حماس تتهم بلغاريا بمحاولة "دق الأسافين" بين الفلسطينيين

رفح 16 فبراير 2013 / اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (السبت) بلغاريا "بمحاولة دق الأسافين" بين الفلسطينيين عبر ترحيل وفد من نوابها في المجلس التشريعي عن أراضيها.

وقال القيادي في الحركة وأحد أعضاء الوفد صلاح البردويل، في مؤتمر صحفي عقده في معبر رفح البري جنوب قطاع غزة قادما من مصر بعد ترحيلهم من بلغاريا إلى تركيا، "إن الأمن البلغاري أبلغنا أن عملية الترحيل تمت بناء على اتصال هاتفي جرت بين وزير الخارجية في رام الله بالضفة الغربية رياض المالكي ووزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف لاستيضاح سبب استقبال الوفد".

وأضاف البردويل، "كنا قبل الحدث بيوم التقينا السفير الفلسطيني لدى بلغاريا أحمد المذبوح ولم تكن هناك أي إشكاليات على الإطلاق ولم نشعر منه أن هناك احتجاجا على الزيارة بالتالي اعتبرنا أن ما حدث مناورة لدق الأسافين بين الفلسطينيين".

وقالت حركة حماس أمس الجمعة، إن بلغاريا رحلت وفدا برلمانيا يزور أراضيها منذ ثلاثة "بضغط إسرائيلي" وذلك قبل يومين من انتهاء الزيارة.

وذكرت وزارة الشئون الخارجية في السلطة الفلسطينية أمس، أنها أبلغت من نظيرتها البلغارية أن صوفيا تعتبر زيارة وفد نواب حماس غير رسمية وغير مرحب بها.

وأبلغ مصدر في وزارة الخارجية ((شينخوا)) طالبا الاحتفاظ باسمه، أن زيارة وفد حماس لم تتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية البلغارية ولم تكن تتضمن أي لقاءات رسمية، مشيرا إلى أن عملية ترحيلهم جرت بهدوء وبالتراضي.

لكن البردويل قال، إن الوفد تلقى دعوة من مركز للدراسات (مركز دراسات الشرق الأوسط) في صوفيا وهو لزيارة بلغاريا وإجراء عدد من اللقاءات والندوات هناك.

وأضاف البردويل، تلقينا الدعوة وتقدمنا للسفارة البلغارية في القاهرة بطلب تأشيرة وعلى الفور تمت الموافقة بكل سهولة ومن ثم سافرنا في نفس اليوم إلى بلغاريا واستقبلنا استقبالا محترما في المطار هناك.

وتابع بعد إجراء لقاءات مع برلمانيين وقادة أحزاب في البرلمان البلغاري إضافة إلى لقاءات إعلامية وشعبية أخرى في اليومين الأول والثاني من الزيارة فوجئنا في اليوم الثالث بالأمن البلغاري يقتحم علينا الأبواب ويطلب منا المغادرة فورا وأخذ الجوزات وقال "نحن غيرنا مواعيد سفركم وعليكم الخروج فورا".

وقال البردويل، "نحن أبدينا الاحتجاج الشديد على هذا نوع من الهمجية وحاولوا الاعتذار وقالوا إن هذه أوامر عليا صدرت بذلك"، محملا المستوى السياسي البلغاري مسئولية ما حدث من "إهانة" للشعب الفلسطيني على اعتبار أن الوفد يمثله.

واتهم القيادي في حماس الاتحاد الأوروبي، "بالتناقض بين المواقف العملية على الأرض والمواقف النظرية التي يتشدق بها ليل نهار قادته حول الديمقراطية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها".

وطالب البردويل بلغاريا، بالاعتذار "إزاء ترحيل نواب الشعب الفلسطيني، وكذلك الجهات العربية الرسمية والجهات الفلسطينية إدانة ما حدث والتعامل وفق السلوك بردة فعل عربية فلسطينية رسمية".

وكان مقررا أن تستمر زيارة وفد حماس الذي يضم إضافة إلى البردويل عضوي المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة حماس البرلمانية إسماعيل الأشقر ومشير المصري ثلاثة أيام أخرى.

وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد رسمي من حماس إحدى دول الاتحاد الأوروبي الذي يصنف الحركة على قائمة الإرهاب العالمي.

وكان وفد برلماني عن الحركة زار في يناير من العام الماضي سويسرا وعقد لقاءات سياسية فيها ما أثار انتقادات حادة في حينه من اللوبي الصهيوني وإسرائيل.

وتقول حماس، إنها تجري اتصالات مع جهات أوروبية متعددة تتخذ في غالبيها الطابع السري.

والاتحاد الأوروبي عضو في اللجنة الرباعية الدولية التي تشترط على حماس الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف من أجل فتح حوار معها الأمر الذي ترفضه الحركة الإسلامية.

/مصدر: شينخوا/