دمشق 20 ديسمبر 2012 / حملت وزارة الخارجية السورية اليوم (الخميس) المجموعات الارهابية المسلحة، ومن بينها "جبهة النصرة" التابعة لتنظم القاعدة مسئولية ما حدث في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق (جنوبا)، معربة عن أسفها من توجيه الاتهام لها بقصف المخيم وتهجير الفلسطينيين.
وأكدت الوزارة، في رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول ما يجري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، أنه " منذ بداية الأزمة في سوريا قامت بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها لسوريا ونهجها السياسي بقلب الحقائق وتشويه ما يجري في سوريا من أحداث مأساوية وحملت هذه الدول والأطراف زورا وبهتانا الحكومة السورية مسئولية ذلك مدعومة من أوساط إعلامية عميلة لها ساهمت في تضليل الرأي العام العالمي وتشويه حقيقة ما يجري في سوريا ".
وأضافت الوزارة أنه " لم يكن مفاجئا بالنسبة لسوريا ان تتخذ هذه الأطراف مواقف مقلوبة إزاء الوضع الطارئ الذي مر به مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية اثر هجوم قامت به جبهة النصرة ومن يدعمها من المجموعات الإرهابية الاخرى على المخيم أسفر عن كارثة تمثلت في تهجير اخر للاجئين الفلسطينيين الابرياء من اماكن سكنهم في هذا المخيم ".
وقالت الوزارة في رسالتيهما إن " سوريا تدين كل من سمح لنفسه بتوجيه أصابع الاتهام إليها وتحمله مسئولية هذه الكارثة التي قامت بها المجموعات الإرهابية وتوضح انها التزمت طيلة عشرات السنوات منذ نكبة الشعب الفلسطيني باستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضها وتعاملت معهم كابنائها واعطتهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري ".
وأعربت الوزارة عن اسفها لتوجيه الاتهام لها إزاء ما حدث في المخيم إلى الجانب الخطأ بدلا من محاسبة وإدانة التنظيمات الإرهابية التي قامت خلال فترة الأزمة في سوريا بتهديد الفلسطينيين في أمنهم واستقرارهم وقتل عدد منهم وقيام جبهة النصرة ومن يدعمها أخيرا بالهجوم على مخيم اليرموك والمناطق المجاورة له بمدافع الهاون والأسلحة الرشاشة واحتلال أجزاء منه ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين وتدمير مشفى وجامع داخل المخيم.
وتابعت " وبعد ذلك دخول المئات من عناصر تلك المجموعات إلى المخيم كما انه وفي مواجهة ذلك وعلى الرغم من مناشدات قاطني المخيم للجيش السوري بالتدخل إلا أنه امتنع عن ذلك حتى الآن حقنا للدماء وصونا لممتلكات المواطنين في المخيم ".
وأضافت الوزارة أن " سوريا اعادت التأكيد على مبدأ عدم زج الاشقاء الفلسطينيين في الاحداث السورية خلال الزيارة الاخيرة للمفوض العام للأونروا إلى سوريا انطلاقا من حرصها على موقفها المبدئي في ابعاد اللاجئين الفلسطينيين عما يجري فيها، كما بادرت سوريا بالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية والدولية إلى تقديم كل المساعدات والتسهيلات المطلوبة للتخفيف من حدة معاناة اللاجئين الفلسطينيين التي نتجت عن احتلال جبهة النصرة وحلفائها مما يسمى "الجيش الحر" لمخيم اليرموك.
وناشدت الوزارة الأمم المتحدة وأمينها العام مطالبة الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة وشجعتها على احتلال مخيم اليرموك لغايات باتت معروفة وتخطط لها أعمالها الإرهابية باستخدام علاقاتها الوثيقة مع المجموعات الإرهابية لإجبارها على الخروج من المخيم فورا حفاظا على حياة اللاجئين الفلسطينيين ولمنع القتل والدمار الذي تنشره هذه المجموعات الإرهابية أينما حلت بدلا من اعتماد الدعاية الرخيصة على حساب دم الشعب الفلسطيني ومعاناته لأن الإرهابيين هم الذين هاجموا المخيم وهم الذين هجروا اللاجئين الفلسطينيين وهم من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة.
وكان مسئول بحركة تحرير فلسطين "فتح" في سوريا أمس الاربعاء سمير الرفاعي، قال إن ما يعانيه سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق "مأساة حقيقية"، معربا عن أمله "بنجاح الجهود التي تبذل لخروج المسلحين الذين دخلوا إلى المخيم".
وشهد مخيم اليرموك الذي يعيش فيه نحو 150 ألف فلسطيني، في الآونة الأخيرة، عمليات عنف وقصف واشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى.
وأكد قياديون في الفصائل الفلسطينية أن "عناصر الجيش الحر سيطروا يوم الاثنين الماضي على مبنى الخالصة التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة".
ويأتي ذلك بعد عدة أيام من تعرض مسجد ومدرسة في المخيم لقصف أدى إلى سقوط عشرات اللاجئين الفلسطينيين بين قتيل وجريح، وسط اشتباكات يشهدها المخيم بين الجيش وموالين فلسطينيين من جهة، ومعارضين مسلحين من جهة أخرى، وفقا لناشطين.
الأمر الذي أثار إدانات دولية وعربية، فيما حملت القيادة الفلسطينية في الأراضي المحتلة السلطات السورية المسؤولية عن سقوط قتلى، في حين دعت الخارجية السورية الفلسطينيين إلى "عدم إيواء أو مساعدة المجموعات الإرهابية الدخيلة على مخيم اليرموك والعمل على طردها".
وتتعرض عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق واللاذقية ودرعا لقصف، على خلفية الأزمة الواقعة داخل البلاد، ما تسبب بسقوط ضحايا فلسطينيين، إضافة إلى نزوح أعداد من الفلسطينيين داخل وخارج البلاد هربا من العمليات العسكرية وأعمال العنف، كما سقط عدد من الفلسطينيين عناصر جيش التحرير الفلسطيني جراء أعمال عنف.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn