ملخص: أوضح أحد شهود العيان أن المتظاهرين عمدوا إلى إضرام النار في هذه المراكز بعد نهبها،لافتا إلى أن هذا التطور الأمني الخطير جاء عندما إنسحبت قوات الأمن من البلدة بسبب نفاد الذخيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، وعجزها عن التصدى للمحتجين...
تونس 10 يناير2013/ شهد الوضع في بلدة بن قردان في أقصى الجنوب التونسي، تدهورا أمنيا رافقه اضرام عام على الرغم من عودة الحركة بشكل تدريجي في معبر "رأس جدير" الحدودى بين ليبيا وتونس والذي أثار اغلاقه مدة دامت شهرا احتجاجات في البلدة.
وافادت مصادر نقابية وشهود عيان أنه تم مساء اليوم (الخميس) حرق مراكز أمنية وجمركية في بلدة بن قردان بمحافظة مدنين التي تشهد منذ نحو أسبوع إحتجاجات للمطالبة بفتح معبر رأس جدير ، وبالتنمية وتشغيل العاطلين عن العمل.
وقال أحد شهود العيان في إتصال هاتفي مع وكالة انباء ((شينخوا))، إن العشرات من المتظاهرين عمدوا مساء اليوم إلى إقتحام مقر منطقة الأمن ومركز للجمارك وسط البلدة .
وأوضح أن المتظاهرين عمدوا إلى إضرام النار في هذه المراكز بعد نهبها،لافتا إلى أن هذا التطور الأمني الخطير جاء عندما إنسحبت قوات الأمن من البلدة بسبب نفاد الذخيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، وعجزها عن التصدى للمحتجين.
وبحسب إذاعة ((شمس أف أم)) التونسية المحلية، فإن هذه المواجهات العنيفة أسفرت عن ثلاث إصابات فى صفوف المحتجين تم نقلهم إلى المستشفى الجهوي ببن قردان.
وتواصلت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن على مدى ستة أيام ، وبلغت درجة الاحتقان ذروتها اليوم في أعقاب الإضراب العام الذي شل المدينة تلبية لدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل (منظمة نقابية) للمطالبة بالتنمية بالجهة وإعادة فتح معبر "رأس جدير" المغلق منذ شهر أمام حركة التبادل التجاري بين البلدين.
وقالت مصادر نقابية إن مواجهات اليوم،هي الأعنف حيث بادر فيها محتجون بقذف قوات امنية بالحجارة، فقامت تلك القوات باطلاق قنابل مسيلة للدموع وتعقب المحتجين في شوارع البلدة، ما أحدث حالة من الفزع والتشنج، تواصلت لساعات واتسعت لتعم حالة من الفوضى في كامل المدينة وتحول المشهد إلى عمليات كر وفر.
وأشارت إلى أن البلدة تسودها حاليا حالة من الهدوء الحذر بعد حرق المراكز الأمنية والجمركية، حيث تكثفت الوساطات في مسعى لتبديد حالة الإحتقان والتوتر ،وضبط الأمور حتى لا تنفلت من جديد.
وتأتي المواجهات على الرغم من عودة الحركة على مستوى معبر "راس جدير" بشكل تدريجي حيث سجل دخول أول الشاحنات التجارية القادمة من ليبيا فى إتجاه بلدة بن قردان ، بحسب ما أفادت في وقت سابق وكالة الانباء التونسية.
يذكر أن رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي ونظيره الليبي علي زيدان أعلنا يوم الإثنين الماضي عن الإسراع في تنفيذ اجراءات فتح المعبر الحدودي "رأس جدير" أمام حركة المبادلات التجارية بين الجانبين.
وتعتبر التجارة بين تونس وليبيا مصدر الرزق الوحيد لعدد كبير من سكان المناطق الحدودية التونسية، وخاصة منهم أهالي بلدة بن قردان الذين كثيرا ما طالبوا بفتح الحدود حتى يتسنى لهم نقل البضائع من وإلى ليبيا.
ويقع معبر "رأس جدير" الحدودي على بعد نحو 600 كيلو متر جنوب شرق تونس العاصمة، وهو واحد من أبرز المعابر الحدودية بين البلدين، وقد سبق له أن أغلق عدة مرات.
ودفع هذا الوضع منظمة أرباب العمل التونسية إلى الإعراب في الخامس والعشرين من الشهر الماضي عن قلقها من تراجع حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا، وحذرت من تواصل تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود بين البلدين.
وقال الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة أرباب العمل) والغرفة الإقتصادية التونسية - الليبية فى بيان مشترك، إن تدفق البضائع والسلع بين تونس وليبيا يشهد منذ مدة توقفا بسبب المناخ الأمني غير الملائم لحركة شاحنات النقل في الإتجاهين، الأمر الذي تسبب في أضرار بالغة بمصالح المتعاملين الإقتصاديين في البلدين.
وإعتبرا في بيانهما المشترك أن الوضع "بات مقلقا وتسبب في أضرار كبيرة للمؤسسات التونسية المصدرة نحو ليبيا بشكل قانوني ،أسفرت عن خسائر للمتعاملين معها".
يذكر أن حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا يقدر بأكثر من ملياري دولار بحسب آخر الإحصائيات التونسية الصادرة في العام 2010.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn