غزة 22 يناير 2013 / يطمح عمر صيام، الذي يدير مؤسسة ماليزية تنشط في قطاع غزة إلى تحويل المنح والمساعدات التي تأتي للقطاع من الشعب الماليزي إلى مشاريع دائمة تخدم أكبر عدد ممكن من سكانه.
غير أن مهمة صيام ليست سهلة فالدعم الماليزي المقدم إلى غزة مازال في مراحله الأولى، مما يجعله قليلا مقارنة بقنوات دعم أقدم لدول أخرى.
وهنالك أسباب أخرى وراء ضعف مستوى هذا الدعم، بينها حداثة حالة التضامن الماليزي مع الشعب الفلسطيني، والتي بدأت تتشكل أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2008/2009، وفقا لصيام.
كما أن ماليزيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما منعها من تأسيس بعثة دبلوماسية أو قنصلية لها في الأراضي الفلسطينية لتسهيل عملية تطوير العلاقات.
وافتتحت مؤسسة (أمان فلسطين) الماليزية مكتبا لها في غزة في العام 2009 بعد خمسة أعوام من تأسيسها، لتصبح أول مؤسسة ماليزية غير حكومية تعمل في قطاع غزة وتحاول إيجاد مكانة لها وسط منظمات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والمساعدة الأوروبية والأمريكية المنتشرة في القطاع.
ويقول صيام إن المشكلة كانت في عدم وضوح طبيعة احتياجات قطاع غزة الإنسانية بالنسبة للشعب الماليزي، مشيرا إلى أنه "في إحدى الحالات قام الماليزيون بإرسال زجاجات مياه شرب، ظنا منهم أن غزة لا يمكن الحصول فيها على مياه شرب".
وأضاف أن هدفنا الأساسي هو أن نكون مرجعا للقضية الفلسطينية في ماليزيا، وذلك من خلال توجيه حالة التعاطف الماليزي من مجرد شعور بالتضامن إلى مشاريع مستدامة تخدم الشعب الفلسطيني.
وأنفقت مؤسسة أمان فلسطين في عام 2012، مبلغ مليون ونصف المليون دولار على مشاريع إغاثة وتنمية لصالح سكان القطاع، ويعتبر هذا تطورا ملحوظا بالنسبة لحجم الإنفاق عام 2009 الذي بلغ في حينه 330 ألف دولار.
إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن مؤسسة أمان فلسطين تأتي في مؤخرة المؤسسات الداعمة لسكان غزة إذا ما قورنت بالمؤسسات الغربية والإسلامية الأخرى.
وتفيد المعطيات، حسب مؤسسة أمان نفسها، أن مؤسسة (سي اتش أف) الأمريكية الدولية أنفقت خلال عام 2012 أكثر من 28 مليون دولار لتنفيذ برامجها في غزة، بينما بلغ إنفاق مؤسسة الإغاثة الإسلامية في القطاع للعام نفسه 20 مليون دولار.
ويقول صيام إن الدعم الماليزي لا يشكل أكثر من 1 في المائة مقارنة مع ما تقدمه دولة قطر لغزة.
وتنفذ قطر مشاريع بقيمة 408 ملايين دولار لإعادة اعمار قطاع غزة ضمن خطة أعلن عنها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال زيارته للقطاع في أكتوبر الماضي.
وتنفذ أمان فلسطين حاليا ثلاثة مشاريع في غزة تتمثل في بناء مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن، بالإضافة لمشروع خاص بإعادة تأهيل أراض زراعية كانت تقع داخل منطقة عازلة فرضتها إسرائيل منذ صيف العام 2007 بعمق يصل ل 300 متر على طول الحدود مع القطاع.
ويقول صيام إن هذه الأنشطة التي تنفذها مؤسسته تتضمن مشاريع حوسبة التعليم في المدارس وتبرعات غذائية ، بالإضافة إلى توفير مقاعد لذوي الإعاقات الحركية.
وتتجه العلاقات بين غزة وماليزيا إلى شكل أكثر دبلوماسية، حيث توجت بزيارة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبد الرازق الى غزة ليصبح أول زعيم لدولة إسلامية غير عربية يزور القطاع منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة منتصف عام 2007.
ويأمل صيام أن يزداد الدعم الماليزي لقطاع غزة وأن يصبح مستداما بعد زيارة رئيس الوزراء الماليزي الذي وضع حجر الأساس لإعادة بناء مقر مجلس الوزراء الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في نوفمبر الماضي.
وبالنسبة لسكان غزة فإن ماليزيا تمثل وجهة سياحية مفضلة بعد أن سمحت للفلسطينيين منذ سنوات بالدخول لأراضيها من دون الحصول على تأشيرة سفر مسبقا.
ويقول الفلسطيني يوسف أبو مهادي (26 عاما) إن السفر إلى ماليزيا يعد أسهل من زيارة الأردن، إذ تتطلب رحلة جوية تستغرق ثمانية ساعات، في حين يتطلب السفر للأردن أسابيع للحصول على تأشيرة دخول غالبا لا ينالها جميع المتقدمين.
ويذهب العديد من أبناء غزة للدراسة في جامعات ماليزيا، إلا أنه لا توجد أرقام دقيقة عن أعدادهم.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn