دمشق 20 فبراير 2013 / حذرت سوريا اليوم (الأربعاء) من قيام بعض الجماعات المسلحة بالعبث بمحتويات المواقع الاثرية في بعض المحافظات السورية التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر، ويقع قسم منها تحت سيطرة "الجيش الحر"، مطالبة في الوقت ذاته باستصدار قرار دولي يجرم المتاجرة بآثارها التي تنقل خارج حدودها بطرق غير شرعية .
وقال مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف في سوريا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "جماعة مسلحة قامت باحتلال دار الضيافة في موقع قصر الحير الشرقي الأثري في مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص (وسط سوريا)"، مشيرا إلى " أنه لا توجد حتى الآن أية معلومات مفصلة عن حال الدار بعد الحادثة ، لتعذر الوصول الى هناك ".
ويقع قصر الحير الشرقي الأثري في البادية السورية بالقرب من مدينة السخنة، ويعود تاريخه إلى العصر الأموي حيث بناه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 110 هجري، ويقع القصر ضمن نطاق مدينة أثرية كاملة كانت منتجعا للخليفة في العصر الأموي.
وأضاف عبد الكريم إن "جماعة مسلحة أخرى دخلت متحف التقاليد الشعبية في حلب (شمال سوريا) بعد تفجير قفل باب المتحف، وعبوة ناسفة في جزء من جداره الشرقي الذي يضم غرفة النحاسيات"، مشيرا إلى أن "قلعة جعبر التي تقع في منطقة الجزيرة (شمال شرق سوريا) على الضفة اليسرى لنهر الفرات، مغلقة حاليا بسبب وجود مسلحين في محيطها، إلا أنها مازالت آمنة حتى الآن".
وأنشئ متحف التقاليد الشعبية في مدينة حلب، عام 1967 وكان مقره في بناء أثري هو "البيت العجمي"، وبعد ذلك تم نقله إلى بناء تاريخي آخر وهو "بيت أجقباش" الأثري في حلب القديمة، ويضم معروضات عن التقاليد الحلبية.
وأردف الخبير الاثري السوري إن "دائرة آثار حماة (وسط سوريا) أصدرت تقريرا يفيد بأن متحف طيبة الإمام في حماة تعرض لبعض الأضرار المادية نتيجة دخول مسلحين إليه، ما نتج عن ذلك تكسير أبواب المكاتب وأقفالها وتحطيم زجاج النوافذ من الجهة الشمالية، وإحداث فجوة في جدار المتحف من الزاوية الغربية الجنوبية، بالإضافة إلى خلع باب المتحف من الجهة الجنوبية والغربية مع الباب الرئيس للحديقة الشرقية وإحداث ثقوب في السقف من الداخل والخارج وسرقة بعض تجهيزات المتحف الكهربائية".
وكان متحف طيبة الامام في مدينة طيبة الإمام التابعة لمحافظة حماة، يضم مكتشفات أثرية من المنطقة وكان يحتوي على أكبر لوحة فسيفساء في العالم يبلغ حجمها 600 متر مربع، إلا أن مديرية الآثار والمتاحف أشارت في وقت سابق بأن جميع مقتنيات المتاحف السورية تم نقلها إلى أماكن آمنة لحمايتها من السرقة في خضم الأحداث التي تشهدها البلاد.
وبهدف الحفاظ على الارث الحضاري والثقافي لسوريا وجهت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية إلى وزارة الخارجية السورية عبر وزارة الثقافة كتابا يطالب مجلس الأمن الدولي بضرورة التحرك لاستصدار قرار يجرم المتاجرة بالآثار السورية ومنعها واستعادة القطع المسروقة منها.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn