الخرطوم تتهم جوبا بإفشال أحدث جولة من المفاوضات بين الجانبين

الخرطوم 19 يناير 2013 /اتهمت الحكومة السودانية اليوم (السبت) دولة جنوب السودان بإفشال أحدث جولة من المفاوضات بين البلدين بسبب التعنت والمماطلة فى تنفيذ ما تم إقراره من قبل الرئيسين فى القمة التى عقدت بينهما أخيرا.

وقال الوفد السودانى المفاوض، فى بيان له عقب رفع المفاوضات المنعقدة باديس أبابا اليوم، " لقد كان واضحا عدم جدية جانب وفد حكومة جنوب السودان، خلال الإجتماعات، فى التوصل لخطوات عملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالمسارات الثلاثة ومماطلتهم فى تنفيذ ما تم إقراره من قبل الرئيسين فى القمة التى عقدت بينهما أخيرا".

وكان وفد السودان وجنوب السودان قد استأنفا فى السابع من يناير الجارى جولة مفاوضات ركزت على ثلاث قضايا وهى تنفيذ الترتيبات الإنتقالية حول أبيي، تنفيذ اتفاقيات الترتيبات الأمنية المتعلقة بالمنطقة منزوعة السلاح، وإعداد مصفوفة متكاملة وشاملة وفق جداول زمنية للإتفاقيات الموقعة بين البلدين بأديس أبابا فى 27 سبتمبر 2012.

وأبان بيان وفد السودان المفاوض أن المباحثات حول ابيى اصطدمت باصرار جنوب السودان على ان تكون له الاغلبية فى المجلس التشريعى لأبيي بواقع 12 عضوا للجنوب مقابل 8 للسودان، بينما رأى السودان أن يكون ذلك مناصفة.

وإتهم وفد السودان المفاوض جنوب السودان بالتراجع عن التزاماته بشأن الترتيبات الأمنية وسحب قواته من المناطق المتنازع عليه، وقال الوفد " لقد أعاق وفد حكومة جنوب السودان المضي قدما فى بدء تنفيذ المنطقة الآمنة منزوعة السلاح بتراجعه عن التنفيذ الكامل لإتفاق الترتيبات الخاصة بمنطقة 14 ميلا وذلك بإصراره على سحب جزئي لقواته من المنطقة".

وأضاف " كما رفض وفد حكومة جنوب السودان تشكيل آليات للمراقبة والتحقق من فك الإرتباط بين جيشه والتمرد بمنطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووقف الدعم والإيواء للحركات المسلحة المتمردة، بل أبدى المزيد من التعنت برفضه التوقيع على ما تم الإتفاق عليه مع الإقرار بنقاط الإختلاف ".

وأشار البيان إلى فشل الجانبين فى إعداد مصفوفة شاملة بجميع الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها فى 27 سبتمبر 2012، محملا جنوب السودان مسئولية الفشل، وقال " لقد أعاقوا مرة أخرى التوصل لإتفاق برفضهم للتوقيع على ما تم الإتفاق عليه في جانب الترتيبات الأمنية بالإضافة لوضعهم شروطا بشأن الإتفاق علي العمل معا لإعفاء الديون ".

وأكد وفد السودان المفاوض التزام الخرطوم بالعمل مع وسطاء الاتحاد الافريقى حتى يتم التوصل إلى حلول مرضية للقضايا العالقة بين البلدين.

وكان السودان وجنوب السودان قد اتفقا فى الخامس من يناير الجارى على تنفيذ بند الترتيبات الامنية وتكوين المؤسسات المدنية لمنطقة ابيى، ووضع مصفوفة زمنية لتنفيذ الاتفاق.

ووقعت الخرطوم وجوبا في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي حزمة اتفاقات للتعاون بينهما تتعلق بالأمن وأوضاع المواطنين وقضايا الحدود وقضايا اقتصادية وأخرى تتصل بالنفط والتجارة بعد مفاوضات ماراثونية بين رئيسي البلدين بأديس أبابا، ولم تشمل هذه الاتفاقات قضية أبيي وترسيم الحدود.

وفشلت كل المقترحات التى تقدم بها فريق الوساطة التابع للاتحاد الافريقى فى التوصل إلى تسوية ترضى الطرفين، وبقيت قضية ابيى عصية على الحل.

وكان من المفترض إجراء استفتاء حول تبعية منطقة ابيى بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان فى التاسع من يناير من العام 2011، الا ان الخلاف بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية حول تعريف الناخب الذى يحق له التصويت حال دون قيام الاستفتاء.

/مصدر: شينخوا/