لي تشاو شيان: مسار طويل نحو إقامة دولة فلسطينية

وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 6 يناير الجاري مراسيم اعتماد اسم ''دولة فلسطين'' على معاملات السلطة الفلسطينية. وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" الى أن هذا الاخيرهو تجسيداً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، وخطوة هامة لاقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس.

كما أن المعروف حاليا ووفقا لاتفاقات اوسلو فإن المسيطر على المعابر والحدود هي اسرائيل، لذا فإن حصول الفلسطينيين على الوثائق مثل جواز السفر وبطاقات الهوية يكون بإذن منها. والجانب الاسرائيلي لم يعلق أي شيء على تغيير اسم دولة فلسطين.

وأظهرت استطلاعات نشرتها صحيفة "اسرائيل اليوم" يوم 4 يناير الجاري، أنه من بين أكثر من 800 شخص شملهم الاستطلاع، هناك 54% يؤيدون قيام الدولة الفلسطينية، و38%يعارضون وما تبقى محايدون. بالاضافة الى ذلك، فإن الغالبية غير متفائلون بشأن آفاق السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

كما يعتقد اكثر من 54% ممن شملهم الاستطلاع أنه من المستحيل أن تصل اسرائيل الى اتفاق سلام مع فلسطين، وقال 55% أن رئيس السلطة الفسطينية محمود عباس ليس هو" شريك السلام". وإن نسبة الأخطاء الايجابية او السلبية في نتيجة الاستطلاع 3.4 في المائة.

وعن ما إذا كان يمكن لاسرائيل توسيع موستوطناتها اليهودية في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،هناك ما يقرب 43.4% من دعم ذلك، بينما 43.5%يجادلون حول تجميد بناء المستوطنات.

يعتقد لي تشاو شيان نائب رئيس معهد الابحاث الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة أن استبدال فلسطين تسمية السلطة الفلسطينية بتسمية دولة فلسطينية ممارسة عاجزة تعبرعن حقيقة واقعة لتلاشي عملية السلام في الشرق الاوسط. وأن اهمية هذا الاعتماد رمزيا اكثر مما هو فعليا. كما أنه وبالرغم من دلالته الرمزية إلا أنه لا يتضمن اي تاثير جوهري على عملية السلام الحالية في الشرق الاوسط. ويضيف لي تشاو شيان، أن رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، أو الاعلان عن تغيير تسمية السلطة الفلسطينية بتسمية دولة فلسطينية يعكس الفترة الطويلة المحرجة بعد وقف عملية السلام الحالية في الشرق الاوسط، وإن فلسطين لا حيلة لها في الاختيار أو الرفض، فالواقع يبين حقيقة تلاشي عملية السلام في الشرق الاوسط الآن.

لقد كانت قضية اقامة "دولة فلسطين"المستقلة باستمرار القضية الاساسية في محادثات السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية. ويعتقد لي تشاو شيان أنه نظرا لتوقف عملية السلام في الشرق الاوسط منذ فترة طويلة، مقترنة بالساحة السياسية لليمين الاسرائيلي الخطيرة، والتركيز الاستراتيجي للولايات المتحدة شرقا، لايزال مسار طويل نحو إقامة دولة فلسطينية.

أما نتيجة استطاع الراي العام في اسرائيل، فيرى لي تشاو شيان أن الشعب الاسرائيلي يفهم أن الامن والحياة في اسرائيل مرتبط في نهاية باعتراف الشعب الفلسطيني والعربي والمجتمع الدولي. لذا فإنه في ظل هذا المعنى يعكس استطلاعات الرأي ادراك الناس اخيرا أن هذه حقيقة واقعة. ولكن الواقع السياسي الداخلي لاسرائيل أو سيادة قوي الجناح اليميني. وإن استطلاعات الرأي الحالية تميل تقريبا الى اجراء اسرائيل انتخابات عامة في اقرب وقت، والتصويت في اواخر هذا الشهر.وفي ظل هذه الحالة، فإن الظروف الكامنة لا تساعد فعلا على عملية السلام.كما أن وجود اتجاه واضح جدا من الانحراف السياسي الصحيح لاسرائيل،وتقسيم الجانب الفلسطيني ايضا الى فصائل،و الانقسام الفلسطيني الذي لا يزال دون حل،بالاضافة الى البيئة الدولية الكبيرة والتركيز الاستراتيجي للولايات المتحدة شرقا،جعل من عملية السلام فعلا صعب للغاية.وإن مسار طويل نحو إقامة دولة فلسطينية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/