاييد وفير.
ويعتقد تانغ جي تشاو باحث مشارك في معهد دراسات قضايا غرب آسيا وشمال افريقيا بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن مجموعة من العوامل المتنوعة ترجح نجاح المطلب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو (عضو مراقب) في الأمم المتحدة في هذه اللحظة، حيث ان القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الجوهرية في الشرق الاوسط يجري تهميشها منذ فترة طويلة، ويأمل الفلسطينيون من خلال هذا التحرك الى ايقاض صحوة اهتمام المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت، ظهورتعديلات رئيسية في الوضع الجغرافي والسياسي والامني في الشرق الاوسط بسبب التغيرات التاريخية الكبيرة التي حدثت في العالم العربي.
إن نجاح فلسطين في الحصول على دولة مراقبة في الامم المتحدة ينهض بمستوى فلسطين الدولي، وحل مناسب لدفع عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية إلى الأمام. ولكن تبقى اسرائيل وامريكا اكبر عقبة الآن. ومن المحتمل أن يؤدي نجاح فلسطين في رفع مستواها التمثيلي الى دولة مراقبة في الامم المتحدة على المدى القصير الى تحفيز إسرائيل والولايات المتحدة على اتخاذ تدابير مضادة ضد الشعب الفلسطيني، على سبيل المثال، عقوبات اقتصادية،مقاطعة عملية المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية، كما يمكن أن يعرض اتفاق وقف اطلاق النارالذي تم توصل اليه بين الفلسطين واسرائيل ويتحول الى صراع فلسطيني ـ اسرائيلي مرة اخرى.ولكن على المدى الطويل، سوف يكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية هوالاتجاه السائد،وسيساهم في النهوض بعملية السلام في الشرق الاوسط وحل مبكر للقضية الفلسطينية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn