تونس 6 فبراير 2013/ أحدثت عملية الإغتيال التي إستهدفت صباح اليوم (الأربعاء) المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، والقيادي في التحالف اليساري الجبهة الشعبية، صدمة عنيفة في الوسط السياسي والشعبي التونسي الذي إستفاق على "غول العنف" الذي يهدد البلاد.
وأجمعت غالبية القوى السياسية على إدانة هذه الجريمة النكراء، فيما إندلعت مظاهرات منددة بالحكومة وحركة النهضة الإسلامية في غالبية المدن التونسية وسط دعوات إلى العصيان المدني لإسقاط الحكومة.
وأعربت الرئاسة التونسية، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، عن بالغ صدمتها من عملية الإغتيال هذه التي وصفتها بـ"الحدث الجلل الذي أصاب بلادنا صبيحة اليوم المتمثل في اغتيال الوجه الحقوقي والسياسي، المرحوم شكري بلعيد، المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد والقيادي في الجبهة الشعبية".
وحذرت في بيانها من مخاطر الفتنة والفرقة التي تسعى بعض الأطراف إلى بثها بغاية جر الشعب التونسي إلى دوامة العنف، ودعت في المقابل إلى تحكيم العقل وضبط النفس والتروي في تحليل هذه الجريمة النكراء والفعلة الجبانة ونسبة المسئولية عنها إلى جهة أو أخرى.
كما طالبت كافة السلطات العمومية أن تولي المسألة كل الاهتمام الذي تستحقه وأن تبادر إلى التحقيق الفوري في الحادثة وضبط الجناة وتقديمهم سريعا إلى العدالة لتمضي فيهم قضاءها العادل.
وتعرض شكري بلعيد (67 عاما) صباح اليوم إلى عملية إغتيال، حيث قال وزير الداخلية التونسي علي لعريض إن شخصين نفذاها أمام منزله بضاحية المنزه السادس بتونس العاصمة في حدود الساعة الثامنة و15 دقيقة بالتوقيت المحلي.
وأشار لعريض إلى أن مسلحا إقترب من شكري بلعيد عندما كان يستعد لركوب سيارته، وأطلق عليه عدة طلقات نارية، ثم لاذ بالفرار على متن دراجة نارية يقودها شخص آخر كان بإنتظاره.
وإستنكر رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي عملية الإغتيال هذه، ووصفها بـ" العمل الإرهابي والإجرامي" .
وإعتبر أن هذا الإغتيال "يستهدف تونس كلها"، ودعا التونسيين إلى تجنب "السقوط في فخ العنف والعنف المضاد".
ومن جهته، وصف راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد، عملية إغتيال شكري بلعيد بـ"مصيبة حلت بالبلاد"، وقال إن ما تعرض له بلعيد "جريمة نكراء".
وإعتبر راشد الغنوشي أن هذه الجريمة "ليست موجهة لفرد أو حزب إنما موجهة للثورة وإستقرار البلاد وعملية الإنتقال الديمقراطي"، على حد قوله.
ولم يتردد حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال، والناطق الرسمي بإسم التحالف اليساري الجبهة الشعبية، في تحميل مسئولية إغتيال شكري بلعيد للرئاسات الثلاث (الرئيس المؤقت للبلاد، ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي)، وإلى وزارة الداخلية.
وقال إن حكومة الإئتلاف الثلاثي الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية "تعاملت بتسامح كبير مع التهديدات التي تعرض لها شكري بلعيد، ولا نستطيع توجيه تهمة القتل لأي طرف لكن ما نعرفه أنه هناك عناصر سياسية متشددة وراء التهديدات التي تعرض لها بلعيد".
اما لزهر العكرمي القيادي في حزب "حركة نداء تونس"، فقد أكد من جهته أن هناك قائمة للإغتيالات والتصفيات الجسدية لإستكمال الإنتقال الديمقراطي المزعوم، حيث كان الفقيد شكري بلعيد على رأس القائمة".
إلى ذلك، إندلعت اليوم مظاهرات عارمة في غالبية المدن التونسية تنديدا بعملية إغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بلعيد، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين أمام وزارة الداخلية التونسية بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة.
ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط الحكومة، وأخرى مناهضة لحركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد، وثالثة تنادي بالعصيان المدني.
كما شهدت العديد من المدن الأخرى مظاهرات مماثلة تم خلالها مهاجمة مقرات حركة النهضة الإسلامية وسط حالة من الغضب العارم ضد سياسة الحكومة الحالية وتساهلها مع دعاة العنف.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn