غزة 10 ديسمبر 2012 /أنهى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل اليوم (الاثنين)، زيارة هي الأولى له لقطاع غزة استمرت 4 أيام، كرس خلالها زعامته للحركة.
وغادر مشعل رفقة عضوا المكتب السياسي لحماس عزت الرشق ومحمد نصر قطاع غزة عبر معبر رفح البري مع مصر، فيما بقي نائبه موسى أبو مرزوق في القطاع لقضاء مزيد من الوقت مع عائلته في مدينة رفح التي ينحدر منها.
وشارك مشعل خلال زيارته الأولى إلى غزة في مهرجان الذكرى السنوية 25 لانطلاقة حركة حماس الذي أقيم أول أمس السبت قبل موعده الرسمي في 14 من الشهر الجاري، إلى جانب عقده سلسلة لقاءات مع ممثلي فصائل فلسطينية وأسر ذوي قتلى وجرحى وأسرى سابقين أفرجت عنهم إسرائيل في القطاع.
كما عقد مشعل سلسلة لقاءات داخلية مع قيادات حماس في قطاع غزة بحثت خلالها سياسات الحركة في المرحلة المقبلة ومصير تحالفاتها الداخلية والخارجية إلى جانب إتمام أطرها القيادية.
وقال مصدر مسئول في حماس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن زيارة مشعل إلى غزة وما عقده من لقاءات داخلية " وحدت إطار الحركة من ناحية القرار والمشروع والمنهج والأهم الانسجام داخل القيادة".
واعتبر المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مشعل كرس في زيارته قيادته للمكتب السياسي لحماس ومكانته كزعيم للحركة إلى جانب حشد قيادات الحركة وراء موقف موحد باتجاه عديد القضايا على رأسها ملف المصالحة الفلسطينية.
واحتفى آلاف من أنصار حماس بمشعل ومرافقيه من قيادات حماس التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ منتصف عام 2007 فور وصوله غزة ظهر يوم الجمعة الماضي وطوال محطات جولاته المختلفة على مدى أيام زيارته.
وينحدر مشعل (56 عاما) من الضفة الغربية وهو على رأس المكتب السياسي لحماس منذ العام 1996 وكان أعلن أخيرا رغبته التخلي من منصبه وتردد أنه رفض ضغوطات داخلية وخارجية لإثنائه عن ذلك.
وقال المصدر في حماس، إن أمر رئاسة المكتب السياسي لم يحسم بشكل نهائي "غير أن مشعل قدم انطباعا لا يمكن تجاوزه بأنه الزعيم الأكثر كاريزما وربما شعبية داخل حماس وكأنه حسم مسبق للأمر".
وأضاف المصدر "ظهر مشعل في غزة يمتلك حيوية ونشاطا وقدرة وكاريزما قيادية لا يمتلكها أي قائد آخر في حماس"، معتبرا أن "احتمالات التجديد له باتت شبه محسومة خاصة أن من قيادات حماس لن تفكر حتى في التقدم لمنافسته".
ورأى المصدر، أن "الاستقبال الذي حظى به مشعل خصوصا من أنصار حماس في قطاع غزة سيمنحه دافعا لأن يكون المرشح الوحيد والأقوى والأكثر إجماعا داخل الحركة للاستمرار في منصبه لولاية جديدة".
ولوحظ على هامش تنقل مشعل في غزة تسميته من قبل رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس والقيادي البارز في الحركة إسماعيل هنية بـ"زعيم حركة حماس" وهو مصطلح أطلق فقط سابقا على مؤسس الحركة أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في العام 2004.
في المقابل، استخدم مشعل للمرة الأولى اسم "زعيم حماس في غزة" في وصف هنية.
وقال متابعون للشأن الداخلي لحماس، إنه "إما أن يكون هناك ترتيبا جديدا في الحركة لحين إجراء انتخابات المكتب السياسي، أو أن يكون قد جرى الاتفاق على تحديد مسئوليات كل من هنية ومشعل في الحركة".
وكان مشعل وقع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في فبراير من العام الماضي اتفاقا رعته قطر لتشكيل حكومة مستقلين لإجراء انتخابات عامة خلال 6 شهور بهدف إنهاء الانقسام الداخلي.
وقوبل الاتفاق حينها باعتراضات من قيادات حماس في غزة الذين رفضوا تولى عباس لحكومة التوافق وحالت الخلافات بعد ذلك في المضي بتنفيذ اتفاق المصالحة حتى أوقفت الحركة الإسلامية عمل لجنة الانتخابات المركزية في القطاع في يوليو الماضي.
وفسرت تقارير إعلامية قرار مشعل بالتنحي من منصبه بأنه جاء بسبب "الصدام" مع قيادات الحركة في غزة بشأن ملف المصالحة.
وكرر مشعل مرارا خلال خطاباته المتعددة في غزة دعوته إلى المضي في ملف المصالحة وكان من بين عباراته اللافتة غير المعهودة على لسان قيادات حماس، أن فلسطين أكبر من أن يقودها فصيل بعينه وأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس وهما أكبر فصيلان فلسطينيان لا تستغنيان عن بعضهما.
وقال المصدر في حماس، إن الرجل حرص على توجيه رسائل سياسية في غاية الأهمية من قطاع غزة الذي بدأ به الانقسام تحديدا مفادها أن الانقسام يضر بالفصائل الفلسطينية خاصة حماس وأنه لا بديل عن شراكة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس.
وأضاف المصدر ذاته، أن المضي قدما باتجاه المصالحة قد لا يكون حسم بمجرد زيارة مشعل إلى غزة، لكنه على الأقل وفر أجواء إيجابية غير مسبوقة من شأنها التمهيد لأرضية حقيقية يمكن البناء والتراكم عليها في المستقبل القريب.
وعاد البريق إلى مكانة مشعل منذ أن قاد من القاهرة بنفسه المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصر بين حركته وإسرائيل بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أحدث جولات العنف بين الجانبين في الفترة من 14 إلى 21 من الشهر الماضي.
وقالت حماس، إنها خرجت منتصرة من جولة العنف الدامية التي خلفت مقتل 177 فلسطينيا جراء شن إسرائيل أكثر من 1500 غارة جوية على القطاع، مقابل ستة قتلى إسرائيليين قضوا جراء إطلاق الحركة أكثر من ألف صاروخ من القطاع تجاه إسرائيل ووصل عدد محدود منها إلى تل أبيب والقدس.
ومن غزة، جدد مشعل التأكيد على أن حركته لن تعترف بإسرائيل ولن تتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية، وأن قبولها بتهدئة لا يعني تخليها عن الكفاح المسلح الأمر الذي أثار غضب إسرائيل وتنديدها.
واعتبر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، أن تصريحات مشعل في غزة "كشفت عن الوجه الحقيقي لحماس بأنها منظمة إرهابية تنادي بالقتل وبعدم الاستعداد للتوصل إلى تسوية، وترغب في إبقاء فقراء غزة في فقرهم".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn