تقرير إخباري: العنف يضرب دمشق مجدد ويقتل 35 شخصا في سلسلة انفجارات ارهابية

دمشق 21 فبراير 2013/ قتل أكثر من 35 شخصا في سلسلة انفجارات ضربت العاصمة السورية دمشق اليوم (الخميس)، بعد أيام من الهدوء الحذر الذي سادها.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن حصيلة القتلى جراء التفجير الارهابي الذي وقع في شارع الثورة، بأطراف منطقة المزرعة بدمشق ارتفعت إلى 35 قتيلا وجرح أكثر 237 آخرين حالة بعضهم خطيرة.

وأفاد مصدر أمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق بأن الانفجار الأول وقع في المنطقة الواقعة بين ساحة السبع بحرات وحي المزرعة قرب مقر حزب البعث الحاكم في سوريا، على مقربة من محطة حافلات وإحدى المدارس، فيما استهدف التفجير الثاني منطقة ركن الدين قرب أفران ابن العميد، أما التفجير الثالث فقد استهدف فرع المخابرات 211 في منطقة برزة بدمشق.

وأضاف المصدر أنه كان من المفترض ان يكون تفجير المزرعة مزدوجا، حيث تم العثور على سيارة ثانية يقودها انتحاري قرب مكان الانفجار.

وتابع ان وحدات من الجيش السوري عثرت على الانتحاري مغمى عليه، ورجحت ان يكون الانفجار الاول قد أدى الى اصابته ما منعه من تنفيذ بعد دقائق من الانفجار الاول والذي كان من المخطط تنفيذه بعد دقائق اثناء تجمع الناس قرب موقع الانفجار.

وأشار إلى أن قوات الجيش في البداية ظنت ان الانتحاري من افراد الجيش لانه كان مرتديا بزة عسكرية، وحاولوا اسعافه، الا انه بعد ان تم تفتيشه عثر بحوزته على حزام ناسف وكميات كبيرة من المتفجرات في سيارته.

وأوضح المصدر أن انفجارا ضخما هز قسم شرطة برزة بالاضافة إلى سقوط قذيفة هاون خلف مكتبة الاسد وأخرى في محيط مبنى الاركان الخالي من العاملين.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) بأن التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة، وهي منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسة، أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين وطلاب المدارس وأضرار مادية.

وعرض التلفزيون الرسمي صورا حية للانفجار الذي وقع في شارع الثورة، وبين جثث القتلى وهي منتشرة على قارعة الطريق مضرجة بالدماء، واعداد منها مشوهة، وقسم اخر متفحمة من شدة الانفجار.

وأكد مصدر إعلامي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن نايف حواتمة اصيب بجروح طفيفة من جراء الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر الجبهة.

وأعرب عدد من المواطنين السوريين عن استيائهم الشديد من هذه الأعمال الارهابية تستهدف المدنيين والاطفال، مؤكدين ان هذه الاعمال لا تخدم الحل السياسي للازمة السورية ، وانما يعقد الامر ، ويزيد الناس التفافا حول النظام.

من جانبه، قال ماهر مرهج امين عام حزب الشباب الوطني السوري المعارض إنه عندما تشعر المعارضة المسلحة بان القوى السياسية في سوريا اقتربت من صيغة حل للازمة السورية ، يقومون بالتصعيد على الارض بهدف ، جعل المشهد السياسي غائم.

وانتقد مرهج تلك الاعمال الارهابية التي تحصد ارواح السوريين بدون ذنب.

وأدانت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في البلاد بشدة التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع الثورة على أطراف حي المزرعة بدمشق ما أدى إلى مقتل واصابة عدد كبير من المواطنين من بينهم طلاب مدارس والحاق الضرر بالمكان، مؤكدة " أن هذه الأعمال الارهابية الوحشية تشير إلى افلاس مرتكبيها وارتباكهم وهزائمهم أمام قواتنا المسلحة الباسلة".

وأشارت القيادة القطرية في بيان لها إلى أن هذه الأعمال الإرهابية "تضع الاحداث في عهدة الأنظمة العربية والاقليمية والدولية التي تدعم الإرهاب على الأرض السورية وتمد الإرهابيين المرتزقة بالسلاح ووسائل القتل والتدمير وتدعمهم سياسيا ولوجستيا".

من جانبه، أكد محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف السوري أن التفجير الإرهابي الذي وقع في شارع الثورة بدمشق" يمثل رسالة الإرهاب والتكفير والقتل التي لا يقبلها حوار ولا عقل ولا منطق ولا أخلاق ولا دين أو أوطان وشرائع سماوية أو أرضية"، مبينا أن هذا التفجير الإرهابي "يأتي عبر سيارات الموت والدمار من الحدود ليزرع التخريب في سوريا ويحول الأبرياء إلى أشلاء".

ووقعت في الآونة الاخيرة تفجيرات في مدينة دمشق والعديد من المدن السورية بعضها عبوات ناسفة وتفجيرات انتحارية استهدفت أشخاصا ومراكز أمنية أودت بحياة العديد من الأشخاص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى الأضرار المادية.

وتأتي هذه التفجيرات وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين في مناطق مختلفة من سوريا، حيث تتبادل السلطات والمعارضة الاتهامات حول مسئولية الحفاظ على البنى التحتية والمناطق السكنية من أعمال القصف والعنف، في ظل إعلان الأمم المتحدة أن عدد الضحايا في سوريا يقترب من الـ 70 ألفا، وترجح ارتفاع عدد اللاجئين الهاربين من سوريا نتيجة القصف وأعمال العنف والفوضى الأمنية إلى المليون نسمة.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/