بكين   ثلج خفيف~ مشمس جزئياً 0/-7 

تعليق: الهروب التدريجي للولايات المتحدة من الشرق الاوسط

2013:01:15.14:55    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الطبعة الخارجيةـ الصادرة يوم 15 يناير عام 2013- الصفحة رقم:06

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم 12 يناير الجاري عن انتهاء الحرب الأمريكية على العراق بعد تسع سنوات تقريبا.وتشهد الحرب التي كلفت الولايات المتحدة تريليون دولار ومقتل اكثر من 4500 جندي أمريكي النهاية تدريجيا بعد تولي باراك اوباما منصبه. حيث سحب أوباما 150ألف من القوات الامريكية،وسيكمل سحب أخر دفعة من ستة آلاف جندي من العراق بنهاية هذا العام.

باراك اوباما يهرب من منطقة الشرق الاوسط خطوة بخطوة

أعلن باراك اوباما رسميا عن انهاء الحرب في العراق تماما في الوقت الذي اعرب فيه بوضوح عن حرصه الكبير على الانسحاب من افغانستان.فقد لقى اكثر من 2000جندي في هذا البلد مصرعهم. وقرر اوباما بعد الاجتماع مع الرئيس الافغاني حامد قرضاي خلال زيارته الى الولايات المتحدة تسليم المهام القتالية لقوات الامن الافغاني قبل ربيع هذا العام، وشدد على أن القوات العسكرية الامريكية سوف يتمتعون بالحصانة القضائية بعد عام 2014. فكم ياترى سيبقى من الجنود الامريكيين في افغانستان بعد عام 2014؟ في الواقع ، لم يقدم كلا الجانبين ارقاما محددة حتى الآن،إلا أنح وفقا لتقديرات وسائل الاعلام الافغانية والامريكية، فإن حامد قرضاي يتوقع حوالي 15 ألف جندي أمريكي، بينما يفضل اوباما أن يكون 3 الاف جندي أوحتى الصفر.

يعتبر العراق وافغنستان دولتان غنيتان تتمتعان بوفرة الموارد الطبيعية. والعراق هو رابع اكبر مورد للنفط والغاز في العالم،ووفقا لهذا التقييم،فإن قيمة اجمالي الموارد المعدنية لافغانستان تبلغ اكثر من 3 تريليون دولار. والولايات المتحدة الامريكية لا يمكن أن تفصل بين شنها للحربين عن النظر في الموارد الطبيعية، بالرغم من كل تلك الاسباب الرنانة.

ومع ذلك،فإنه في تلك السنة لم يفكر احدا في ذلك،واصبحت الحربين مستنقع ابتلت فيهما الولايات المتحدة لسنوات عدة، وجعلت الامريكيون يتذكرون يوما بعد يوم لسنوات الحرب الفيتنامية.كما رفع مصرع الآلاف من القوات الامريكية من مستوى المشاعر المناهضة للحرب في الولايات المتحدة.فكم سوف تترك الولايات المتحدة من قواتها العسكرية في افغانستان؟ إن اجابة الكاتب بلادي على الموقع الالكتروني الأمريكي الاعلامي «هافينغتون بوست» كانت واضحة،وهي أنه لا يمكن أن يبقى أحد!

لقد أعلن باراك اوباما بعد دخوله البيت الابيض بوضوح عن تحويل التركيز الإستراتيجي الأمريكي شرقا.في حين أنه لسنوات عديدة احتلت منطقة الشرق الاوسط مركز السياسة الخارجية الامريكية، واعتمدت حكومة اوباما على استراتيجية " الاثر الخفيف". فقد كانت فرنسا بمثابة الرائد في الاضطرابات في ليبيا،والولايات المتحدة مستعدة للدعم الفاعل.كما لم تعبر الولايات المتحدة بعد سنتين تقريبا من الاضطرابات في سوريا عن موقفها الواضح اتجاه قضية استخدام بشار الاسد للاسلحة الكيماوية المسماة بـ " الخط الاحمر"،وفضلت عدم الوفاء بالعهد بدلا من التعبير عن موقفها فيما يخص التدخل العسكري في سوريا.وإن ما يصدع اكثر ادارة اوباما هي القضية الايرانية، وعلى الرغم من أن اسرائيل اعلنت مرارا على أن لا ترحم ايران، إلا أن ادارة اوباما لم ترسم " خطا احمرا".وهكذا، فإن " الحذر قولا وسلوكا"بات افضل وصف لادارة اوباما في الشرق الاوسط.

إن ترشيح باراك اوباما تشاك هاجل لمنصب وزير الدفاع يوضح بلا شك هروب اوباما من منطقة الشرق الاوسط. حيث أن تشاك هاجل السيناتور الجمهوري السابق الذي عارض بشدة ارسال بوش المزيد من القوات العسكرية الامريكية الى العراق يثير انتقادات بسبب موقفه الصعب تجاه إسرائيل والناعم اتجاه إيران. وقد اثار ترشيحه جدلا شرسا في مجلس الشيوخ. ربما مثلما قال تشاك هاجل أنه اسيء فهمه في هذه القضايا.ومع ذلك،باعتباره حليفا لباراك اوباما،فإن هذا المحارب القديم في حرب الفيتنام ليس امامه ما يعيقه لدعم اوباما في سياسته في الشرق الاوسط.

وكما ورد في مقال نشر في مجلة " العصر" فإن تعيين تشاك هاجل هي علامة على نهاية 20 عاما من التدخل الامريكي، التي بدات من الصومال ثم الى العراق وبعدها افغانستان.ويوضح تعيين هاجل ايضا، أن وزارة الدفاع الامريكية سوف تخفض من نفقاتها الى مستوى قبل عام 2000 أو أقل من ذلك.

إقرا المزيد من تعليقات خاصة لصحيفة الشعب اليومية أونلاين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات